قبل الدخول في موضوعي وهو موضوع ليس جديد بل لقد سبق وان كتبت عنه وتناولته أكثر من مرة الا وهو كيف ننظر ونتعاطى مع الماضي؟ ؟ وكيف نعي انه لا حاضر ولا مستقبل بدون ماضي وأنه من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل وان الماضي هو تاريخنا وملكنا جميعا ،،
واحب ان أؤكد هنا من انني انا واحد من ابناء ونتاج ذلك الماضي ولدنا وتربينا وتعلمنا وعملنا وشاركنا فيه بحلوة ومره ،، انتصاراته واخفاقاته ، سلبياته وايجابياته، اخطاءنا واصبنا ، نعتز ونفتخر بتلك الإيجابيات ، ونتألم ونعتذر ونعترف بشجاعة عن تلك الأخطاء، ،،
ما اود هنا تناوله بعد هذه المقدمة ومادفع فيني لتناول هذا الموضوع هو مانراه من تعاطي خاطىء مع ماضينا وتحديدا هناك نظرتان خاطئتان للماضي ،، النظرة الأولى الخاطئة هي التي ترى في الماضي كل شيء اسود سيء وسلبي وينسى أصحاب هذه النظرة أنهم أنفسهم نتاج لذلك الماضي وان هناك جيل تعلم من مختلف التخصصات وان هناك اوجدت دولة استطاعة ان توحد 24 إمارة وسلطنة ومشيخة تحت سلطتها وفرضت النظام والقانون وتحققت الكثير من الانجازات وتم بناء المؤسسات المدنية والعسكرية للدولة وتوفر لكل الشعب الطب والتعليم المجاني والكثير من الخدمات الخ ،،، اما النظرة الخاطئة الاخرى هي تلك التي ترى في الماضي كل شيء جميل ووردي وايجابي وينسى أصحابها أنه لولا تلك الاخطاء والسلبيات ماضاع الجنوب وما كان هذا هو حالنا اليوم ولذلك فإنه ينبغي عند الحديث أو تناول الماضي ان نمتلك نظرة مسؤولة وواقعية تقر إيجابيات وسلبيات تلك المرحلة على السواء وان نجعل من نضال رواد ذلك الجيل ومن تلك الإيجابيات والسلبيات من تلك النجاحات والاخفاقات مدرسة نستفيد من ايجابياتها ونتعظ ونتعبر من سلبياتها لكي نمضي قدما نحو استعادة وبناء جنوب جديد لكل الجنوبيين وعلى من بتغنون بايجابيات وإنجازات الماضي ان يترجمونها في عملهم وتعاطيهم وسلوكهم وأخلاقهم اليوم في تمسكهم وثباتهم في النضال من أجل استعادة وبناء دولة النظام والقانون دولة المؤسسات ،، كما ان على من ينتقدون الماضي ان لايعيدون انتاج وتكرار وممارسة تلك الأخطاء والسلبيات وان يحققوا ولو جزء بسيط مما حققه الجيل الذي ينتقدونه وعليهم ان يوجدون البديل الافضل لما ينتقدون ،،
الخلاصة اننا لا نستطيع اليوم ومن منظار اليوم وفهم وثقافة اليوم إعادة ورسم وتشكيل وتصويب الماضي كما اننا لا نستطيع ان نؤخذ وننتقي منه مايحلو لنا ونترك الاخر ( بل يحب عليناان نؤخذه كما هو بحلوه ومره ) ولكننا نستطيع أن نتعلم منه في صنع حاضر ومستقبل أفضل يستلهم الإيجابيات والنحاحات ويتعظ من السلبيات والاخفاقات ،،،
صالح قحطان المحرمي
22 أبريل 2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق