مثلت عملية التصالح والتسامح نضوج للوعي وانتصار للإرادة وللعقل الجنوبي كمشروع للتحالف الوطني الجنوبي الواسع معلنين بذلك دفن صراعات وخلافات الماضي وبداية حقيقية لمرحلة جديدة من التآخي والتعاضد والتحالف الوطني الجنوبي على قاعدة الشراكة واحترام الأخر وعلى طريق النضال السلمي من اجل استعادة دولة الجنوب ومناهضة ومقاومة كل أشكال الاضطهاد والاستعباد والقمع والتنكيل من اجل الحرية والخلاص والسيادة الوطنية لشعب الجنوب على أرضه، وحقق الحراك على قاعدة التصالح والتسامح انتصارات وخطوات متقدمة بفضل هذا الالتفاف الذي تتسع قاعدته الجماهيرية يوميا في تبني وإظهار القضية الجنوبية كقضية عادلة لشعب الجنوب التواق للحرية والخلاص كقضية حية وملحة تفرض نفسها على الواقع باتت محل اهتمامات العالم وشكلت مشكلة حقيقية لنظام صنعاء ومصدر قلق وإزعاج حقيقي كقضية تؤرقه لخبطت كل حساباته رأسا على عقب .
أن العودة اليوم مجددا بعد كل ما تحقق من التصالح والتسامح لأحياء خلافات الماضي وصراعاته والعودة من جديد لتقسيم الناس تحت يافطات حزبية ومناطقية لتعود بنا من جديد لنغمة الطقمه والزمرة والدفع لأحياء صراعات الجبهة القومية وجبهة التحرير تحت يافطة الجنوب العربي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبين مكونات الحراك وتغليفها وإعطائها طابع مناطقي ومحاولة تعبئة الناس مناطقيا كما حصل مع الأسف في الأيام الماضية حول خلافات المجلس الأعلى للحراك ( يافع والضالع وردفان) (المثلث الملتهب للحراك أو كما يسميه النظام مثلث الشر) وللأسف بل انه من المخجل والمعيب أن يحاول البعض أن يعطي لمثل هذا العمل ( الذي هو دعوة صريحة للفتنه والعياذ بالله والعودة إلى صراعات الماضي ) مبررات ومخرجات غير مقبولة لا يقبلها العقل ولا يقبلها أي جنوبي حر وشريف يستشعر المخاطر والتحديات ويعلم ويعي جيدا أن مثل هذه التعبئة لا تخدم ألا سلطة صنعاء ومخططاتها ، والتي خلقت لنا مشاكل وتخوفات كثيرة من المستقبل وأثرت على اتساع القاعدة الجماهيرية للحراك وتحالفاته وخلقت لنا إحباط معنوي ونفسي وعادت بالحراك خطوات للوراء وباتت تنذر أذا ما يتداركها الجنوبيين بعواقب وخيمة لا سمح الله .. ويبقى السؤال هناء :
لمصلحة من أضعاف الحراك الجنوبي وإدخاله في دوامة من الصراع الداخلي بعيدا عن قضيتنا الرئيسية وعدونا الرئيسي؟؟
لمصلحة من أحياء خلافات الماضي وحفر قبور جديدة ؟؟
لمصلحة من إحياء النعرات والنزعات القبلية ؟؟
لمصلحة من استعداء واستفزاز الناس والدفع بهم إلى أحضان النظام ؟؟
لمصلحة من كل هل العمل الذي ينخر في الجسد الجنوبي ولا يريد للجروح أن تلتئم وللقلوب أن تصفى ولا للصفوف أن تتوحد وتتعاضد ؟؟
أن عمل من هذا النوع من أين كان هو عمل لا يخدم في الأخير ألا مخططات نظام صنعاء لذا علينا أن نحذره ونحترس وان لا ننجر أو نسمح لأي عمل لتقسيم وتمزيق الجنوبيين لان مثل هذا العمل هو نكث بالقسم الجنوبي وهو خيانة لدماء وتضحيات الشهداء وهي دعوات واضحة وصريحة للفتنة وللتمترس وللعودة لدوامة العنف والتصفيات التي عانينا منها ودفعتنا ودفعنا ثمنا غاليا لها والتي لا نريد لها أن تتكرر فلنقول كلنا وبصوت واحد لهولاء كفاء . كفاء . كفاء . فلن نسمح لمن يعيد تقسيمنا من جديد وبناء المتاريس .
أن نشر خلافاتنا عبر وسائل الأعلام والتشهير والترويج ضد بعضنا البعض هو عمل غير أخلاقي وغير حريص على مصالح ووحدة الجنوبيين لان نشر غسيلنا على الهواء يؤثر سلبا على معنويات الناس ويحبطها ويقدم مادة مفيدة لنظام صنعاء بالمجان وفي نفس الوقت فانه ينبغي أن لا يغيب عن بالنا انه بإمكان أي فرد أن يكتب أو يعلق بأسماء جنوبية مستعارة وتجدنا مع الأسف نتفاعل وننساق ورائها وكأنها صادرة عن جنوبيين ولذلك فأنني اقترح على المواقع الجنوبيين إلغاء التعليقات على المواضيع المنشورة .
أن على كل الجنوبيين في كل مكان وموقع في الداخل والخارج وعلى كل المثقفين والصحفيين والإعلاميين والمواقع والصحف الجنوبية أن لا تسمح لاين كان أن يجرنا لمثل هذه الأعمال والأفكار والممارسات التي تنهش في الجسد الجنوبي وتمزقه علينا أن لا نسمح لنشر وترديد لمثل هذه الخلافات ولثقافة الإلغاء والتخوين وعدم قبول الأخر وللتسويق لما يروج له نظام صنعاء في تأمره على قضيتنا العادلة حتى لا نكون شركاء معهم وأبواق لتسويقها ونقدم خدمات مجانية لسلطة صنعاء بدون وعي وحتى لا نساهم بغباء في دفن القضية الجنوبية بأيدينا.
لقد ضيعنا الجنوب بتطرفنا وأنانياتنا وتأمرنا على بعضنا البعض فلا نريد أن نضيع ونقضي على حلم هذا الشعب في استعادة دولته وحريته مرة أخرى ولذلك علينا أن نعمل من اجل الجنوب لا من اجل الأفراد والتعصب الحزبي والقبلي والمناطقي وانه محال اليوم أن تحكم قبيلة لوحدها أو حزب لوحدة دون شراكة ومشاركة كل أبناء الجنوب من المهرة إلى عدن لذلك علينا إن نقبل بعضنا البعض علينا الانفتاح على الأخر دون الانفراد دون تجاهل أو تهميش الآخرين أو إلغاء ومصادرة حقوق الآخرين فلا يحق لأحد أن يفصل الجنوب على مقاسه ولا يحق له أن يحرم على الآخرين ما يحلله لنفسه ولا احد معصوم من الخطاء ولا احد منزه وبرئ من ما عانيناه ونعانيه كلنا مسئولين وكلنا محاسبين والكل شارك بشكل أو بأخر وكما يقول المثل ما زبيبة ألا بها عودي؟؟؟؟؟؟؟؟ .
على الجنوبيين أن يصحوا من سباتهم ويستفيقوا من غفلتهم ليتحدوا لمواجهة مخططات سلطة صنعاء الرامية لإدخال الجنوب والجنوبيين كلهم بمختلف مناطقهم في فتنه تحرق اليابس والأخضر لا يسلم منها احد ولا تستثني احد ولا يستطيع احد أذا ما اشتعلت أن يخمد نيرانها ،، أنها اكبر واخطر ممن يسوق له اليوم ومن ما تبدي عليه من مهاترات وتخوين ومهاجمة هذا التيار أو ذاك أو هذه المنطقة أو تلك أنها دعوة خطيرة وواضحة للفتنة ،، للتناحر ،، للحرب ،، للتصفيات ،، فاحذروها.
اللهم أني بلغت اللهم فاشهد.
21/12/2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق