الخميس، 13 يناير 2011

المدرسة الجديدة لحركة نضالنا السلمي...... كيف نعممها ؟


لقد آن الأوان أن نقف بشجاعة اليوم إمام تجربة حركة النضال السلمي , ليس لتقييم ايجابياتها الذي لا يختلف عليها احد , ولكن للوقوف أمام مارا فقها من أخطاء ونواقص وأعمال وممارسات وأفكار وأطروحات أضرت بحركة الحراك السلمي الحضاري , مع وضع خطين تحت السلمي الحضاري .
أن تنقية وتطهير حركة نضالنا السلمي من هذه الأعمال والممارسات التي أربكتنا وشوشت عقولنا وخدمت نظام صنعاء لمحاولة إخراج الحراك عن مضمونه السلمي وتشويهه والقضاء عليه ولعبة الفكر الشمولي الذي عفى عليها الزمن وسياسة الإلغاء والتخوين والإقصاء والنزعات الذاتية مع مدرسة نظام صنعاء التي تعلمنا منها الفساد والفوضى واستخدام العنف والقوة وعودة الثأر والجهل والأمية وشراء الذمم والعودة إلى القرون الوسطى , كل هاتين المدرستين كان لهما حضورهما وفعلهما داخل الحراك السلمي إضافة إلى نشاط نظام صنعاء الهادف لتشويه النضال السلمي والقضاء عليه .
لقد برزت هذه المخاطر وتأثيرها من خلال بروز واستغلال وتغذية الخلافات داخل مكونات النضال السلمي وفي التخبط وعدم القدرة على توحيد هذه المكونات وإنتاج قيادة مشتركة وبرنامج سياسي يحدد أهداف الحراك ويشكل دولته القادمة ونهجها وقاعدة التحالفات وتجلى ذلك في البيانات والقرارات والخطابات المتكررة والمتناقضة والدعوات المتناقضة للمظاهرات والفعاليات وكيل التهم إلى بعضهم البعض وضعف ترشيد وتسييس الشارع وشعاراته وبدلا من قيادة الشارع أصبح القادة والأحزاب والهيئات تركض وراء الشارع و كان لمظاهر العنف والشغب والتقطع أضرار بحركة النضال السلمي وسمعته رغم ان هذه الأعمال بدافع من نظام صنعاء أو من العناصر الغير واعية والفوضوية التي تخدم نظام صنعاء بدون مقابل . وشكلت اخطر محاولة لنظام صنعاء عملية إلصاق القاعدة بالحراك الجنوبي وعلى الرغم من فشل هذه المحاولة إلا أنها لازالت تشكل خطورة تتطلب الانتباه .أن المرحلة القادمة تتطلب إن نخلص حراكنا السلمي من هذه الإمراض وأن نعمل على أساس رؤية سياسية جديدة
تستوعب المحاذير التالية :
التأكيد على:
تمسكنا بنضالنا السلمي الحضاري الذي يعبر عن وعي وثقافة أبناء الجنوب هذا النضال الذي يحظى باحترام وتقدير العالم المتحضر ولايستعدي الشارع الشمالي ويلجم ويبطل في نفس الوقت آلة الحرب التي يتعطش نظام صنعاء لاستخدامها لضرب الجنوبيين , كما أن النضال السلمي حق كفله الدستور وكفلته المواثيق الدولية , ولذلك فأن النضال السلمي لا يلتقي مع الإرهاب ولا مع العنف كما أن النضال السلمي لا يلتقي مع الدعوات للكفاح المسلح وينبغي علينا إن نترك للقيادة تقديرات الأمور واتخاذ القرارات المناسبة وفقاً للمعطيات وحقائق الواقع وموازين القوى والإمكانيات المتاحة بعيداً عن اتخاذ القرارات العاطفية الغير مدروسة .
التمسك بمطالبتنا باستعادة دولتنا :التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , بصفتها الاعتبارية وشرعيتها القانونية والدولية التي كانت عضواً في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية والإقليمية , دولة كاملة السيادة بحدودها الجغرافية البحرية والبرية , وان نبتعد عن طرح تسميات أخرى كالجنوب العربي واتحاد الجنوب العربي , لان الجنوب العربي لم يتوحد مع نظام صنعاء وبرز هذا التخبط والتناقض يشكل واضح حيث نطرح أن البيض هوا الرئيس الشرعي ونرفع في مختلف مناطق الجنوب والفعاليات صورة وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية ونطالب بالجنوب العربي وهذا هو التناقض بعينه , مع إقرارنا جميعا إننا نطالب بدولة الجنوب السابقة ككيان وهوية وليس كنهج وسياسة
أن قيادات الحراك السلمي الذي تمثل النواة ينبغي أن تكون القدوة الحسنة التي يحتذي بها الآخرون سوى أكان من حيث المواقف أو السلوك أوالنزاهة والاستقامة , أن أخلاق الناس هي الأساس التي تفرض نفسها لكسب حب واحترام الآخرين لما لذلك من أهمية كبيرة في استقطاب الناس لتوسيع قاعدة النضال السلمي
لقد آن الأوان لحركة نضالنا السلمي الانتقال فيها من حالة الضعف والتخبط والازدواجية والعفوية إلى العمل المؤسسي والجهد السياسي المنظم المدروس والموحد من خلال توحيد الخطاب والأعلام السياسي والعمل الدبلوماسي الذي يدافع عن قضيتنا ضد ما نتعرض له من هجمة معادية وفي نفس الوقت إيصالها وإقناع العالم بعدالة قضيتنا , وكذا الانتقال إلى الهجوم لفضح أعمال وممارسات نظام صنعاء وهذا الأمر لن يتحقق بدون قيادة موحدة وبرنامج ورؤية موحدة ومركز أعلامي وسياسي موحد .
يجب أن نقر ونعترف أن هناك من أبناء الجنوب أكانوا افراد أم أحزاب وبغض النظر عن حجمهم وتأثيرهم ليسوا مع فك الارتباط ولهم مشاريعهم وحججهم , ولذلك ينبغي أن نحاورهم بصدر رحب وواسع دون اللجوء إلى استخدام الأساليب التي عانينا منها التي تدل على العجز في محاورة وإقناع الأخر , مثل اتهام كل من يختلف معك بالعمالة والخيانة والرجعية الخ ... يجب إن نقبل الناس كما هم بأفكارهم وان لا نلغي أو نخون احد وينبغي أن نعي جيداً أن الجنوب ملك كل أبنائه , مهما اختلفت انتماءاتهم وتناقضت أفكارهم , يجب إن نتعلم كيف نقبل ونحترم بعضنا البعض , أن حركة النضال السلمي قد شكلت مدرسة جديدة للجنوبيين تعلموا ويتعلمون منها كيف يؤسسون لمجتمع ودولة قادمة تستوعب الجنوبيين كلهم بتنوعهم الفكري والسياسي دون إقصاء أو إلغاء احد وكانت أول نتائج هذه المدرسة عملية التصالح والتسامح ولازلنا في تحدي لتحقيق وتثبيت مدرسة قبول الأخر كما هو بفكره والإقرار بحقه , وكذلك لازلنا نتعلم في إطار قبول الأخر كيف نحل مشاكلنا وخلافاتنا عن طريق الحوار والقانون دون اللجوء للعنف والقمع والإرهاب ,أن هذه المدرسة أن نجح الجنوبيين في اجتيازها سوف تأسس لمجتمع حضاري جديد بعيد عن العنف والدكتاتورية , أن تعلم الحوار وإبقاء أبواب الحوار مفتوحة داخل كل مكون من المكونات الجنوبية أو فيما بينها أو مع القوى والدول الأخرى يشكل أهمية خاصة للتربية السياسية والفكرية لبناء المجتمع المتحضر .
يجب أن لا نستفز أو نعادي القوى والأحزاب والشخصيات الاجتماعية والقبلية الشمالية التي لا تلتقي معنا في فك الارتباط لكنها تلتقي معنا في العداء لنظام صنعاء وتحمله المسؤولية عن ما أوصل البلد أليه وتتعاطف مع قضيتنا ,أن العقل والحكمة تتطلب أن نتحالف مع القوى التي نلتقي معها في العداء لنظام صنعاء وأن لا نستفزها وندفعها للارتماء في أحضان النظام والتحالف معه ضدنا , أن نظام صنعاء يبذل جهود لكسب كل جنوبي ليس مع فك الارتباط ويبذل المال والمناصب والهبات لشراء من يمكن شرائهم , فهل نتعلم منه ونغير خطابنا ولهجتنا السياسية وتكتيكنا , وفي أسوأ الحالات أذا لم نتحالف مع هذه القوى ينبغي علينا تحييدها .
أن قضية أبناء الجنوب هي مع نظام صنعاء الدكتاتوري القمعي الذي أحتل أرضنا ونهب ثرواتنا ويمارس ضدنا كل أشكال القمع والبطش والإرهاب وليست قضيتنا مع أبناء الشمال أو المواطن العادي, أن كلمة ( دحباشي ) أو ( زيدي ) أو أبناء الشمال بصفة الجمع ينبغي أن تلغى من قاموس الجنوبيين ولا نسمح لمثل هذه الأطروحات والشعارات التي يحاول أن يوظفها نظام صنعاء لتحويل الصراع بين الشعبيين. أن ترديد كلمة شمالي وجنوبي في إطار الصراع مع نظام صنعاء خطير جداً وسوف يضر بعملنا المستقبلي أذا تحول إلى سلوك سوف يستخدم فيما بعد بيننا كجنوبيين , هذا ضالعي وهذا يافعي وهذا حضرمي الخ , فكما تزرع تحصد ,
عدم استفزاز أبناء الجنوب الموظفين العاديين العاملين مع نظام صنعاء فيكفي ما يلاقوه من مضايقات وتمييز واستفزاز من قبل سلطة صنعاء , يجب إن نعي أن رواتبهم ولقمة العيش هي التي أرغمتهم على البقاء في وظائفهم , ويجب أن نفرق بين الموظفين والقياديين الذي يحتلون مناصب كبيرة في السلطة .
يجب المحافظة على مؤسسات الدولة في مناطق الجنوب وبالذات المحاكم والشرطة والصحة والتعليم والخدمات خاصة أن اغلب موظفيها من أبناء الجنوب , وينبغي الحفاظ عليها حتى لا يحصل فراغ وتتحول الأمور إلى فوضى وخارج السيطرة , مع العلم أن نظام صنعاء يتعمد إلى أفراغ المناطق الجنوبية من أجهزة السلطة لإحداث الفوضى والانفلات الأمني لكي يؤكد صحة ما يردده عن الصوملة والحرب من طاقة إلى طاقة ومن شارع إلى شارع الخ .
محاربة الأفكار والسلوكيات والإعمال التي تتنافى مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا أكان التطرف الفكري السياسي الذي يتنافي مع ديننا الحنيف أو التطرف الديني ذو النزعة التكفيرية الإرهابية , وكذلك تلك السلوكيات الغريبة والأمراض التي جلبها لنا نظام صنعاء بعد الوحدة .
بنبغي أن نعي إن الحراك بتنوعه وكثافته وشعبيته لم يكن محصن أو بعيداً عن الاختراق من قبل نظام صنعاء والذي يهدف للعمل من داخلة باتجاهين الأول محاولة إجهاضه من خلال الدس والوقيعة والإشاعات وتغذية الاختلافات وكذلك رفع الشعارات التي تسيء وتضر بالحراك وإعمال العنف والشغب والتقطع الخ , إما الاتجاه الأخر للاختراق هو زرع عناصر داخل الحراك للمستقبل البعيد في ما أذا نجح الحراك بحيث يكون لنظام صنعاء جواسيسه داخل سلطة الجنوب القادمة , ولذلك ينبغي التنبه لذلك واخذ الحيطة والحذر.

2010-02-9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق