الأحد، 30 يناير 2011

رسالة إلى الجنوبيين عليكم بحراك المدن


                                  بسم الله الرحمن الرحيم

                

كانت ولازالت وستبقى عدن حاضنة وواجهة  الجنوب وقلبه النابض وشكلت عدن تاريخيا رمزا للصمود والمقاومة من أجل الحرية والكرامة في وجه كل الغزاة والطامعين واستبسل سكان عدن في الدفاع عن عدن والجنوب عامة على مر العصور وقدمت عدن قوافل من الشهداء من اجل الحرية والكرامة وظلت عدن ولازالت من أهم مدن الجنوب مركزا تنويريا سياسيا وثقافيا رائدا بحكم مكانتها وما تمتلكه من إمكانيات وقدرات وتاريخ  كعاصمة لأبناء الجنوب ولعبت عدن دورا رئيسيا وحاسما في مقارعة الاستعمار البريطاني وإجباره على الرحيل في الثلاثين من نوفمبر 67م وقدموا شباب عدن في حرب صيف 94م مثالا للتضحية والفدى والدفاع عن عدن ولعب مثقفي عدن من الساسة والكتاب والأدباء دورا بارزا في فضح زيف سلطة 94 ومخططات حكومة صنعاء لتحويل عدن والجنوب كله إلى غنيمة حرب وتحويل شعب الجنوب إلى شعب مسلوب الإرادة إلى شعب تابع مستعبد ذليل ولذلك فقد كان للكتاب والمثقفين وعلى رأسهم صحيفة الأيام وناشريها دورا تنويريا لتوعية ولتنبيه الناس من مخاطر مخططات سلطة صنعاء وفي كسر حاجز الخوف وتوعية الناس بقضيتهم والانتصار لها وشكلوا شباب عدن وفي مقدمتهم المثقفين وطلاب الجامعات عصب وعمود الحراك الجنوبي وهاهم اليوم شباب عدن يرسمون بدمائهم الزكية وتضحياتهم طريق الحرية والخلاص .
 من عدن بداء العمل السياسي التعبوي والتحريضي المنظم بقيادة صحيفة الأيام ومن عدن بدئت حركة الضباط الأحرار جمعية المتعاقدين العسكريين كحركة منظمة امتدت من عدن إلى كل مناطق الجنوب ومن ساحة الحرية بخور مكسر كان الميلاد الرسمي للحراك السلمي الجنوبي المنظم وفي ومن جمعية ردفان بعدن أعلن الجنوبيين عملية التصالح والتسامح والتقوا في  ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان من كل الأطياف والقبائل ليعلنوا طي صفحات صراعات الماضي وبداية مرحلة جديدة من التصالح والتسامح والاصطفاف الجنوبي الواسع وقدموا شهيد التصالح والتسامح الشهيد صالح البكري اليافعي  ،،
 أننا عندما نتكلم عن عدن لا يمكن أن نقفل عن نضالات شعبنا التي سبقتها من بعد حرب 94م أكان في حضرموت أو في الضالع وغيرها والتي عبرت عن الرفض لنتائج حرب 94م للاستيلاء على الجنوب وتحويله  كله أرضا وأنسانا إلى غنيمة حرب لسلطة صنعاء ومتنفذيها وتجار الحروب والتهريب والإرهاب  . 
 نعم لقد شكلت انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي المنظم من عدن بداية لمرحلة جديدة من تاريخ أبناء الجنوب المتجدد الرافض للظلم والخضوع والاستعباد وكان بمثابة زلزال مدوي هز أركان سلطة صنعاء وأرعبها مما حدى  فيها إلى مواجهته وقمعه بالقوة العسكرية من أول يوم بهدف إجهاضه والقضاء عليه في المهد ألا أن ذلك لم يثني الجنوبيين بل زادهم مزيدا من العزيمة والإصرار على مواصلة النضال مهما كانت التضحيات وبالفعل قدم الجنوبيين ولازالوا يقدون يوميا الشهيد تلو الأخر في معركة الشرف والعزة والحرية في كل قرى ومدن الجنوب .
كلنا عشنا وتابعنا عنفوان وزخم وتأثير انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في عدن الباسلة وكيف تعاطي معه العالم وظل محل اهتمام وتعاطف الخارج وكيف ألهب حماس الجنوبيين  في الداخل والخارج وكيف أرعب سلطة صنعاء وكانت مجالس التنسيق نموذج للقيادات الحقيقية المناضلة المتجردة عن الذات التي كان لها الفضل في تحريك الشارع الجنوبي وبالذات عدن ولم يتقهقر الحراك إلا بعد أن تم اختراقه وبعد أن عمدت هذه العناصر المندسة والعناصر النفعية والمريضة لافتعال الخلافات وتشكيل وتفريخ المكونات التي اضعف الحراك وتقهقرت فيه إلى الأرياف والى رؤؤس الجبال ومع احترامنا وتقديرنا لكل منطقة وقرية من الجنوب وتضحياتها وصمودها ألا أن توجه الحراك وقياداته إلى الأرياف ومغادرة المدن قد أضعفت الحراك سياسيا وإعلاميا وجماهيريا وأعطى أمكانية لسلطة صنعاء للتقليل من مكانة وتأثير الحراك وللتبرير الإعلامي للعالم في سيطرتها على الجنوب  واستتباب الأمن كما حاولت أن تسوق لذلك أثناء خليجي عشرين ونجحت بالفعل واخذ الزائر الخليجي صورة مغايرة لكل ما نردده نحن في الأعلام .
إن مستقبل  الجنوب واستعادة دولة الجنوب مرهون أولاً وأخيراً بعودة الحراك إلى المدن إلى تشديد وتفعيل الحراك الجنوبي داخل المدن الرئيسية عدن وكل عواصم المحافظات ،  والتي سوف تحسم المعركة وتحدد ملامح المستقبل هي العواصم وفي مقدمتها عدن عاصمة الجنوب لأن المدن هي وحدها التي تستطيع أن تغير المعادلة  والتاريخ وتجبر الآخرين على التعاطي معها كأمر واقع .
 إن العالم بإعلامه واهتماماته السياسية  يركز على المدن ،، على عدن وهي المقياس التي يقيس من خلالها العالم ويراقب مكانة وتأثير الحراك الجنوبي وهي في نفس الوقت التحدي لسلطة صنعاء لان سقوط عدن بيد الحراك يعني سقوط الجنوب كله .
 إننا في الوقت الذي نشيد بدور مناطق الريف ألا أن هذا المناطق قد أصبحت اليوم مناطق محسوم أمرها كمناطق تابعة للحراك ولا تحتاج لأي عمل سياسي وتحريضي ولكن المهم اليوم هو تفعيل وتصعيد النضال في المدن الجنوبية لذا علينا الانتقال للمدن للعمل بين صفوف الطلاب في المدارس والجامعات ورجال الدين والمساجد والتجار والمرأة وكل الشعب ،، لتنتفض مدن الجنوب كلها من القيضة إلى عدن دون السماح لنظام صنعاء للانفراد بالمدن والقرى الواحدة تلو الأخرى ولا يمكن أن يسمح الجنوبيين لسلطة القمع أن تنفرد بالضالع وردفان العزة والشموخ فتحية لأبناء ردفان الذئاب السمر وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء فلينتفض كل أبناء الجنوب في كل المدن لانتزاع أرضهم واستعادتهم لدولتهم وحريتهم .
 إننا ندعوا كل قيادات الحراك ونشطاء الحراك إلى العودة للمدن بعقلية الحراك الذي انطلق من عدن وبثقافة التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان في عدن وبتلك اللحمة والعزيمة والثبات الذي انطلق منه الضباط الأحرار في جمعية المتقاعدين من عدن ،،
 إننا ندعوا كل الجنوبيين لحراك جنوبي فاعل في المدن  للنضال من خلال المدارس والجامعات والمساجد والصحافة ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية وبين صفوف النساء والعمال والموظفين والعسكريين الجنوبيين  ،،
  على قيادات الحراك العودة وإسناد ودعم عدن وكل مدن الجنوب وبنفس الروح والعزيمة التي انطلق منها الحراك فمن عدن كانت البداية ومنها تكون النهاية لحكم القهر والاستعباد ومنها من عدن وغيرها تكون بداية حياة حرة كريمة من عدن من المكلا يتقرر مصير الجنوب وترسم خارطته الجديدة لوطن حر وحياة حرة وكريمة أنها هبة غضب واحدة لسكان عدن كفيلة وكافية بان تغير التاريخ  وتنتزع الحق انتزاعا.
 لقد لعبت ثورة الانترنت من خلال الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والمواقع الإعلامية دورا مهما وفاعلا في حركة الاحتجاجات الإيرانية وفي ثورة الشعب التونسي وفي وتحرك الشارع المصري وكانت وسائل الانترنت هي المحرك والمنظم لهذه التحركات والمراءاة العاكسة ووسيلة الأعلام الجماهيري للعالم ولذلك فانه من المهم أن يهتم الجنوبيين بهذه الوسائل وان يستفيدوا منها في التواصل مع العالم لنقل كل ما يتعرض له شعب الجنوب من قمع وتنكيل وتدمير وحصار وقصف للمناطق والقرى الجنوبية وظلم واضطهاد فليعمل كل الجنوبيين كلا من موقعة لنقل الأخبار وتعريف العالم بمعانات شعبنا من خلال نقل الصور الحية لجرائم نظام صنعاء ونشرها بكثافة في مختلف هذه المواقع وبشكل يومي كإحدى وسائل النضال الفاعلة التي لا تقل دور وأهمية عن من يقارعون في الميدان .
 عليكم بالأعلام عليكم بالانترنت بالفيس بوك وتويتر واليوتيوب انقلوا صور الشهداء والجر حاء  وأثار القصب والتعذيب والقمع والمطاردات في الشوارع الخ ،،، انقلوا الحقائق كما هي صوت وصورة وحافظوا على المصداقية في أعلامنا ،، عليكم  بتصعيد الحراك في المدن وثقوا تماما أننا بوحدتنا وعزيمتنا وعدالة قضيتنا وبالعمل السياسي والإعلامي المنظم سننتصر قضيتنا  بأن الله .

 أبو وضاح الحميري                       2011/1/30م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق