الخميس، 13 يناير 2011

قوة الجنوبيين في نضالهم السلمي


مثلت حركة النضال السلمي لأبناء الجنوب ظاهرة فريدة ونوعية في التاريخ المعاصر المليء  بالحروب والصراعات والعنف في أكثر من بقعة في العالم ، هذه الحركة السلمية التي أخذت على عاتقها مسؤولية استعادة دولة وحرية وارض أبناء الجنوب .
 إن الحراك السلمي الجنوبي قد اكتسب العديد من الصفات والمميزات الخاصة وحقق مكاسب عظيمة، ويمكن أن نوجز أهم هذه الصفات والمميزات الايجابية في القضايا التالية :

1- مكن الحراك السلمي الجنوبي كخيار وأسلوب انتهجه الجنوبيين من التفاف جماهيري واسع شمل مختلف أطياف وقوى وشرائح المجتمع الجنوبي بتنوعهم السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي والقبلي .. هذا التحالف الذي تجاوز الانتماء  الحزبي  والقبلي حيث لا توجد مدينة ولا قرية في الجنوب من لا يناصر فيها الحراك السلمي الجنوبي .

2- لقد عكس وعبر الحراك السلمي عن وعي وثقافة شعب الجنوب المتحضر الذي انتهج شكل النضال السلمي لاستعادة دولته وحقوقه وحريته بعيدا عن لغة السلاح والعنف على الرغم من ما يتعرض له من قمع وبطش وتنكيل وقتل وسجون وملاحقات من  قبل نظام صنعاء ومحاولاته لجر الحراك والجنوبيين للعنف .

3- حظي النضال السلمي لشعب الجنوب بتأييد جماهيري واسع على صعيد الشارع الجنوبي وتعاطف وتأييد الشارع الشمالي .

4- إن النضال السلمي هو حق كفلتة الدساتير والقوانين للكثير من دول العالم بما فيها اليمن وتقره مواثيق الهيئات والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان ولذلك فان النضال السلمي يحظى بتأييد ومساندة الشعوب المتحضرة والحرة .

5- إن النضال السلمي قد أحرج سلطة صنعاء وفضح كذب وزيف تشدقها بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان من خلال  قمعها للحراك السلمي ومصادرة  الحريات وتكميم الأفواه ومحاكمة أصحاب الرأي .

6- إن الحراك السلمي قد شكل سلاح فاعل وقوي بيد الجنوبيين ارهبوا به نظام صنعاء وأبطلوا فيه آلة الحرب المتعطشة لدماء  الجنوبيين كما سبق إن استخدمها في حرب عام 94م وفي حروبه المتواصلة مع الحوثيين
.
7- ولد الحراك السلمي لدى الجنوبيين إيمان قوي بعدالة قضيتهم وخلق لديهم العزيمة والإصرار على مواصلة النضال حتى النهاية  وتحقيق الهدف الذي يناضلون من أجلة  المتمثل باستعادة دولتهم المسلوبة .

8- مثل الحراك السلمي الجنوبي مدرسة جديدة في إتباع أساليب حضارية راقية في نضالهم السلمي المتعدد الأشكال والأساليب بعيدا عن لغة السلاح والعنف ليشكل ذلك ثقافة ووعي جديد نتج عنه ثقافة التصالح والتسامح وقبول الأخر وانتهاج أسلوب الحوار لحل  الخلافات والتباينات دون اللجوء للعنف والإلغاء والتخوين وهذه المدرسة لا زالت بحاجة الى وقت وجهود وصبر .
  
 الخلاصة :

أوجد الحراك السلمي مفاهيم وأفكار جديدة انعكست على وعي وسلوك الناس للسير بعيدا عن ثقافة العنف والكراهية والإرهاب  والتطرف .
 لقد قلبت حركة النضال السلمي موازين الساحة الجنوبية "ولخبطت" كل حسابات نظام صنعاء الذي افقدته توازنه وجعلته في حالة من القلق والهستيريا، الأمر الذي دفع به لتسخير كل إمكانيات ووسائل وأجهزة السلطة لمحاربة وتشويه الحراك الجنوبي ومحاولة  القضاء عليه .

 إن النضال السلمي هو مصدر قوة وزخم عدالة القضية الجنوبية ووقود استمراريتها ونجاحها فكلما بطش وقمع نظام صنعاء وازداد في  عنجهيته كلما ازداد الجنوبيين قوة وصلابة وكلما تمسكوا بقضيتهم أكثر وازدادوا ثباتا وإيمان على مواصلة نضالهم كلما توسعت شعبية وقاعدة الحراك داخليا وخارجيا واكتسب الكثير من المناصرين والمؤيدين ، وكلما أدى ذلك الى هستيرية نظام صنعاء وافقده توازنه وكلما قرب يوم الحرية والخلاص .

 إن قوة نظام صنعاء هو في جر الحراك للعنف وتغذية خلافاته وتفخيخه من الداخل وان نقطة ضعفه في بطشه وفي استمرارية نضالنا السلمي .
 إن إفراغ الحراك الجنوبي من مضمونه السلمي وجرة للعنف والشغب والسلاح  سيفقده تحالفاته الجنوبية وتعاطف الشارع  الشمالي والخارج الذي سوف ينقلب ضده  وسيدعم نظام صنعاء للقضاء على الحراك عسكريا وهذا يعني أن يقدم الجنوبيين بأيديهم شهادة موت ودفن القضية الجنوبية - لا سمح  الله - والقضاء على حلم الجيل القادم في العيش في وطن حر ينعموا فيه بالأمن والعدل  والسلام وسيلعن الجيل القادم  هذا الجيل مرتين مرة لضياع الاستقلال  الأول ومرة لضياع حلمه في الاستقلال الثاني  .
10/05/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق