*الحزبية وسيلة وليس غاية،،*
_______________________
*اشكالية التمترس والتعصب الحزبي*
لقد أثبتت التجربة التي مررنا بها اشكالية التمترس والتعصب الحزبي كما أثبتت بطلان الاعتقاد بان الحزبية غاية وليست وسيلة وبرغم الدروس التي مررنا بها من تجربة الجبهة القومية مرورا بتجربة الحزب الاشتراكي اليمني والاحزاب اليمنية الأخرى إلى تجربة مكونات الحراك الجنوبي السلمي،، وحتى اليوم من ان هذه الاحزاب والمكونات فرضتها ظروف كادوات ووسائل كان لها دور في تبني قضايا الناس وقيادتهَم في مرحلة معينه وماشهدته هذه الاحزاب والمكونات من تأييد و التفاف كان بقدر تبينها كما أشرنا لقضايا وهموم ومعاناة الناس ،،
الخلاصة ::
نستطيع القول ان الاحزاب والتظيمات والمكونات الخ،، هي وسيلة لتحقيق أهداف معينه وليست هي الغاية كما يعتقد او يتمترس البعض حولها، تتجلى قيمتها واهميتها في مقدار ثباتها وتبنيها لقضايا الجماهير التي تقودها وتمثلها وتنتهي أهميتها وقيمتها ودورها عند عجزها او انحرافها وتخلفها عن مواكبة النضال في تصدر قضايا الناس وتطلعاتهم،،
وهنا نستطيع القول ان الأصل والثابت هي الجماهير وقضاياها المشروعة لذلك فإن القياس او المقياس للوطني والوطنية هو في الموقف من الوطن ومن قضاياه المشروعة التي يناضل من أجلها، وليس من هذا الحزب او المكون والذي يوقع البعض سوى أكان بوعي او بدون باختزال الوطن وقضاياه بهذا التنظيم او هذا الحزب والمَكون الخ،،، وهو ماجرف البعض مع الأسف للتمترس والتعصب مع حزبه حتى وان كان ضد وطنه وبات الحزب هو المقياس للولاء وليس الوطن ولم نتعلم من التاريخ ان الافراد والاحزاب زائلون مهما عظم دورهم، وان الأوطان هي الباقية،وهي الاحق والاولى من ان نتمترس ونتعصب لها،،
نعم ان عشق الأوطان لايضاهيه ولا يوازيه اي عشق،،
يقول الشاعر ابن الرومي
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكَّرتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذلكا
فقد ألفته النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
ابن الرومي
شاعر عباسي (836 ـ 896م)
---------------------------------------
صالح قحطان المحرمي
17 يوليو 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق