تطل علينا اليوم الذكرى ال44 لعيد الجلاء ال30 من نوفمبر 67م يوم الاستقلال الوطني هذا اليوم الذي استعاد فيه الجنوبيين حريتهم بطرد الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثما على أنفاسهم طوال 129 عاما قدم خلالها شعبنا تضحيات غالية منذ وان وطئه أقدام الاستعمار البريطاني مدينة عدن الباسلة وحتى يوم رحيله في 30نوفمبر 67م ( إن الحرية لا توهب ولكنها تنتزع وللحرية ثمن )
إن 30 نوفمبر67م لا يمثل رمزا ليوم الخلاص واستعادة الجنوبيين لحريتهم وسيادتهم على أرضهم فقط بل سجل فيه الجنوبيين ميلاد لتاريخ جديد لشعب الجنوب ودولتهم الجنوبية الجديدة الفتية التي أطلقوا عليها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، والتي وحدة ولأول مرة كافة محميات وإمارات وسلطنات الجنوب في إطار هذه الدولة المركزية الموحدة.
ومثل 30 نوفمبر كذلك امتدادا تاريخيا وعمقا نضاليا لمواصلة وترابط النضال التحرري مجددا لتطهير الجنوب من الاستعمار الثاني لنظام الجمهورية العربية اليمنية الجاثم كذلك على شعبنا طوال أكثر من 21 عاما عانا منه شعبنا كل أنواع البطش والاستعباد والقمع والتنكيل بل وافضع مما عانا من الاستعمار البريطاني نفسه .
إن عظمة الشعب الجنوبي تتجسد في إرادته وعزيمته التي لا تلين في مقاومة الظلم والاستبداد وفي صموده وتضحياته من اجل نيل حريته واستعادة سيادته على أرضه ولذلك يتعانق اليوم نوفمبر 67م مع نوفمبر 2011م في مسيرة الحرية ويمتزج نضال ثورة أكتوبر ونضالات شعبنا ما قبل الاستقلال 67م قاطبة مع نضال شعبنا اليوم في الحراك السلمي الجنوبي ليشكل ملحمة جنوبية ومسيرة نضالية واحدة ضد الظلم والعبودية والاستعمار القديم والجديد ومن اجل الحرية والخلاص ويستمد منه كذلك شباب الجنوب اليوم طاقاتهم وقوتهم وعزيمتهم وإصرارهم لمواصلة تلك المآثر البطولية لآبائهم الذين ضحوا من اجل نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 67م لبذل مزيدا من التضحيات التي يقدمونها اليوم رخيصة في مسيرة الحراك السلمي الجنوبي من اجل نيل الحرية مجددا .
إن شباب الحراك السلمي وهم يرفعون أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في كل الفعاليات والمحافل والتي تغطي وتزين سهول ووديان وجبال الجنوب وقرى ومدن وأحياء وشوارع كل مدينة جنوبية وسقط الشهداء الأبطال وهم يحملون علم الجنوب ويدافعون عنه وفي مقدمتهم وضاح الجنوب يقدمون من خلال تمسكهم ودفاعهم عن هذا العلم رسالة واضحة لمن يريد ان يفهمنا على عزم وإصرار شعبنا في المضي قدما في نضاله من اجل الحرية والذي يمثل هذا العلم ليس رمزا للحرية فقط بل ويمثل استفتاء حقيقي لخيار وقرار الشعب الجنوبي في مواصلة النضال لاستعادة دولته المستقلة وهو رسالة في نفس الوقت لكل القيادات الجنوبية تقول لهم ان الشعب الجنوبي موحد خلف قضية وطن اكبر وأغلى من أحزابكم وأنانياتكم وانتماءاتكم الحزبية الضيقة فلا تقسموا الشارع الجنوبي خلف أحزابكم واعلموا ان شعب الجنوب لن يسمح مجددا لتقسيمه وتكرار تجارب الماضي المريرة بعد ان استوعب شعبنا الدرس وأعلن التصالح والتسامح وإن شباب الجنوب الذين يخرجون ويواجهون بصدورهم العارية آلة القمع والقتل لا يعرفون مثل هذه التقسيمات الحزبية بل ويمقتوها ويرفضوها تماما وهم بوحدتهم يسجلون أروع ملاحم التضحية والفدى ونكرانا للذات عندما يحمي كلا منهم بصدره العاري أخيه ويدافع عنه ،،
ان نظام صنعاء عندما يقتال شبابنا لا يفرق بينهم ولا يميز عندما يحاصر ويقصف المدن والقرى الجنوبية بما فيها الوحدويون وأعضاء المؤتمر نفسه الخ ،، انه يقتال الجنوب أيه القادة لان الجنوب كله مستهدف أرضا وإنسانا فهل أفقتم من نومكم ووحدتم صفوفكم وكنت عند مستوى ثقة شعبكم بكم الذي يرفع صوركم في كل فعالية ومحفل وبحت حناجره من الهتاف لكم ومناشداته لكم بالتوحد خلف هذا العلم ومطلب الشعب في تقرير مصيره بنفسه والذي يأبي هذا الشعب الأصيل الخضوع للذل والاستعباد وسوف يمضي قدما إنشاء نحو تحقيق هدفه وحلمه المنشود المتمثل باستعادة الجنوب حرا كريما ليرفرف علم الجنوب مجددا على منابر المحافل الدولية.
وختاما نقول لشعبنا في الداخل ولشباب الجنوب شكرا لكم وثقوا تماما إنكم طلاب وطن وأصحاب قضية عادلة ولابد إن تنتصر مهما كانت التضحيات والصعوبات فاستمروا ووحدوا نضالكم خلف مشروع واحد وهدف عظيم الا وهو استعادة دولة الجنوب ولا تسمحون لأي كان تقسيم الشارع الجنوبي والنيل من وحدتكم وحافظوا على زخم ووحدة الشارع الجنوبي خلف مشروع الاستقلال فقط .
ونقول لشباب الجنوب كذلك انتم الأمل وانتم وقود هذه الثورة وانتم ضمانة النصر وأمل المستقبل والمستقبل كله ملكا لكم فتعلموا من عبر ودروس الماضي ولا تسمحوا لتلك التجارب المريرة ان تطل برأسها مجددا ، او لمن يريد ان يقسمكم حزبيا او مناطقيا ، وبثوا روح التسامح والمحبة بين صفوفكم ، وانبذوا ثقافة التطرف بكل إشكاله ، وارفضوا لغة التخوين والتكفير واعلموا أنها سلاح الفاشلين العاجزين ، وعلينا ان نتعلم كيف نقبل الأخر كما هو لاكما نريد ، ولا تسلموا رقابكم ومستقبلكم مرة أخرى لأي كان حزبا أو فردا ، ودعوا شعب الجنوب يقرر مصيره بنفسه دون وصاية او فرض عليه من أين كان .
تحية لشعب الجنوب الصامد الصابر المرابط في هذه الذكرى الخالدة ذكرى 30 نوفمبر وتحية اعتزاز وإجلال وعرفان لشهداء الاستقلال الأول والثاني شهداء الحرية وتحية وفاء واعتزاز للقابعين في سجون المحتل اليمني وفي مقدمتهم زعيم الحراك الجنوبي السلمي الزعيم المناضل حسن باعوم.
30 نوفمبر 2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق