الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الانتخابات القادمة ومخاطرها على القضية الجنوبية


        
من المقرر وفقا للمبادرة الخليجية أن تقام انتخابات للرئاسة اليمنية في فبراير القادم 2012م وهي إحدى آليات الحلول المطروحة للمبادرة الخليجية لازمة سلطة صنعاء والمعارضة وصراعاتهم على السلطة والثروة وهي انتخابات تعني السلطة والمعارضة في صنعاء و لا تعني الجنوبيين ولا قضيتهم بشيء لا من قريب ولا من بعيد .
إن هذه الانتخابات الصورية والمتفق على نتائجها بين السلطة والمعارضة والمحسومة مسبقا بان يكون السيد عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس هو  الرئيس التوافقي المرحلي والتي سوف تجري هذه الانتخابات تحت إشراف الراعيين للمبادرة الخليجية من دول الخليج والسعودية وأمريكا وأوربا وتحت إشراف الأمم المتحدة ورغم صوريتها والمعروفة مقدما نتائجها كما اشرنا إلا انه تشكل بالنسبة للجنوبيين فيما إذا جروا إليها كارثة حقيقية وخطر حقيقي يهدد قضيتهم قد يؤدي لا سمح الله إلى دفنها والقضاء عليها .
وبناء على ذلك نحب أن نؤكد على القضايا التالية :
أولا : إن قضية أبناء الجنوب تختلف شكلا ومضمونا عن قضية السلطة و المعارضة في صنعاء وهي ليست قضية مطلبيه ولا خلاف وصراع سياسي في إطار الدولة اليمنية ولا يمكن لها ( القضية الجنوبية ) أن تحل لا بانتخاب رئيس جنوبي ولا بتعيين رئيس وزراء جنوبي ولا بإعطاء الجنوبيين نصف السلطة أنها قضية شعب وارض ودولة وثقافة وهوية وليست قضية تقاسم سلطة أو حل مشاكل نخبه من الجنوبيين .
ثانيا : إن الجنوبيين يعتبرون الواقع الموجود على ارض الجنوب منذ عام 94م هو واقع احتلال وان الوحدة السلمية الطوعية التي تمت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في عام 90م قد أسقطت في حرب 94م التي حولت الجنوب إلى غنيمة حرب وشعب مستعمر .
ثالثا : إن أي معالجة لحل القضية الجنوبية بشكل سلمي من خلال الحوار مع أخواننا الشماليين ينبغي أن يقوم على أساس الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية شعب والإقرار أن الوحدة قد انتهت في حرب 94م وان ماهو موجود اليوم على ارض الجنوب هو احتلال وان أي حوار أو تفاوض ينبغي أن يكون على أساس هذه الشروط وبين طرفي شمالي وجنوبي وتحت رعاية دولية وبإشراف الأمم المتحدة .
رابعا : إن اشتراك الجنوبيين في أي معالجات أو ترتيبات سياسية في إطار دولة الوحدة المزعومة هو اعتراف بالوحدة وتنازل عن القضية الجنوبية وان أي اشتراك في هذا الانتخابات هو بمثابة استفتاء لشعب الجنوب يؤكد أكذوبة الوحدة مجددا وشرعنة الاحتلال وبطلان لكل مزاعم الجنوبيين بان حرب 94م قد أنهت الوحدة  وان الموجود هو احتلال وسيؤدي كذلك اشتراك الجنوبيين في هذه الانتخابات إلى دفن القضية الجنوبية نهائيا بعد كل هذه التضحيات وبعد هذا الشوط الذي قطعه الجنوبيين في إظهار قضيتهم كقضية عادلة ومشروعة وبعد انتزاع اعترافات من أطراف وقوى شمالية عدة بعدالة القضية الجنوبية وبعد اعتراف العالم بالقضية الجنوبية وما تحرك العالم والمقابلات الأخيرة التي أجراها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الاتحاد الأوربي مع الزعيم القائد الجنوبي حسن باعوم ومع بعض قيادات الحراك الجنوبي في عدن إلا دليل على مكانة القضية الجنوبية والاعتراف فيها .
خامسا : إن المطلوب ليس مقاطعة الانتخابات ولكن المطلوب رفضها نهائيا كونها لا تعني شعب الجنوب المحتل لا من قريب ولا من بعيد ولذا فانه ينبغي على الجنوبيين بمختلف توجهاتهم السياسية أن لا يسمحوا حتى لمجرد التفكير في تمرير انتخابات الرئاسة المزعومة في مناطق الجنوب وان يحول الجنوبيين يوم الانتخابات إلى يوم غضب جنوبي وصرخة جديدة واستفتاء جنوبي للمطالبة باستعادة دولة الجنوب وان تعم هذه المظاهرات كل مدن الجنوب وان ترفع أعلام دولة الجنوب في كل موقع وشارع وعمارة وجبل وان تتزين مدن وقرى الجنوب بأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
سادسا : إن مشاركة أي جنوبي في هذه الانتخابات هي جريمة لا تغتفر في حق الجنوب وحق الأجيال القادمة وعلينا  أن نأخذ الدروس والعبر من الندم والحسرة والألم الذي يعتصر قلب كل جنوبي ساهم أو ساعد قوات الاحتلال في اجتياح الجنوب أو أولئك الذين تخاذلوا وتقاعسوا في الدفاع عن الجنوب في حرب 94م ولذلك فإننا نناشد كل جنوبي أن يتعظ ويحذر اليوم قبل أن يندم غدا حين لا ينفع الندم من المشاركة أو الترويج لمثل هذه الانتخابات التي تشرع لاحتلال الجنوب  .

27 ديسمبر 2011م                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق