الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الانتخابات القادمة ومخاطرها على القضية الجنوبية


        
من المقرر وفقا للمبادرة الخليجية أن تقام انتخابات للرئاسة اليمنية في فبراير القادم 2012م وهي إحدى آليات الحلول المطروحة للمبادرة الخليجية لازمة سلطة صنعاء والمعارضة وصراعاتهم على السلطة والثروة وهي انتخابات تعني السلطة والمعارضة في صنعاء و لا تعني الجنوبيين ولا قضيتهم بشيء لا من قريب ولا من بعيد .
إن هذه الانتخابات الصورية والمتفق على نتائجها بين السلطة والمعارضة والمحسومة مسبقا بان يكون السيد عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس هو  الرئيس التوافقي المرحلي والتي سوف تجري هذه الانتخابات تحت إشراف الراعيين للمبادرة الخليجية من دول الخليج والسعودية وأمريكا وأوربا وتحت إشراف الأمم المتحدة ورغم صوريتها والمعروفة مقدما نتائجها كما اشرنا إلا انه تشكل بالنسبة للجنوبيين فيما إذا جروا إليها كارثة حقيقية وخطر حقيقي يهدد قضيتهم قد يؤدي لا سمح الله إلى دفنها والقضاء عليها .
وبناء على ذلك نحب أن نؤكد على القضايا التالية :
أولا : إن قضية أبناء الجنوب تختلف شكلا ومضمونا عن قضية السلطة و المعارضة في صنعاء وهي ليست قضية مطلبيه ولا خلاف وصراع سياسي في إطار الدولة اليمنية ولا يمكن لها ( القضية الجنوبية ) أن تحل لا بانتخاب رئيس جنوبي ولا بتعيين رئيس وزراء جنوبي ولا بإعطاء الجنوبيين نصف السلطة أنها قضية شعب وارض ودولة وثقافة وهوية وليست قضية تقاسم سلطة أو حل مشاكل نخبه من الجنوبيين .
ثانيا : إن الجنوبيين يعتبرون الواقع الموجود على ارض الجنوب منذ عام 94م هو واقع احتلال وان الوحدة السلمية الطوعية التي تمت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في عام 90م قد أسقطت في حرب 94م التي حولت الجنوب إلى غنيمة حرب وشعب مستعمر .
ثالثا : إن أي معالجة لحل القضية الجنوبية بشكل سلمي من خلال الحوار مع أخواننا الشماليين ينبغي أن يقوم على أساس الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية شعب والإقرار أن الوحدة قد انتهت في حرب 94م وان ماهو موجود اليوم على ارض الجنوب هو احتلال وان أي حوار أو تفاوض ينبغي أن يكون على أساس هذه الشروط وبين طرفي شمالي وجنوبي وتحت رعاية دولية وبإشراف الأمم المتحدة .
رابعا : إن اشتراك الجنوبيين في أي معالجات أو ترتيبات سياسية في إطار دولة الوحدة المزعومة هو اعتراف بالوحدة وتنازل عن القضية الجنوبية وان أي اشتراك في هذا الانتخابات هو بمثابة استفتاء لشعب الجنوب يؤكد أكذوبة الوحدة مجددا وشرعنة الاحتلال وبطلان لكل مزاعم الجنوبيين بان حرب 94م قد أنهت الوحدة  وان الموجود هو احتلال وسيؤدي كذلك اشتراك الجنوبيين في هذه الانتخابات إلى دفن القضية الجنوبية نهائيا بعد كل هذه التضحيات وبعد هذا الشوط الذي قطعه الجنوبيين في إظهار قضيتهم كقضية عادلة ومشروعة وبعد انتزاع اعترافات من أطراف وقوى شمالية عدة بعدالة القضية الجنوبية وبعد اعتراف العالم بالقضية الجنوبية وما تحرك العالم والمقابلات الأخيرة التي أجراها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الاتحاد الأوربي مع الزعيم القائد الجنوبي حسن باعوم ومع بعض قيادات الحراك الجنوبي في عدن إلا دليل على مكانة القضية الجنوبية والاعتراف فيها .
خامسا : إن المطلوب ليس مقاطعة الانتخابات ولكن المطلوب رفضها نهائيا كونها لا تعني شعب الجنوب المحتل لا من قريب ولا من بعيد ولذا فانه ينبغي على الجنوبيين بمختلف توجهاتهم السياسية أن لا يسمحوا حتى لمجرد التفكير في تمرير انتخابات الرئاسة المزعومة في مناطق الجنوب وان يحول الجنوبيين يوم الانتخابات إلى يوم غضب جنوبي وصرخة جديدة واستفتاء جنوبي للمطالبة باستعادة دولة الجنوب وان تعم هذه المظاهرات كل مدن الجنوب وان ترفع أعلام دولة الجنوب في كل موقع وشارع وعمارة وجبل وان تتزين مدن وقرى الجنوب بأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
سادسا : إن مشاركة أي جنوبي في هذه الانتخابات هي جريمة لا تغتفر في حق الجنوب وحق الأجيال القادمة وعلينا  أن نأخذ الدروس والعبر من الندم والحسرة والألم الذي يعتصر قلب كل جنوبي ساهم أو ساعد قوات الاحتلال في اجتياح الجنوب أو أولئك الذين تخاذلوا وتقاعسوا في الدفاع عن الجنوب في حرب 94م ولذلك فإننا نناشد كل جنوبي أن يتعظ ويحذر اليوم قبل أن يندم غدا حين لا ينفع الندم من المشاركة أو الترويج لمثل هذه الانتخابات التي تشرع لاحتلال الجنوب  .

27 ديسمبر 2011م                                      

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

فشل الإدارة والعقل السياسي الجنوبي



كلنا نعلم إن نجاح أي عمل أو أي نشاط يعتمد على الإدارة والتنظيم والتخطيط (القيادة ) التي تعتمد على كفاءة علمية ومهنية وخبرات إضافة إلى الإخلاص والنزاهة إمكانيات وقدرات أخرى لابد وان تتوفر في هذا القائد او القيادة على اعتبار إن القيادة علم وفن ينبغي إتقانها ومن هنا كان نجاح تلك القيادات التي توفرت فيها تلك الأسس والمقاييس وبالعكس فشلت الكثير منها التي افتقدت لتلك الأسس والمقاييس عندما تولت القيادات عناصر غير كفاءة كانوا سببا لتلك الإخفاقات والهزائم وللكوارث .
ولذلك فأننا عندما نتحدث عن القيادة الجنوبية من واقع التجربة الجنوبية لا نقصد بذلك مطلقا الإساءة أو النيل والتشهير او الانتقاص لا من تلك التجربة ولا من من الحزب الاشتراكي ولا من أي فرد قيادي كان لأننا نعتبر تلك التجربة بايجابياتها وسلبياتها جزء من تاريخ الجنوب لايمكن لنا ان نلغيها او نقتصها  ولسنا هنا في نفس الوقت في حاجة لجلد الذات او في حاجة لإيجاد مبررات او شماعات نرمي عليها فشلنا وأخطائنا لكنه من المهم اليوم ان نقف بشجاعة لتقييم تلك الإخفاقات والاعتراف فيها لكي نتلافى تلك الأخطاء ولكي لانسمح بتكرارها مرة أخرى
إن وقفة تأملية لمراجعة وتقييم تجربة الإدارة السياسية للجنوب منذ الاستقلال الى اليوم يتضح تماما ان كل مشاكل وإخفاقات الجنوبيين وماعانوه ويعانوه وما أوصل الجنوب الى ماهو عليه اليوم يتمثل في فشل الإدارة السياسية التي نتج عنها تلك السياسات والقرارات الغير علمية والغير مدروسة بسبب فشل المطبخ السياسي للقيادة الجنوبية التي تحملت مسؤولية صنع وإدارة السياسيات بمختلف جوانبها وفي التعاطي مع الأحداث والأزمات ومعالجتها التي افتقرت للتحليل العلمي والمعطيات العلمية القائمة على المعلومات والتقديرات الصحيحة التي ينبغي ان تقوم عليها هذه السياسة وقراراتها .
إن عدم اعتماد الإدارة السياسية على مطبخ علمي معلوماتي وعلى العقل والكفاءة الجنوبية قد أدى إلى تلك الإخفاقات في تلك السياسات والى اتخاذ تلك القرارات التي اعتمدت إما على العاطفة والحماسة والجهل او على التأثير الخارجي ونقل التجارب التي لا تتوافق مع واقعنا العربي الإسلامي وخصائصنا الاجتماعية ولقد أثبتت التجربة والأيام فشل تلك السياسات والقرارات الغير ناضجة والغير واقعية والتي اعتمدت على عناصر غير كفؤة غلب عليهم الشطحات الثورية والعواطف والجهل والغباء السياسي كما اشرنا وكان للفكر والعقلية الشمولية دورا سلبيا في صنع ورسم تلك السياسيات والقرارات المتطرفة والخاطئة والحقيقية التي ينبغي الاعتراف فيها ان الجنوبيين لم يوفقوا بقيادة سياسية تقودهم بنجاح وتجنبهم تلك الأخطاء والصراعات والإخفاقات بل بالعكس كانت هذه القيادات ولازالت الى اليوم سببا لكل فشل وهزيمة ومعاناة كما اشرنا فلقد فشلت في إدارة الجنوب وأزماته بعد الاستقلال بل كانت سببا لتلك الأزمات والصراعات وفشلت في تقديرات وتقييم وفهم الأوضاع الحقيقية للشمال والتي دفعة بهم عواطفهم وخلافاتهم إلى الدخول في وحدة غير محسوبة النتائج وهي نفسها تلك العقلية فشلت في الخروج من الوحدة في صيف حرب 94م وفشلت في قيادة وإدارة الحراك الجنوبي ولازالت لليوم تكرر أخطاءها وبنفس العقلية السياسية العاطفية ونفس الآلية في تقيمها وقراءاتها الخاطئة لتطورات الأوضاع والأحداث في وفي كيفية الخروج من هذا الوضع وفي كيفية حل القضية الجنوبية وفي التعاطي معها والذي يتضح إن تلك القيادات لم تتعلم بعد من تلك التجارب والعبر ولازالت وبنفس تلك العقلية تحاول إن تدير أزمات ومشاكل الجنوب الأمر الذي يغلق الكثير من الوقوع مجددا في كوارث جديدة وتكرار تلك القرارات والتجارب الفاشلة.
إن تجربة البلدان الناجحة الأكثر تطورا وخبرة والتي يتربع على قياداتها كفاءات علمية كبيرة ومجربة الا انه لا يترك لهذه القيادات التفرد في صنع واتخاذ القرارات والسياسات بل يأتي دورها في المرحلة الأخيرة للقرار السياسي حيث يمر القرار السياسي بالعديد من الهيئات المختصة وبالاعتماد على المراكز العلمية والاستخباراتية ولا يمكن ان تصدر الهيئات التشريعية والتنفيذية قراراتها دون مرورها عبر هذه الأجهزة العلمية التخصصية
لقد ان الأوان للعقلية الجنوبية السلطوية وللعفوية والعاطفة والعشوائية ان تتوقف عن العبث بمصير ومستقبل الشعب الجنوبي فالشعب الجنوبي ليس حقل للتجارب وفيه اليوم والحمد لله من العقول والكفاءات العلمية القادرة على رسم وصنع سياسات الجنوب بمهنية عالية فهل يترك لها وللمراكز العملية المتخصصة صنع القرار الوطني الجنوبي بعيدا عن المزاجية والعاطفة السياسية والتخبط والعشوائية وتكرار التجارب الفاشلة القاتلة .


23 ديسمبر 2011م

الجمعة، 2 ديسمبر 2011

الدروس التي ينبغي ان يتعلم منها الجنوبيين ؟؟



إن تجربة قرابة نصف قرن من التاريخ السياسي الجنوبي كافية وكفيلة بان نتعلم منها الدروس والعبر لتجنب تلك السياسات والقرارات الخاطئة ، مع أقرارنا بايجابيات تلك المرحلة التي تمثلت في إقامة الدولة المركزية التي بسطت سلطتها وأرست القانون وأنهت الفتن والثارات القبلية ووفرت للشعب العلاج والتعليم المجاني الخ ،،،والتي لسنا هنا بصدد الحديث عنها وإنما بصدد تلك السلبيات والسياسات الخاطئة  .
لقد كان لتلك السياسات الشمولية ولثقافتها نتائج سلبية نتج عنها تلك القرارات الأحادية الجانب الخاطئة التي كانت سببا لتلك الإخفاقات وتلك الصراعات أكان بين الجبهة القومية والقوى السياسية الأخرى أو في الصراع بين أقطاب الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني نفسه والذي دفع الجنوبيين بسببها أثمانا باهظة من الدماء والألم والمعانات والضياع والشتات وكان في محصلة تلك القرارات الأحادية الزج بالشعب الجنوبي في وحدة غير محسوبة ومحمودة نتج عنها ضياع وطن ومعانات شعب .
إن تجربة ثقافة وسياسة التفرد وإلغاء الأخر وفرض القرارات المصيرية قد شكلت بداياتها قبيل وأثناء الاستقلال فيما عرف بصراع الجبهة القومية وجبهة التحرير والحرب الأهلية التي نتج عنها تفرد الجبهة القومية بالسلطة بالجنوب وإقصاء جبهة التحرير وبقية القوى السياسية الأخرى لتتحول هذه القوى المقصية للمعارضة في الخارج وأنشأت لها المعسكرات هناك لتعمل ضد سلطة الجبهة القومية والجمهورية الجديدة وفي نفس الوقت فقد استمرت عملية الصراع بعد الاستقلال بين أقطاب الجبهة القومية نفسها حول طريق التوجه وشكل النظام السياسي بين من يريد نظام ذات توجه اشتراكي وأخر رافضا لها وتمكن فريق التوجه الاشتراكي من إقصاء الفريق الأخر في 69م وفرض التوجه الاشتراكي ثم استمرت الصراعات داخل الحزب في عامي 78م و86م ثم يأتي عام 90م ليزج بشعب الجنوب في وحدة غير محمودة ومحسوبة وكل هذه الأمور جرت وفرضت على شعب الجنوب دون استشارته ولو إن الأمر ارجع لاستفتاء الشعب الجنوبي في اختيار نظامه السياسي وفي حسم القضايا الخلافية وفي الدخول في الوحدة لما حدث ذلك الصراع ولما ظلت المشكلة قائمة لليوم ولما انبرت أصوات هنا وهناك تحمل الحزب الاشتراكي المسؤولية عنها ولما ظهر من ينادي اليوم بالجنوب العربي الخ ،،

إن ثقافة وسياسة التفرد وإلغاء وتهميش وإقصاء وتخوين الأخر كان نتاج  طبيعي للفكر وللسياسة الشمولية وتفرد الحزب الاشتراكي بالسلطة ومنع القوى السياسية الأخرى من ممارسة العمل السياسي والحزبي بل وتم قمع هذه القوى أكانت القديمة أم الحديثة بالقوة الفكرية والعسكرية وتحت شعارات وتسميات أثبتت الأيام زيفها .
لقد أثبتت التجربة إن صراعات الجنوبيين التي أذاقوا مرارتها ودفعوا بسببها أثمانا باهظة تحت يافطات المبدئية والثورية والرجعية والثورة المضادة والعمالة ويسار ويمين وطغمة وزمرة الخ ،، وما يطلق عليه اليوم بأصحاب الفدرالية وقوى الاستقلال وجنوب عربي ويمن جنوبي الخ ،، ما هي إلا شماعات ويافطات كانت ولازالت تخفي تحت عباءتها نزغ وأطماع الذات الجنوبية في الصراع على السلطة ومغانمها ولازلنا نعاني منها إلى اليوم ولم نتعلم ونتعظ من تلك الدروس والعبر حيث لازال إشهار سلاح التخوين يبرز ويلوح به عند كل خلاف سياسي ،، وفي تبرير كل فشل،، وفي إحباط أي نجاح للآخر،، ويفعل فعله ويلقي بظلاله في مسيرة الحراك الجنوبي السلمي وفي الحياة اليومية وفي التعامل والتقارب مع الأخر .
إن إخفاق كل الجهود والمساعي الجنوبية التي بذلت لتلك اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات في الداخل والخارج وأخرها مؤتمر القاهرة في محاولة لتوحيد الجنوبيين خلف رؤية وقيادة جنوبية موحدة يعود بسبب تلك المشاريع والرؤى المتضاربة لأصحاب فك الارتباط والفدرالية وأصحاب مشروع الجنوب العربي واليمن الجنوبي وفي محاولة كل طرف إقصاء الأخر وفرض مشروعه وكان ولازال للذاتية الجنوبية دورا رئيسيا في كل تلك الخلافات  والتي تقف كذلك عاقا أمام أي تقدم أو محاولة لوحدة الجنوبيين .

إن أهم الدروس التي ينبغي أن يستفيد الجنوبيين منها تتلخص من وجهة نظري في الأتي:
1-   إن حرية الجنوب واستقراره ومستقبلة وتطوره مرهون بشراكة ومشاركة الجميع وبوحدة الجنوبيين ولا يستطيع احد اليوم إن ينفرد في معالجة وحل القضية الجنوبية وبمصير الجنوب لوحده والذي أثبتت التجربة فشل ومخاطر التفرد والقرارات الأحادية الجانب الأمر الذي ينبغي أن تحترم كل الرؤى والاجتهادات دون التعصب لها أو محاولة فرضها ودون إلغاء وتخوين وتكفير الأخر والعودة للشعب الجنوبي في  حسم وحل القضايا المصيرية وخياراته وصنع مستقبله دون وصايا أو فرض عليه مع الإقرار والاتفاق إن الخلاف السياسي الذي يؤدي إلى التصادم والتناحر هو ضد المصلحة الوطنية العامة ويضر باستقرار الوطن .

2-   أن اختزال وتجزئه نضال الشعب الجنوبي وبطولاته وتضحياته بفترة معينة وبتنظيم وإفراد معينين يعد تجني وتجاهل للتاريخ النضالي المتواصل لشعب الجنوب وقواه المختلفة وعلينا أن نتجنب التمجيد والتطبيل للأفراد والأحزاب وان نربي الشباب على الولاء لله وحب الوطن .

3-   إن استبعاد أي قوى سياسية وتهميشها من المشاركة في العملية السياسية وإدارة شؤون الوطن سيحول هذه القوى بالضرورة إلى ضد من استبعدها أكان حزبا أم نظاما كما حصل بمن أقصتهم الجبهة القومية بعد الاستقلال الذين أنشئت  لهم معسكرات في الخارج للعمل ضد النظام القائم في الجنوب وتم كذلك استخدام البعض منهم  بالإضافة إلى اصحاب 13 يناير م في حرب 94م لاجتياح الجنوب مع قوات صنعاء .

4-   استقلال القرار الوطني الجنوبي بما يلبي تطلعات ومصالح الشعب الجنوبي العليا دون الوقوع في التبعية أو رهن القرار الخارجي التي أثبتت التجربة إن القرار الجنوبي قد اخترق على فترات متعاقبة من قبل الناصرين والبعثيين والقوميين العرب والماركسيين وتحديداً الروس الخ،،.

5-   لقد كان لاعتماد المقياس النضالي كشرط رئيسي لشغل المناصب القيادية العليا في دولة الجنوب السابقة دون الأخذ بالمقاييس العلمية والمهنية مخاطره وأضراره حيث أوصل عناصر ليست بمستوى الكفاءة شكلت احد أسباب تلك الإخفاقات والصراع على السلطة الأمر الذي ينبغي أن يتنبه له الجنوبيين مستقبلا لما نراه من بوادر ومشاهد لتكراره .

6-   عدم الخوض في هذه المرحلة  في القضايا المصيرية الخلافية التي تتطلب استفتاء الشعب الجنوبي فيما بعد مثل نوع وشكل الحكم واسم الدولة وعلم الدولة الخ ،، لان الخوض فيها حاليا في ظل التباين الموجود يعمق خلافات الجنوبيين التي لسنا بحاجة لها ويضر بوحدة الجنوبيين ويعيق حشد الكل في جبهة واحدة ولذا ينبغي في الوقت الراهن المطالبة بالدولة التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتمسك بقراري الأمم المتحدة في حرب 94م.

7-   حتى لا تتكرر تجربة الجبهة القومية وجبهة التحرير وما حصل ويحصل في أفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها من صراع وتناحر بين القوى السياسية على السلطة والذي تلوح بوادره بين قوى الحراك الجنوبي ومختلف القوى السياسية الجنوبية وللابتعاد عن هذا التناحر ولتأمين المرحلة الحالية واللاحقة فانه يتطلب تشكيل جبهة جنوبية متحدة لمختلف القوى السياسية الجنوبية يكون لها ميثاق جنوبي يحوى القواسم والمبادئ المشتركة الذي يلتزم لها الجميع مع احتفاظ كل تنظيم باستقلاليته التنظيمية والحزبية .

 أبو وضاح الحميري
 صالح محمد قحطان
3 ديسمبر 2011 

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

نوفمبر رمزا للحرية والكرامة


                 
تطل علينا اليوم الذكرى ال44 لعيد الجلاء ال30 من نوفمبر 67م يوم الاستقلال الوطني هذا اليوم الذي استعاد فيه الجنوبيين حريتهم بطرد الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثما على أنفاسهم طوال 129 عاما قدم خلالها شعبنا تضحيات غالية منذ وان وطئه أقدام الاستعمار البريطاني مدينة عدن الباسلة وحتى يوم رحيله في 30نوفمبر 67م ( إن الحرية لا توهب ولكنها تنتزع وللحرية ثمن )
إن 30 نوفمبر67م لا يمثل رمزا ليوم الخلاص واستعادة الجنوبيين لحريتهم  وسيادتهم على أرضهم فقط بل سجل فيه الجنوبيين ميلاد لتاريخ جديد لشعب الجنوب ودولتهم الجنوبية الجديدة الفتية التي أطلقوا عليها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، والتي وحدة ولأول مرة كافة محميات وإمارات وسلطنات الجنوب في إطار هذه الدولة المركزية الموحدة.
ومثل 30 نوفمبر كذلك امتدادا تاريخيا وعمقا نضاليا لمواصلة وترابط النضال التحرري مجددا لتطهير الجنوب من الاستعمار الثاني لنظام الجمهورية العربية اليمنية الجاثم كذلك على شعبنا طوال أكثر من 21 عاما عانا منه شعبنا كل أنواع البطش والاستعباد والقمع والتنكيل بل وافضع مما عانا من الاستعمار البريطاني نفسه .
إن عظمة الشعب الجنوبي تتجسد في إرادته وعزيمته التي لا تلين في مقاومة الظلم والاستبداد وفي صموده وتضحياته من اجل نيل حريته واستعادة سيادته على أرضه ولذلك يتعانق اليوم نوفمبر 67م مع نوفمبر 2011م في مسيرة الحرية  ويمتزج نضال ثورة أكتوبر ونضالات شعبنا ما قبل الاستقلال 67م قاطبة مع نضال شعبنا اليوم في الحراك السلمي الجنوبي ليشكل ملحمة جنوبية ومسيرة نضالية واحدة ضد الظلم والعبودية والاستعمار القديم والجديد ومن اجل الحرية والخلاص ويستمد منه كذلك شباب الجنوب اليوم طاقاتهم وقوتهم وعزيمتهم وإصرارهم لمواصلة تلك المآثر البطولية لآبائهم الذين ضحوا من اجل نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 67م لبذل مزيدا من التضحيات التي يقدمونها اليوم رخيصة في مسيرة الحراك السلمي الجنوبي من اجل نيل الحرية مجددا .
إن شباب الحراك السلمي وهم يرفعون أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في كل الفعاليات والمحافل والتي تغطي وتزين سهول ووديان وجبال الجنوب وقرى ومدن وأحياء وشوارع كل مدينة جنوبية وسقط الشهداء الأبطال وهم يحملون علم الجنوب ويدافعون عنه وفي مقدمتهم وضاح الجنوب يقدمون من خلال تمسكهم ودفاعهم عن هذا العلم رسالة واضحة لمن يريد ان يفهمنا على  عزم وإصرار شعبنا في المضي قدما في نضاله من اجل الحرية والذي يمثل هذا  العلم ليس رمزا للحرية فقط بل ويمثل استفتاء حقيقي لخيار وقرار الشعب الجنوبي في مواصلة النضال لاستعادة دولته المستقلة وهو رسالة في نفس الوقت لكل القيادات الجنوبية تقول لهم ان الشعب الجنوبي موحد خلف قضية وطن اكبر وأغلى من أحزابكم وأنانياتكم وانتماءاتكم الحزبية الضيقة فلا تقسموا الشارع الجنوبي خلف أحزابكم واعلموا ان شعب الجنوب لن يسمح مجددا لتقسيمه وتكرار  تجارب الماضي المريرة بعد ان استوعب شعبنا الدرس وأعلن التصالح والتسامح وإن شباب الجنوب الذين يخرجون ويواجهون بصدورهم العارية آلة القمع والقتل لا يعرفون مثل هذه التقسيمات الحزبية بل ويمقتوها ويرفضوها تماما وهم بوحدتهم يسجلون أروع ملاحم التضحية والفدى ونكرانا للذات عندما يحمي كلا منهم بصدره العاري أخيه ويدافع عنه ،،
ان نظام صنعاء عندما يقتال شبابنا لا يفرق بينهم ولا يميز عندما يحاصر ويقصف المدن والقرى الجنوبية بما فيها الوحدويون وأعضاء المؤتمر نفسه الخ ،، انه يقتال الجنوب أيه القادة لان الجنوب كله مستهدف أرضا وإنسانا فهل أفقتم من نومكم ووحدتم صفوفكم وكنت عند مستوى ثقة شعبكم بكم الذي يرفع صوركم في كل فعالية ومحفل وبحت حناجره من الهتاف لكم ومناشداته لكم بالتوحد خلف هذا العلم ومطلب الشعب في تقرير مصيره بنفسه والذي يأبي هذا الشعب الأصيل الخضوع للذل والاستعباد وسوف يمضي قدما إنشاء نحو تحقيق هدفه وحلمه المنشود المتمثل باستعادة الجنوب حرا كريما ليرفرف علم الجنوب مجددا على منابر المحافل الدولية.
وختاما نقول لشعبنا في الداخل ولشباب الجنوب شكرا لكم وثقوا تماما إنكم طلاب وطن وأصحاب قضية عادلة ولابد إن تنتصر مهما كانت التضحيات والصعوبات فاستمروا ووحدوا نضالكم خلف مشروع واحد وهدف عظيم الا وهو استعادة دولة الجنوب ولا تسمحون لأي كان تقسيم الشارع الجنوبي والنيل من وحدتكم وحافظوا على زخم ووحدة الشارع الجنوبي خلف مشروع الاستقلال فقط .
ونقول لشباب الجنوب كذلك انتم الأمل وانتم وقود هذه الثورة وانتم ضمانة النصر وأمل المستقبل والمستقبل كله ملكا لكم فتعلموا من عبر ودروس الماضي ولا تسمحوا لتلك التجارب المريرة ان تطل برأسها مجددا ، او لمن يريد ان يقسمكم حزبيا او مناطقيا ، وبثوا روح التسامح والمحبة بين صفوفكم ، وانبذوا ثقافة التطرف بكل إشكاله ، وارفضوا لغة التخوين والتكفير واعلموا أنها سلاح الفاشلين العاجزين ، وعلينا ان نتعلم كيف نقبل الأخر كما هو لاكما نريد ، ولا تسلموا رقابكم ومستقبلكم مرة أخرى لأي كان حزبا أو فردا ، ودعوا شعب الجنوب يقرر مصيره بنفسه دون وصاية او فرض عليه من أين كان .
تحية لشعب الجنوب الصامد الصابر المرابط في هذه الذكرى الخالدة ذكرى 30 نوفمبر وتحية اعتزاز وإجلال وعرفان لشهداء الاستقلال الأول والثاني شهداء الحرية وتحية وفاء واعتزاز للقابعين في سجون المحتل اليمني وفي مقدمتهم زعيم الحراك الجنوبي السلمي الزعيم المناضل حسن باعوم.

30 نوفمبر 2011م   




الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مؤتمر القاهرة بداية لترتيب البيت الجنوبي



شكل المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة المصرية خلال الفترة من 20 –22 نوفمبر الجاري تظاهرة سياسية كبيرة وبداية صحيحة لمرحلة جديدة لترتيب البيت الجنوبي الكبير على قاعدة التصالح والتسامح وقبول الأخر والإقرار بحقه وتحت شعار معا من اجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب .
وبرغم إننا قد تقدمنا  برؤية لوحدة الصف الجنوبي وتبنيناها داخل المؤتمر ومع المندوبين والتي مع الأسف لم تعتمد وتقدم كأحد مواد المؤتمر رغم تسليمها للجنة التحضيرية إلا أننا كنا حريصين احرص ممن اعدوا وحضروا للمؤتمر في  إن ينجح هذا المؤتمر وان لا يسجل فيه الجنوبيين فشل جنوبي أخر او إحباط ومعاناة جديدة لشعبنا الذي لا يحتمل مزيدا من الإحباط والتشرذم  وفي نفس الوقت فانه إذا كنا ضد فرض أي طرف لرؤية على الأخر فإننا لانريد بالمقابل ان نقع في نفس المحذور بفرض رؤيتنا على الآخرين  او ان نتمترس خلفها  ولذا فقد حرصنا ان نناقش ونتحاور وان يكون لنا وجود داخل  المؤتمر  بدلا من تسجيل المواقف المسبقة والمقاطعة والانسحابات التي لاتحل المشكلة ولا تزيدنا الا تباعدا وفرقة مع احتراما وإقرارنا بحق من قاطعوه او تحفظوا عليه والذي نعلم حرص الكثير منهم على وحدة الصف الجنوبي ولهم مبرراتهم أيضا وعلينا ان نتقبل الأخر كما هو لا كما نريد .
الحقيقية وبغض النظر عن قناعاتنا وعن النواقص والسلبيات التي رافقت المؤتمر أكانت التحضير او سير المؤتمر والتي يأتي بعضها نتيجة طبيعية لعمل كبير بهذا الحجم الا ان المؤتمر أجمالا قد نجح كتظاهرة سياسية جنوبية أوصلوا من خلاله الحاضرين رسالته  للداخل والخارج تقول إننا هنا  وان لشعب الجنوب قضية عادلة ومشروعة وان الشعب الجنوبي من حقه ان يقرر مصيره بنفسه وهو العنوان والشعار الذي انعقد تحته المؤتمر وان ذهب المؤتمر لتبني الفدرالية كإحدى الخيارات وليست هي الخيار الوحيد والمفروض هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن قناعتنا كانت وستظل بان شعب الجنوب هو من يقرر مصيره بنفسه بعيدا عن الفرض او الوصاية وينبغي ان تخضع كل الرؤى للنقاش والحوار الجنوبي الواسع والمسئول .
لذا دعونا نتعاطي بمسؤولية مع هذا المؤتمر ونتائجه وان نوضح الأتي :
1- شكل الحاضرين في هذه المؤتمر الذي تجاوز عددهم الستمائة (600) مندوب ليس كما يطرح طيف واحد وان كان هناك تواجد اكبر لهذا الطيف او ممن يحسبون عليه الا ان هناك حضور لأطياف أخرى ومشاركة ملفته للشباب وعلماء الدين والمرأة والجامعات ورابطة أبناء الجنوب العربي  والمجلس الأهلي في كلا من عدن وحضرموت وشبوة وحركة النهضة للتغير السلمي التي وزعت رؤيتها في المؤتمر وغيرهم من عسكريين ومثقفين الخ ،،،،

2- انعقد المؤتمر تحت شعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وأكد الحاضرون في مناقشاتهم التي انعكست في أعادة صياغة الوثائق وفي قرارات المؤتمر على هذا الحق حيث جاء في البيان الختامي أول  الثوابت ( حق شعب الجنوب في تحقيق مصيره كحق شرعي تكفله كافة المواثيق الدولية وبنود القانون الدولي )

3- أن موضوع الفدرالية التي تبناها المؤتمر تعبر عن رأي الحاضرين كما وردت في النص والذي يعتر المؤتمر ان الفدرالية إلية من آليات حق تقرير المصير حيث ورد في البيان ان المؤتمر يرى ان خيار صياغة الوحدة في دولة فدرالية اتحادية هو المخرج الأمن لحل القضية الجنوبية والمشروطة باستفتاء الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بعد خمس سنوات الخ ..كما ورد في نهاية البيان الختامي مايلي ( وأعرب المؤتمرون عن قناعتهم أن المؤتمر الجنوبي الأول جاء خطوة على بداية الطريق الصحيح لتوحيد الرؤى والأفكار مع مختلف المكونات والأطياف السياسية والشرائح الاجتماعية لشعب الجنوب الحبيب كأطار جامع يحترم كل الخيارات والرؤى ويتيح لها فرصة المشاركة والتفاعل على قاعدة القواسم المشتركة للوحدة الوطنية الجنوبية في إطار التنوع الذي سيكون حاملاً ومحركا لنصرة القضية الجنوبية العادلة والمشروعة الخ ،،،.ولذا ارجوا ان تقرءا هذه الفقرة بتمعن .

4- من خلال ما ورد في الفقرة الثالثة أعلاه يتبين لنا ان أصحاب مؤتمر القاهرة لم يقلقوا الأبواب بل تركوا الأبواب مفتوحة للآخر وشكلوا لجنة للحوار معهم ولم يقولون ان رؤيتهم الوحيدة بل قالوا ان هناك رؤى أخرى ودعوا الى توحيدها وإيجاد مبادئ وقواسم مشتركة لوحدة الجنوبيين ولم يقولون ان مؤتمرهم  نهاية المطاف بل اعتبروه بداية الطريق الصحيح لتوحيد الرؤى والجهود ودعوا لمؤتمر جنوبي شامل لإيجاد أطار جنوبي موحد واليات للعمل المشترك ولذلك فأنني اعتقد ان الكرة في ملعب القوى الجنوبية الأخرى التي لم تشارك في هذا المؤتمر في تقديم رؤيتهم والياتهم المقترحة لحق تقرير المصير وفي مساعدة لجنة الحوار للخروج برؤية موحدة تنهي خلافات الجنوبيين وتوحدهم خلف هدف ومشروع وقيادة جنوبية موحدة .

الخلاصة
ان وحدة الصف الجنوبي هي الضمانة الحقيقية والشرط الرئيسي لانتصار القضية الجنوبية ولذلك فأننا ندعو كل الجنوبيين الى رص الصفوف والتوحد خلف شعار وهدف حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه بعيدا عن تمترس وفرض كل طرف رؤيته وفي الأعداد لعقد مؤتمر جنوبي موسع لايستثني احد ولا يلغي احد ومن اجل تشكيل جبهة جنوبية متحدة على قاعدة التصالح والتسامح وعلى أساس المبادئ والقواسم المشتركة لكل الجنوبيين.

 25 نوفمبر 2011م















الأحد، 13 نوفمبر 2011

حق تقرير المصير يوحد الجنوبيين



إن القضية الجنوبية هي قضية شعب لا تهم مكون او حزب او فصيل بذاته بقدر ما تهم شعب الجنوب كله وبالتالي فأننا بالقدر الذي نحترم الرؤى والمشاريع المطروحة من قبل القوى السياسية الجنوبية أكان مشروع فك الارتباط او مشروع الفدرالية الا انه ينبغي ان تطرح لاستفتاء الشعب الجنوبي حتى يحسم خياره وحتى لا نقع ونكرر أخطاء الأمس في جر هذا الشعب إلى كوارث وفرض عليه واقع لا يريده ومصادرة حقه في تقرير مصيره واختيار مستقبله.
يعلمون من يرفعون شعار فك الارتباط والاستقلال وهو من وجهت نظري خيار صحيح تؤكده حقائق الرفض الشعبي لهذا الواقع والمقاومة الشعبية والمطالبة باستعادة دولة الجنوب الذين يرفعون علمها في كل فعالية ومحفل، يعلمون الصعوبات التي تعرقل وتعيق هذا المشروع نتيجة التمزق والخلافات الجنوبية وعدم إيجاد آليات وقنوات وعمل منظم وفي ظل ضعف التحرك الخارجي والنشاط الإعلامي وعدم وجود خطاب مطمئن للقوى الجنوبية الأخرى .
كما يعلم أصحاب الفدرالية كذلك ان مشروعهم يفتقر للإجماع الجنوبي وإنهم لا يمتلكون لا القوه لفرضه ولا ضمانات من الطرف الشمالي بقبوله ولا ضمانات دولية لتحقيقه بالآلية التي قدم بها ولفترة انتقالية تنتهي باستفتاء الجنوبيين.
ان تمترس كل طرف لمشروعه ومحاولة فرضه على الآخرين مصحوبة بمخلفات الماضي والذاتية الجنوبية المريضة قد أفشلت كل الجهود السابقة لتوحيد الجنوبيين وحالت دون إمكانية التوافق والتقارب والاتفاق على مشروع موحد فلا أصاحب فك الارتباط يمكن إن يتنازل إلى الفدرالية ولا صاحب الفدرالية يرفع سقفه للاستقلال وإزاء هذا الوضع فأنه لابد من حل يخرج الجنوبيين من هذا الوضع وإيجاد مشروع توافقي يوحد الجنوبيين خلفه ولا يوجد من وجهة نظرنا حل ومخرج إلا في إرجاع الأمر للشعب ليحسم هذا الخلاف بتزكيته وتبنيه لأي من المشروعين وأي منهما يعبر بالفعل عن تطلعاته عن طريق الاستفتاء على المشروعين واستغرب لمن يقول أن مشروعه هو خيار الشعب ويتخوف من إخضاع مشروعه لاستفتاء الشعب كما استغرب ممن ينتقد الرئيس البيض في الزج بالجنوب بوحدة دون استفتاء الشعب الجنوبي عليها وهم يريدون اليوم ان يعيدون الكرة بفرض مشاريع دون استفتاء الشعب الجنوبي ومصادرة حقه وفرض عليه الوصاية مجددا .
وما ينبغي التنبيه اليه إلى ان مشروع تقرير المصير لا يلغي ولا يتعارض لا مع مشروع فك الارتباط ولا مع مشروع الفدرالية بل يتبناهما معا ويدخلهما مختبر الاختبار الحقيقي ليقول الشعب كلمته مع أي مشروع تلتقي مصالحه وتطلعاته مع فك الارتباط ام مع الفدرالية ،، وما ينبغي التنبه إليه كذلك وتأكيده إن مشروع الاستفتاء ليس على الوحدة لان الوحدة قد انتهت في عام 94م وان ماهو موجود اليوم على ارض الجنوب ليس إلا احتلال واستعمار تؤكده حقائق الممارسات على ارض الجنوب والواقع بل ويعترف بذلك قادة حرب 94م الذين اجتاحوا الجنوب عسكريا وهو اعتراف يدحض أكذوبة الوحدة ويخجل أي جنوبي إن يزايد باسم الوحدة أو يدافع عنها .
إن جوهر حق تقرير المصير هو احترام لإرادة ورغبة الشعب الجنوبي وأعادت الاعتبار لهذا الشعب الذي غيب وصودر حقه طوال فترة لأكثر من نصف قرن وهو عودة الحق والقرار للشعب الذي طالما تغنينا وزايدنا بشعاراتنا عليه وباسمه لقد إن الأوان ان يقول الشعب الجنوبي كلمة الفصل وان لا مصادرة لحق الشعب وإرادته ولا فرض عليه لا بالقوة ولا بالوصاية قرارات لا تلبي طموحه وتطلعاته وحتى لا تتكرر تجارب الماضي من سياسة وقرارات التفرد والفرض والوصاية والذي لم يجني منها الا الحروب والصراعات والأزمات والمآسي وكان أخرها القذف فيه في وحدة أضاعت الجنوب ورمت به في أحضان الشيطان ودفع شعبنا ولازال يدفع إثمان باهظة لمثل تلك القرارات التي صادرة حقه وفرض عليه واقع مهين وحياة بؤس وإذلال وقهر واستعباد.
إذن إن شعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه هو الشعار الذي يوحد الجنوبيين من المهرة إلى عدن ويوفر إمكانية للجنوبيين ليست لتوحيد صفوف الجنوبيين وتوحيد الإمكانيات والطاقات الجنوبية بل وينهي في نفس الوقت مرحلة الخلافات والتباينات والانقسامات بين القوى السياسية الجنوبية أكان داخل الحراك الجنوبي السلمي ومكوناته أو على صعيد القوى السياسية الجنوبية بشكل عام , وهو في نفس الوقت الطريق الآمن بأقل التكاليف والمشروع الصائب لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب الجنوبي في صنع مستقبله واختيار طريقه وهو كذلك حقاً كفلته القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ويوفر إمكانيات واسعة للتحرك السياسي الخارجي وللعمل الإعلامي لتسويق القضية الجنوبية دوليا وحشد تعاطف ودعم العالم لحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره إذا استطاع الجنوبيين إن يوجدوا قيادة سياسية فاعلة ومتحركة سياسيا وإعلاميا.
مشروع حق تقرير المصير هو مخرج سليم ومقنع للجميع فهو يقنع القوى السياسية الجنوبية في الاحتكام لإرادة الشعب وهو يقنع الشارع الشمالي والقوى السياسية الشمالية التي تدعي النضال من أجل الحرية وحقوق الإنسان وتناضل اليوم من أجل إسقاط النظام القمعي الفاسد وإقامة دولة النظام والقانون , ونعني هنا ثورة شباب اليمن بان تحترم رغبة ورادة الشعب الجنوبي وهو يحرج المجتمع الدولي والأمم المتحدة إن تطبق وتتمثل للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة .
إن حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه هو الشعار الذي يوحد الجنوبيين وهو الشعار الذي ينبغي ان ينعقد خلفه أي مؤتمر جنوبي حريص على وحدة الجنوبيين وإنقاذ الجنوب لان أي مؤتمر يسوق مشاريع أحادية الجانب لن يزيد الجنوبيين الا مزيدا من التمزق ويضيف أعباء جديدة لمعانات شعبنا ولإحباط معنوياته وبالذات في هذه الظروف الخطيرة والحساسة التي تطلب اليوم من قادة الجنوب بمختلف درجاتهم ان يستشعروا هذه المخاطر ويتحملوا مسؤوليتهم التاريخية لوضع الحلول والمعالجات لمواجهتها ،، لكنه قدرنا نحن الجنوبيين ويا للأسف إن تلتقي قياداتهم ليناقشوا مشاكلهم وخلافاتهم لا مشاكل الوطن ومستقبله .
ولذلك فإن حشد وتوحيد الجنوبيين كلهم بمختلف قواهم السياسية والاجتماعية خلف مشروع حق تقرير المصير هو الطريق الأمن الصائب الذي سوف يقودنا إلى بر الأمان موحدين أقوياء وبوحدتنا والتي لا نتملك قوة سواها وفي عدالة قضيتنا التي نستمد منها العزيمة والإيمان سنتخطى الصعاب ونجتاز المحن ونطوي المسافات للوصل إلى شاطئ الحرية انشاء الله .
   الخلاصة :
لقد فشل أصحاب شعار فك الارتباط والاستقلال إن يوحدوا كل الجنوبيين ويحشدوهم خلف مشروعهم ،، كما فشل أصحاب مشروع الفدرالية كذلك ،، بل قسمت هذه المشاريع الجنوبيين مع الأسف وأضعفت الحراك الجنوبي السلمي وباتت الخلافات تهدد القضية الجنوبية ،، ولذلك نرى إن شعار وهدف حق تقرير المصير الذي بدأ يطرح بقوة وينادي به الكثير هو المشروع الوحيد الذي يمكن أن يوحد الجنوبيين خلفه ،،ومن يقول خلافا لذلك أو عنده البديل الأفضل كمشروع أخر يوحد الجنوبيين فليسعفنا به..

         13نوفمبر 2011م

السبت، 15 أكتوبر 2011

قبحكم الله يا قادة الحراك وتبا لكم



          
تحية من القلب للشعب الجنوبي في الذكرى ال48 لثورة 14 أكتوبر رمز الحرية والنضال هذا الشعب الوفي لمبادئ وأهداف ثورة أكتوبر وتلك التضحيات الغالية التي قدمت  من اجل الحرية ونيل الاستقلال في ال03 من نوفمبر 1967م...
 لقد اثبت هذا الشعب انه شعبا موحدا برغم التأمر رغم التحديات وخلافات قياداته اثبت انه شعب أصيل لن ينجر لمثل هذه الخلافات والتمرتسات ولن يسمح لمن يريد إن يقسمه وان يعكر عليه فرحته بهذه الذكرى الذي خرجا يحتفي فيه بكل فئاته ومكوناته ليجدد العهد والوفاء للثورة للسير على طريق الحرية والخلاص .

أما قيادات الحراك الجنوبي لا أقول لهم إلا كما قال سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لأهل الكوفة الذين خذلوه ،،، (قبحكم الله) نعم قبحكم الله يا قيادات الحراك وتبا لكم من قيادات لا تخجل ولا تعي ولا تعتبر ولا تتعظ ،، هذه القيادات وهذه العقلية هي التي إضاعة الجنوب سابقا  وأضعفت الحراك وهي إذا استمرت ستضيع القضية الجنوبية والجنوب مرة أخرى،،  
 ولذلك فإننا ندين  مثل هذا العمل الذي يشتت جهود الجنوبيين ويقسمهم في فعالية كذكرى ثورة الجنوب العظيمة 14 أكتوبر ولا نجد لهذا الخلاف وهذا التمترس والسعي الحثيث لتحجيم الفعالية في العاصمة عدن أي مبرر يستطيع أي ممن ساهم بهذا العمل الغير مشرف من تقسيم الشعب في العاصمة عدن  إلى تبريره بأي حال من الأحوال وندعوا لتشكيل لجنة من الشباب المخلصين لتقصي حقيقة هذا الخلاف وتقسيم الشعب في مثل هذه الاحتفالات المهمة والتاريخية لأرض وشعب الجنوب ..
 لقد تعبت وملت الناس مما تصيح وتناشد وتحذر وتطالب وتتوسل وتترجي قيادات الحراك ان تكون عند مستوى المسؤولية وعند تطلعات شعبنا وتضحياته الغالية تعبت الناس  وهي تناشد هذه القيادات ان تتوحد وان تنظم عملها العشوائي المتخبط المتقلب الذي تحكمه الهواجس والنزعات والعواطف وحب الذات ,, تعبت الناس وهي تطالب بتنظيم وتنسيق عمل ونشاط الحراك وتوحيد فعالياته وتسيس وتنظيم نشاطه الإعلامي والسياسي والدبلوماسي وتوحيد وترشيد خطابه السياسي ،، تعبت الناس وهي تتوسط وتفرع بين هذه القيادات المتصارعة التي لاهم لها الا الشهرة والتسابق على المنصات واختلاق الخلافات على حساب القضية الجنوبية ومعانات الناس  .
 بربكم قولوا لنا لماذا قيادات الحراك في الداخل ولثلاثة أعوام متتالية لم تتفق قط على موعد ومكان محدد لإحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر بشكل موحد ،، فكل  ما هلت علينا ذكرى ثورة أكتوبر كلما هلت علينا خلافاتهم وانبرى هذا القائد او ذاك لإعلان فعاليته خلافا للأخر دون احترام لتعب ووقت للناس وظروف وإمكانياتهم الذين يشاركون في هذه الفعاليات على حساب قوت أطفالهم،،
 هذا الوضع والخلافات وتشتيت الجهود والطاقات لا ينطبق على الداخل فقط  بل وعلى الخارج كذلك التي وصلت بعض الفعاليات بين الجنوبيين الى مهازل حقيقية وفضائح يخجل المرء منها .
  المصيبة أنها نفس الأصوات ونفس الأوجه التي قسمت الحراك الى العديد من المكونات والتيارات وفرقت الجنوبيين خلف إمراضهم ونزعاتهم الذاتية وهي نفسها التي لا تريد للحراك ان يتوحد واشغلوا الناس والحراك بخلافاتهم الغير مبررة والغير مقبولة .
 فبالله عليكم هل هذه القيادات هي التي يمكن ان نراهن عليها في قيادة ثورة الجنوب وتحرير الجنوب ؟؟ وهل يمكن ان يركن ويؤتمن على مثل هذه القيادات غدا ان تقود دولة الجنوب القادمة بسلام  ؟؟ وهي لم تستطيع ان تنظم وتتفق على فعالية مشتركة،، والفضيحة ان تجري في عدن وفي نفس اليوم والوقت الدعوة لفعاليتين بمناسبة الذكرى 48 لثورة 14 أكتوبر على بعد أمتار من بعضها البعض في ساحة المنصورة والهاشمي أنها مهزلة ورب الكعبة ،،، فهل رئيتم مهزلة وفشل اكبر وأكثر من هذا ؟؟
 هل تعلمون  ما هو السبب ؟؟؟  إنها المصالح الخاصة  ،، وحب الظهور على المنصة والتسابق على مكبرات الصوت ،، وهذين السببين هما في نفس الوقت العائق الحقيقي تجاه وحدة الحراك والانتقال فيه للعمل المؤسسي المنظم عبر الهيئات ،، لان البعض يرى انه أذا احتكم وعمل من خلال الأطر سيفقد شعبية الظهور وسيفقد بعض المصالح الشخصية التي يحصل عليها من العمل العشوائي الغير منظم ولان تنظيم العمل عبر الهيئات سينظم الكثير من الأمور وبالتالي فان التعامل والتواصل سيكون عبر هذه الهيئات لا عبر الأفراد كما هو حاصل اليوم ..

نعلم جميعا ان الحراك السلمي الجنوبي الذي سار بخطاء ثابتة في بداياته في عدن بقيادة جمعية المتقاعدين العسكريين ثم مجالس التنسيق للحراك السلمي وتوج ذلك العمل الرائع بعملية التصالح والتسامح قد يشكل اصطفاف وتحالف جنوبي واسع  كلحمة واحدة ،، ولم يعرف مثل هذه التجاذبات والخلافات ولا مثل هذه التسميات والتصنيفات التي فرقة الجنوبيين ولا مثل هذه التعبئة والتخوين والتكفير الذي  اضعف الحراك وتم ترحيله من عدن الى قمم الجبال والقرى إلا بعد أن تعددت مكونات الحراك وتسلق الحراك أصحاب المصالح الخاصة الضيقة وبعد ان سيطر على الحراك العمل العشوائي والتخبط والمزاجية والشعارات العاطفية الغير مسيسة وتم تتويه الجنوبيين وإشغالهم وتنافرهم في قضايا بعيدا عن القضية المركزية وفي خلق واختلاق عداوات وأعداء غير نظام صنعاء.
 وكنتيجة طبيعية لهذا العمل العشوائي فقد أنعكس ذلك ليس في ضعف الحراك فحسب بل وفي عدم قدرة الحراك من التعاطي السياسي الناضج مع الإحداث والمتغيرات والتطورات الناشئة وتجلى ذلك التخبط أكثر وضوحا في عدم قدرة الحراك من امتلاك موقف سياسي موحد من ثورة الشباب والإحداث الأخيرة على ارض الجنوب التي أظهرت هشاشة العمل التنظيمي للحراك على الأرض .
 الحقيقية التي ينبغي ان نعترف فيها جميعا اليوم ان قيادات الجنوب السابقة قد فشلة في المحافظة على الجنوب بل كانت سببا لضياعه بل وفشلت ان توحد الحراك بل كانت مصدر رئيسي لخلافاته وعجزت هذه القيادات التي راهنا عليها لفتح قنوات مع العالم لتأييد ومناصرة القضية الجنوبية ،،، وان  قيادات الحراك في الداخل هي الأخرى قد فشلة أيضا في المحافظة على زخم الحراك الجنوبي وفي قيادته وتوحيد الجنوبيين والتفافهم حول قضيتهم الجنوبية العادلة بل كانت هذه القيادات سببا في إضعاف الحراك وتمزقه ومشاكله وخلافاته وهذه الحقيقية ينبغي الاعتراف فيها بشجاعة اذا كنا صادقين ونريد الخروج من هذا الوضع ، ولذا فان المراهنة على هذه القيادات هو الفشل بعينه لان تكرار التجارب الفاشلة وتجريب المجرب القديم والجديد سيقودنا حتما إلى نتيجة نعرفها مسبقا والى الضياع مجددا وقتل الحلم الجنوبي الواعد .
 إن إخراج الجنوبيين والجنوب من هذا الوضع الذي عاشه ويعيشه الحراك الجنوبي من التخبط والعشوائية والاختراقات والخلافات وثقافة الماضي وأزمة الثقة والمخاوف والتخوفات الخ ،، وما يعيشه الجنوب اليوم من أوضاع مأساوية خطيرة ،، يتطلب إرادة جنوبية شجاعة وموحدة بحجم القضية الجنوبية وبحجم التحديات والمخاطر يتطلب قيادة متجردة من حب الذات ومن أمراض وترسبات الماضي القبلية والحزبية والعصبية ومن ثقافة التأمر والتخوين والإلغاء ويتطلب تنقية وتطهير الحراك من كل الشوائب والأمراض والحفاظ على طابعه السلمي والأخلاقي ،، يتطلب قيادة تضع مصلحة ومستقبل الجنوب فوق كل اعتبار وفوق أي خلافات وحسابات وحساسيات ،، ،، قيادة ولائها لله أولا ثم الوطن.
 ولذلك فان على هذه القيادات في الداخل والخارج التي لم تستطيع طوال خمس سنوات ان تتقدم بالقضية الجنوبية بل كانت سببا لتقهقره و لما أوصلوا إليه الحراك من ضعف وتشتت وانكسار ،، على هذه القيادات من اجل مصلحة الجنوب وخوفا على القضية الجنوبية ومن اجل إعادة الاعتبار للحراك السلمي الجنوب واستعادة زخمه ووهجه ووجهه المشرق عليها ان تنسحب وان تترك للوجوه الشابة الجديدة قيادة الحراك لإنقاذه قبل فوات الأوان .
 لقد آن الأوان لهذه القيادات الحبيسة لخلافاتها وشهواتها ونزعاتها آن لها أن ترحل ,,،، وان تفسح الطريق لشباب الجنوب المثقف المتعلم لان يقود نفسه بنفسه وان يرسم ويصنع مستقبله بيده ويتحمل مسؤوليته التاريخية الكبيرة بجد ومصداقية وإخلاص . 

  أبو وضاح الحميري          15اكتوبر 2011م

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

المؤتمر الجنوبي القادم المراهنة والتحدي




تتطلع أعين الجنوبيون صوب المؤتمر الجنوبي القادم ويعلقون أمال كبيرة على هذا المؤتمر لترتيب البيت الجنوبي ورص الصفوف للخروج من هذا الوضع الذي يعيشه الجنوبيون من التمزق والتشرذم الذي بعثر وشتت معه جهود وإمكانيات وطاقات الجنوبيين مما جعلهم عاجزين عن السير بثبات قدما في قضيتهم العادلة وكذا في الوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الجنوب أرضا وإنسانا والتي لولا هذه الفرقة لما تمكن نظام صنعاء من تسويق وتنفيذ مخططاته الرامية إلى محاولة إجهاض القضية الجنوبية والقضاء عليها أكان من خلال إشاعة الفوضى ولانفلات الأمني والفتن في مختلف قرى ومدن الجنوب أو في تحويل الجنوب إلى ساحة حرب لتصفية حسابات أقطاب السلطة المتصارعة في صنعاء تحت شعار الإرهاب والقاعدة التي يعلم الجميع أنها صناعة الأمن القومي وأداة من أدواته التي استخدمها الرئيس اليمني ويستخدمها منذ الوحدة عالم 90م لتصفية قيادات الحزب ودولة الجنوب السابقة وكانوا في مقدمة القوات الغازية على الجنوب في حرب 94م وهاهو اليوم يستخدمهم باسم ورقة القاعدة مجددا لإخضاع وإذلال الجنوب وتشويه سمعة أبناء الجنوب الذين اختطوا النضال السلمي وسيلة لاستعادة دولتهم وحريتهم ولابتزاز وترهيب الخارج .

إن الجنوب الذي يتعرض اليوم لمخطط تدمير يستهدف الإجهاز عليه وتحويله إلى منطقة مضطربة وغير مستقرة تسوده الفوضى بغية تحويله ليس إلى صومال أخر بل وافضع من ذلك .

لقد مكنت خلافات وتمزق الجنوبيين نظام صنعاء من اختراقهم ونشط وبشكل خطير لتغذية هذه الخلافات والتباينات وعمد على الزج بعناصره التي البسها ثوب الحراك الجنوبي السلمي لتشويه الحراك الجنوبي ومحاولة تفخيخه من الداخل وساعد غياب العمل المنظم عبر الهيئات والمؤسسات ،، وتعدد المكونات وتعدد المشاريع والرؤى وعدم وجود قيادة موحدة ،، كل ذلك ساعد نظام صنعاء من تلك الاختراقات وتمرير مخططاته التي أضعفت الحراك الجنوبي ومكنة النظام من تنفيذ مخططاته الأخيرة الرامية إلى تحويل الجنوب إلى ساحة حرب بالوكالة وجعل سكان الجنوب رهائن حرب وفرض حالة من الخوف والذعر والتجويع والتشريد والإذلال والفوضى وعدم الاستقرار في العديد من مدن وقرى الجنوب .

لقد بات وضع الجنوب اليوم أخطر مما يتصور المرء نتيجة للفوضى وشبه إنهيار وفقدان لمؤسسات الدولة وخدمات المواطنين من تموين وعلاج وكهرباء ووقود وامن وغيرها الأمر الذي ينذر بان القادم أخطر وأبشع والذي لايمكن للجنوبيين من مواجهته هذه المخاطر والتحديات بدون وحدتهم وبدون إن يقفوا صفا واحدا بمختلف توجهاتهم السياسية للدفاع عن أنفسهم وحماية الممتلكات وعلى الجنوبيون إن يعواجيدا إن نظام صنعاء لا يفرق بين احد منهم فعندما حاصر يافع وحاصر ردفان وحاصر الضالع وقصف ردفان والضالع والمعجلة وشبوه وحضرموت وعندما شرد أبناء جعار وأبين لم يفرق بين نساء ورجال ولا بين أطفال وكبار ولا بين وحدوي وانفصالي ولا بين مؤتمري وحراكي لان الجنوب كله أرضا وإنسانا هو المستهدف أولا وأخيرا فهل يفوق الجنوبيون من سباتهم ويقفون وقفة الرجل الحر الواحد ويذودواعن عرضهم ويحمون أطفالهم ومساكنهم وممتلكاتهم ويدافعوا عن الأرض التي أنجبتهم.

لقد بحة حناجر الناس وهي تناشد وتتوسل القيادات الجنوبية أن تتوحد وان تتحمل مسؤولياتها التاريخية ولازال يحذونا الأمل في أن تتجاوب هذه القيادات لإنقاذ الجنوب حتى لا نظل نتباكي على إطلال الجنوب ،، ولن نستطيع إنقاذ الجنوب إلا من خلال وحدتنا وترتيب البيت الجنوبي حتى نتمكن من مواجهة هذه المخاطر والتحديات لأنه لا عزة ولا كرامة ولا انتصار إلا بوحدتنا وبوحدتنا وحدها نستطيع ندافع عن شعبنا وان نحمي أرضنا وبوحدتنا تنتصر قضيتنا وبوحدتنا تتحطم على صخرتها كل المؤامرات وبوحدتنا نصنع المستقبل الواعد .

إن نجاح المؤتمر الجنوبي القادم في اعتقادي مرهون بتوفر عناصر نجاحه والذي ينبغي أن تتوفر في المتطلبات التالية :

أولا: تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف الأطياف الجنوبية المؤمنة بالقضية الجنوبية تقوم بالأعداد الجيد للمؤتمر وهي الشرط الأساسي والضمانة لنجاح المؤتمر .

ثانيا : أن ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار وهدف واحد وهو حق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه وان تعمل كل القوى السياسية بكل إمكانياتها لتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير .

ثالثا : أن تشارك في المؤتمر مختلف القوى الجنوبية المؤمنة بالقضية الجنوبية من سياسيين وشخصيات اجتماعية ورجال الدين والتجار ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والمرأة وان يعطى للشباب الأفضلية وأن يراعى تمثيل مختلف مناطق ومحافظات الجنوب والخارج .

رابعا : يقر المؤتمر رؤية جنوبية وميثاق وطني جنوبي يحدد الأهداف والمبادئ التي تتوافق عليها مختلف النخب والقوى السياسية الجنوبية وتعمل على هداها .

خامسا : تشكيل قيادة جنوبية توافقية يكون للشباب فيها النسبة الأكبر مع تشكيل مرجعية سياسية للجنوب من القيادات المجربة والشخصيات والواجهات الاجتماعية ألمعروفة والمشهود لها

الخلاصة:

إن حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه هو المشروع الحقيقي الذي يوحد الجنوبيين ويقنع الداخل والخارج وهو بالمقابل اختبار حقيقي لصواب مشاريع ورؤى القوى السياسية التي تعتقد أن مشاريعها تعبر عن تطلعات شعبنا ولذلك فانه ينبغي على مختلف القوى السياسية الجنوبية إن تعمل وتسخر إمكانياتها السياسية والإعلامية لتمكين شعبنا من ممارسة حقه في قول كلمته وفي صنع مستقبله واختيار طريقه دون وصاية أو فرض لأي مشروع أحادي الجانب ،، بل نريد مشروعا جنوبيا يوحدنا يتوافق عليه الجنوبيين ويلتف حوله مختلف شرائح وأطياف الجنوب ،، نريد مؤتمر يوحدنا لا مؤتمر يقسمنا ،،

إن الاختبار الحقيقي لكل هذه القيادات وللعقل الجنوبي هو في قدرتها على توحيد الناس خلف مشروع وقيادة جنوبية موحدة .

إن المسؤولية التاريخية إمام هذا المؤتمر يتمثل في انتخاب قيادة جنوبية شابة وعلى القيادات القديمة أن تسلم الراية لهذا الجيل وان يساعدوا بخبراتهم وان تظل القيادات السابقة والمجربة مرجعية للجنوب يتعلم منها الشباب .ولن نستطيع ان نحقق مثل هذا الانجاز التاريخي إلا إذا قلبنا مصلحة الجنوب على مصالحنا الذاتية وهزمنا وألجمنا الذات الجنوبية التي كانت سببا رئيسيا لكل مشاكلنا وهزائمنا ،،،.


الأربعاء , 21 سبتمبر, 2011

السبت، 17 سبتمبر 2011

الذاتية والقضية الجنوبية



 كانت ولازالت قضية الذات الجنوبية هي الداء الذي فتك ويفتك بالجنوبيين خلال تجربتهم الطويلة منذ عام 67م الى يومنا هذا وهو المرض العضال الذي لم تستطيع القيادات الجنوبية معالجته والتخلص منه  وهو فيروس لم يستطيع شبابنا ان يحصنوا انفسهم منه ،، وبرغم تلك الدروس والعبر المؤلمة التي دفع الجنوبيين فيها أثمان باهظة التكلفة من الدماء والضياع بسبب التناحرات والصراعات التي كانت نتيجتها في المحصلة النهائية ضياع الوطن وتقديمه على طبق من ذهب لسلطة صنعاء إلا إن الجنوبيين مع الأسف لم يتعلموا منها .

لقد خلقت لنا هذه الصراعات والتناحرات أعباء وجروح وأوجدت إرث ثقيل تمثل في مدرسة وثقافة التأمر وإقصاء وإلغاء الأخر بل وتخوينه وتكفيره وخلقت هذه الثقافة والتجربة مخاوف حقيقية وأزمة ثقة داخل الفريق الواحد وبين كل فريق وأخر تجسدت كلها في الصراع على السلطة وجعلت الجنوبيين حبيسي هذه الثقافة رغم إقدام الجنوبيين على عملية التصالح والتسامح لدفن صراعات الماضي وانتقاد صراعاته إلا إن الشيء المخيف إن هذه المدرسة الخاطئة لم تنحصر على الجيل السابق بل تجدها مع الأسف في الجيل الجديد المتمثل في الشباب والذي كان يفترض ان يكون خالي من تلك الثقافة حيث صار بعض الشباب أكثر تشددا وتمترس لهذه الثقافة وبشكل مخيف وهنا المشكلة والخوف من المستقبل.

  لم يتعظ الجنوبيون  وبالذات من يدعون القيادة او من نصبوا أنفسهم قادة ويتعلموا من تجارب الماضي برغم كل ماجرى ورغم كل تلك الدروس كما اشرنا بل ان المرء يلاحظ وكأننا نعيد استنساخ الماضي من تجربة الجبهة القومية وجبهة التحرير ومن عملية إقصاء وإلغاء شرائح واسعة من المجتمع تحت يافطة الخلاف السياسي والمشاريع السياسية رغم التبدل والتغير الذي حصل وانتهاء مرحلة الحرب الباردة والأحزاب الشمولية وانفتاح العالم على الديمقراطية والتعددية السياسية والحريات وحقوق الإنسان الخ ،، لكن مع الأسف تجد أننا  نرفع شعارات الديمقراطية والتعددية وقبول واحترام الأخر ونتغني بها قولا ونرفضها سلوكا وممارسة  .

فلم تستطيع القيادات الجنوبية القديمة إن تتخلص من هذا الإرث ولم تستطيع كذلك القيادات الشابة كما اشرنا تحصين نفسها من هذا الداء وللأمانة كان لقيادات الخارج وبالذات مانطلق عليها القيادات التاريخية دورا سلبيا في انتشار هذا المرض بل لقد ظلت هذه القيادات مشدودة وحبيسة لخلافات الماضي ولم تتسامح مع بعضها البعض رغم تسامح شعبنا معها وتجديد ثقته بها مجددا والذي كان يعلق أمال عليها بأن تقوم بواجبها تجاه الجنوب لتساهم في إخراجه من هذا الوضع التي كانت هي سببا رئيسيا فيما نحن فيه اليوم ولم تبذل هذه القيادات جهود حقيقية لتوحيد جهودها وتوحيد الجنوبيين مع إننا لا ننكر الجهود والدور التي تقوم فيه في سبيل القضية الجنوبية والذي كان يمكن ان يكون أكثر فعالية وتأثير لو ارتقى للفكر وللعمل الجماعي الموحد الذي يوحد ويرص صفوف الجنوبيين خلفه.

الإشكالية الحقيقية ان الجنوبيين لم يستطيعوا ان ينتجوا او يوجدوا قيادة شابة بديلة ليس هذا فحسب بل لازالوا مشدودين ومربوطين خلف هذه القيادات المسماه  بالتاريخية  فلا الصف الثاني من قيادات الاشتراكي وكادر دولة الجنوب السابقة اوجد البديل ولا القوى الأخرى من سلاطين ورابطة وتحرير وأحزاب وقوى سياسية أخرى وتجار وغيرهم برزت قيادة بديلة قادرة ان تقود الجنوب وتفرض نفسها على الساحة والمشهد السياسي بل وتجد مع الأسف ان هذه القوى قد انقسمت وتمترست نفسها خلف هذه القيادات تحت مسميات جنوب عربي ويمن وقوى استقلال وفدراليين الخ ،،

 إن الصراع الجنوبي بالأمس واليوم في جوهره وغالبيته صراع ذاتي يتمحور حول السلطة وان غلف تحت يافطات وشعارات وتسميات مختلفة تقدمي ورجعي ويسار ويمين ورجعي  وطغمة وزمرة وبين فدراليين وقوى استغلال وأصحاب الجنوب العربي وأصحاب جمهورية اليمن ،، وقد لا يتفق معي البعض إن نوصف خلافات اليوم بهذا الوصف لكني اجزم أنهم سيتفقون معي غدا ،، كما يتفقون معي اليوم على توصيف ذلك على صراعات الماضي ولا يعني هذا أنها لا توجد قضايا وطنية تناضل الناس من اجلها وتختلف حولها أو انه لا يوجد أناس وطنيون ومخلصون يحبون الوطن ويناضلون من أجله واذا كان هناك من صراع حقيقي يستحق ان نخوضه هو بين أصحاب الخير ودعاة الشر ،، بين أناس مخلصين يريدون ان يعملون ويخدمون الوطن وبين من يريدون ان يوظفون الوطن والنضال والثورة لمصالحهم الخاصة ولا يوجد أي حزب او تنظيم او مكون خالي من المخلصين او خالي من المتمصلحين والمسترزقين  .

إن الفرز المطلوب اليوم والصراع المطلوب ينبغي ان يكون بين فريقين ،، بين طلاب وطن ومناضلين يناضلون من أجل خدمة وطن والدفاع عنه وبين طلاب سلطة ومرتزقة يناضلون من اجل مصالحهم الخاصة ويسخرون الوطن والثورة لخدمة مصالحهم وكانوا ولازالوا سبباً لكل تلك الصراعات والإشكاليات التي يعاني منها الحراك الجنوبي  يتمثل ذلك  في عدم قدرته لإيجاد فرز واضح بين هذين الفريقين حتى يستطيع الحراك ان يطهر نفسه وان يشق طريقه قدما بقيادة ورؤية موحدة رغم انه بالإمكان فرز مثل هذه النوعيات من خلال تقيم ممارساتها وأفعالها وسلوكها وقياسها لمصلحة من ، وهل تخدم الجنوب ؟؟

واعتقد انه قد آن ألأوان إن يعطى  للشباب المثقف المتعلم حقه في صنع مستقبله بنفسه وفي قيادة الجنوب وان واجب القيادات القديمة ان تساعد هولاء الشباب وان تكون لهم مرجعية وسند لا أن تكون كابح إمامهم وحجر عثرة ولذلك فان مهمة المؤتمر القادم هو إبراز قيادة شبابية جديدة تتحمل مسؤوليتها التاريخية في قيادة الجنوب نحو مستقبل أفضل .

لقد أن الاوان لطلاب الوطن ان يتوحدوا  ،، وآن الاوان لشباب الجنوب أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية الكبيرة وليحملوا قضيتهم بجد ومصداقية وإخلاص  ..


                 2011/9/17م