منذ أن انخرطت في العمل العسكري والسياسي اواخر 69م وحتى اليوم ونحن فريق نزفه ونرفعه في العلالي، وفريق نحطه ونمسح فيه البلاط ،
فريق نقدسه ونطبل له ونتمترس حوله بشكل مبالغ فيه ، وفريق نهاجمه ونخونه ونجرده من وطنيته الخ ،، وأثبتت التجربة أنه لا المقدسين ظلت نظرتنا لهم كذلك ، ولا من تم تخوينهم كانوا أقل وطنية ممن خونوهم ،،
كماعلمتنا التجربة ان توزيع القاب وشهادات النضال والوطنية وتوزيع تهم العمالة والخيانه كان ولازال يتحكم فيها الامزجة والأهواء والعاطفة وليس تحكمها اسس وضوابط أخلاقية وقانونية الخ ،،،
وتجد مع الاسف اننا في الوقت الذي ننتقد تقديس الأفراد في الماضي نعيد في نفس الوقت تقديس الأفراد والتمترس حلولهم ، وكما ننتقد كذلك التصنيفات والأحكام السابقة في تخوين الآخرين لاغراض سياسية نعيد الكرة في تخوين كل من يختلف معنا ولم نتعلم ونتعظ رغم مرارة الدرس وتكلفته الباهظة التى دفعها الجنوب والجنوبيين ،،
وسوف يظل الجنوبيين تتحكم فيهم الامزجة والأهواء والعاطفة مالم تكون هناك ضوابط وأسس ومقاييس تحكمهم ويحتكم لها الجميع ،،،؟
الخلاصة :
ليس كل من يختلف معنا سياسيا او في الرأي عميل وخاءن وعلينا ان نعي ان ثقافة التخوين هي من جعلة من اخوة النضال وأقرب الناس أعداء وأضرت بالنسيج الاجتماعى وكانت هذه الثقافة سببا للصراعات والتناحرات وضياع الجنوب ،
ان العقول التي تضيق ذرعا لمجرد الاستماع للرأي الآخر لايمكن لها ان تقبل شراكته مهما ادعت في شعاراتها ،،،
ليس كل من يعجبنا وترتاح له ملاك مقدس معصوم من الخطاء والزلات بل ان ثقافة التطبيل والتمترس والتلميع هي من حولة بعض القادة إلى دكتاتوريين واصنام تعبد وقادة هذة الثقافة الى التناحرات والكوارث كذلك ، كما ان كثر التطبيل للقادة يجعلهم مغرورين من انهم صنف آخر من البشر المنزه الذي لايخطىء مما بجعلهم لايقبلون لا ان يتم نقدهم ولا في التخلي عن مناصبهم ،،،،
نسنخلص من كل هذا انه اذا كانت ثقافة التخوين تصنع أعداء يغرسون خناجرهم في ظهرك ، فإن ثقافة التطبيل والتقديس تخلق طغاة يضعون سيوفهم على رقاب شعوبهم ،،،،
صالح محمد قحطان المحرمي
30 أكتوبر 2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق