القبيلة هي شكل إجتماعي موجودة منذ القدم ويقول سبحانه وتعالي (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
وهي اي القبيلة ليست بتلك الصورة القاتمة والتخويفية فلازالت كثير من المجتمعات غالبية تركيبتها قبلية ويلاحظ ان سلطة القبيلة وتأثيرها وحاجة الناس لها يقوى ويضعف مع قوة وضعف الدولة كما هو حال اليمن وبعض البلدان العربية التي انهارت فيها الدولة الخ ،،
كان المجتمع الجنوبي في غالبيته قبيل الاستقلال تحكمه العادات والشروع القبلية ولاوجود للدولة باجهزتها المختلفة عدى محمية عدن ، وعندما جاءت الثورة والنظام الجديد حلت الدولة بديلا عن سلطة القبيلة وحل القانون بديلا للأعراف والشروع والعادات القبلية واوجدت الدولة فروع لها من سلطات وامن وقضاء في كل المديريات ومراكز المديريات ومع ذلك لم تنتهي القبيلة بل ظل تأثيرها واستدعاءها في الصراعات الجنوبية السابقة فحدث اصطفاف وفرز مناطقي حقيقي في تلك الصراعات باسم الحزب وليس باسمها ،،
بعد عام 90م تم ضرب دولة الجنوب دولة النظام والقانون وغابت الدولة ومع التأثير القبلي الشمالي عملت سلطة صنعاء كذلك على تغذية وتشجيع النزعات والثارات القبلية وحاول البعض العودة إلى القبيلة ماقبل 67م الا انه نشاء جيل جديد لايعرف عن تلك القبيلة واعرافها الا الاسم فلم تستطيع الناس العودة الى ماقبل 67م نتيجة لغياب الدولة لحاجة الناس للقبيلة لحل مشاكلهم والدفاع عن مصالحهم الخ ،
ان الإشكالية هنا ليست في القبيلة ولا بعاداتها واعرافها الجيدة كالتازر والمخوة والنخوة والتعاون والكرم ونصرة المظلوم الخ ،، التى لا تتناقض مع دولة النظام والقانون وإذا أخذنا تجربة الخليج فقد وظفت القبيلة لخدمة الدولة لكن الإشكالية تكمن في محاولة إحلال القبيلة محل الدولة وتوظيفها في الصراعات السياسية والمحاصصة السياسية بدلا عن التمثيل الجغرافي للوحدات الإدارية التابعة للدولة الخ ،،
ان معالجة مثل هذه الظاهرة لايحتاج إلى إنكار وجودها فنحن مجتمع قبلي في غالبيته ولنا تجربة عند ماجاءت الدولة كيف تم تطويع هذه القبائل لسلطة الدولة وان الخطورة هنا ليست في القبيلة بحد ذاتها بل في تلك العقلية القبلية المتخلفة في التعصبات والتمترسات القبلية وهي أمور لايحتاج معالجتها بالشعارات بل لوجود دولة النظام والقانون أولا وإلى جملة من المعالجات مثل التوعية المستمرة والاهتمام بالتعليم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة الفقر والبطالة الخ ،،
صالح محمد قحطان المحرمي
18 أغسطس 2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق