من أجل حوار جنوبي شامل ،،
الحوار بشكل عام هو قيمة حضارية وهو وسيلة ثقافيه راقية، ويحرص الحوار لمناقشة نقاط الخلاف بين المتحاورين وطرحها على طاولة الحوار ، والحرص على معرفة واحترام وجهة نظر كل طرف، ومن خلال الحوار يتم تقليص مساحة الخلاف والوصول إلى رؤية مشتركة لمعالجة كافة القضايا والتباينات بطريقة سلمية بعيدا عن العنف والتخوين .
إن كل المكونات الجنوبية لقوى الثورة الجنوبية شعارها استعادة دولة الجنوب وهذا أكبر مكسب ، ولكن الخلاف الحقيقي هو في الذاتية والتفرد في القيادة وفرض الوصاية على المكونات الأخرى باسم النضال والوطنية وان عملية التفرد والاقصاء والتخوين قد خلقت ازمة ثقه ومخاوف وهذا ماعقد الأمور وخلق العراقيل والمطبات أمام الحوار سابقا واليوم . ان المصالح تسبقها المصارحة فلماذا لا نتصارح وكل طرف يعمل من تحت الستار .
إن ثقافة التفرد والوصاية والإقصاء وفرض نتائج الحوار مسبقاً مرفوضه ولا تشكل قواعد سليمة للحوار والأهداف المرجوة منه،
لقد كانت عملية ترتيب البيت الجنوبي الكبير ولازالت مهمه وطنية نبيلة تحتاج إلى وحدة كافة القوى الفاعلة على الساحة الجنوبية كشرط رئيس لترتيبه وانتصار قضيته الوطنية العادلة التي يناضل من أجلها شعبنا وقدم ولازال يقدم من أجل انتصارها تضحيات غالية.
لذلك اسمحوا لي أن أضع بعض الأفكار والمقترحات بصدد عملية الحوار الوطني الجنوبي من باب الاجتهاد والمشاركة لنجاح عملية الحوار الوطني الجنوبي ان شاء الله.
اولا : ان نقر جميعا أهمية وضرووة الحوار كمهة وطنية نبيلة ويجب أن يحرص الجميع على نجاحة إيمانا منا ان وحدة قوى الثورة وترتيب البيت الجنوبي لايمكن لها أن تتم دون حوار وطني حريص مسؤول واعي وان ترتيب البيت الجنوبي الكبير ووحدة القوى ليس فقط شرط لانتصار القضية الجنوبية بل وحماية وبناء الجنوب الجديد و هي القلعة الحصينه التي تتحطم على صخرتها كل مؤامرات أعداء الجنوب .
ثانياً : ان يكون هدف الجميع هو مصلحة الجنوب وأنها فوق كافة الاعتبارات والمصالح الشخصية سواء كانت فردية أو حزبية أو مناطقية أو قبلية.
ثالثاً : نجاح الحوار ينبغي أن يكون الجميع على طاولة مستديرة وتطرح نقاط الخلاف واحترام وجهات نظر كل طرف ويتم توثيق نقاط الاتفاق وهي كثيرة بحيث تصبح ملزمة لكل الأطراف .
رابعاً : لا يتم فرض الحلول الجاهزة من خارج طاولة الحوار . وعلى المكون الذي يعترض على قضية معينة عليه أن يعرض وجهة نظره وكيفية حلها.
خامساً : لا يحق لأي مكون إن يفرض نفسه على المكونات الأخرى ومطالبتها بالانخراط في هذا المكون .
سادساً : يشترك في الحوار كافة المكونات والأحزاب والسلاطين والمشائخ والسلفيين والمقاومة مع إشراك فئة الشباب والمرأة وكافة منظمات المجتمع المدني.
سابعاً : فريق إعلامي يغطي جلسات الحوار وإعلانها للشعب .
وفي هذا الصدد فإنه في اعتقادي ان الحوار ينبغي أن يتخذ طريقين او هدفين الأول يعني فيه القوى السياسية التي ترفع الشعار الواحد والمشروع والهدف الواحد والتي تحتاج إلى توحيد طاقاتها وامكانياتها ضمن اليه موحدة للعمل وتحت اي اسم أكان مجلس تنسيق او جبهة موحده الخ،،
اما الطريق او الهدف الاخر وهو تحاور كل القوى السياسية الجنوبية بتعدد وتنوع أهدافها ومشاريعها بحيث تتوافق عاى ميثاق وطني جنوبي يحدد الرؤية المستقبلية للجنوب القادم والمبادئ والقواسم المشتركة لكل الجنوبيين على قاعدة حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه والأحتكام لإرادة وقرار الغالبية من الشعب،،،
اتمنى ان يكون الحوار الوطني الشامل عند مستوى طموحات شعب الجنوب وتضحياته. وان لا يستخدم الشعارات البراقة للحصول على مصالح شخصية.
نأمل ان يكون كل المتحاورين في مستوى هذه المسؤلية وهذة المهمة الوطنية الجنوبية النبيلة وهذا التحدي والامتحان الصعب
نسأل الله التوفيق ، وأن نرى قريباً نتائج مفرحة للحوار الوطني الجنوبي،،
صالح محمد قحطان المحرمي
14 أغسطس 2021م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق