يقال ان العمل عبادة فلا حياة بدون عمل ولذلك خلقنا ألله على هذه الأرض لنعمرها وجعل لكل واحد منا دور ووظيفه في هذه الحياة ،،
يقول سبحانه وتعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. (105)
وقال سبحانه
( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2))
واتقان العمل ليس فقط هدفا إسلاميا بل هو ظاهرة تقوم عليها الحضارات ونهضة وتطور الشعوب ورقيها ويحثنا ديننا على إتقان العمل والمصداقية والأمانة والإخلاص والمثابرة في العمل ....
يقول الرسول صل الله عليه وسلم ( ان ألله تعالى يحب اذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه )
وقبل ان ادخل في موضوع الموقف السلبي من العمل وموضوع الفساد المستشري في كل مرافق ومؤسسات واجهزة الدوله في الجنوب والقطاع العام الخ ... احب ان أعود للماضي إلى أيام النظام السابق أيام دوله الجنوب لاذكر كيف كان تفاني وإخلاص الناس في العمل وحب العمل رغم ضعف إمكانيات الدولة ورغم ضعف الوازع الديني وكيف كانت ترفع شعارات مثل.. ثمان ساعات عمل لا ثمان ساعات في العمل .. من يعمل ياكل ومن لا يعمل لا ياكل. . ويد تبني ويد تدافع .. ووطن لا نحميه لانستحقه .. الخ. . وكيف كانت هناك العديد من لجان وجهات الرقابة والمحاسبة فكانت هناك رقابه حزبية وعمالية وحكومية الخ .. والأهم من هذه كله هو الإخلاص في العمل والنزاهة لدى الناس وهو مانفتقده اليوم مع الأسف
لقد أصبح الموقف من العمل الحكومي اليوم سلبي مع الأسف الا من رحم ربي ،، فتجد ان مرفق محسوب عليه مائة موظف مثلا بينما لا يداوم على أعمالهم إلى عشرة موظفين فقط حيث تجد البقية اما مغتربين واما يمارسون أعمال اخرى خاصة او جلوس في منازلهم بل وبات البعض مصدر لتشجيع الفساد من خلال الاتفاق مع بعض مسؤوليهم على استقطاع جزء من رواتبهم مقابل غظ الطرف عنهم حيث باتت مثل هذه العمالة محسوبة على هذه المرافق من حيث الاعتمادات وعلى الورق لكنها ليس لها وجود على الواقع العملي مما عكس هذا الوضع نفسه سلباعلى العمل والانتاج وتقديم الخدمات للناس بما في ذلك في أهم المرافق والاجهزة التى تخدم الناس مثل الصحة والكهرباء والمياة والتعليم والأمن والقضاء وقس على ذلك بقية المؤسسات والمرافق والأجهزة ثم نأتي نزايد في وسائل التواصل الاجتماعي ومقايل القات أننا ضد الفساد وأننا نريد استعادة وبناء دولة الجنوب دولة المؤسسات دولة النظام والقانون والعدل والمساواة الخ . .
نحن نعي جيدا انه هناك صعوبات تواجه هذه المرافق وإن هناك حقوق لم تمنح للناس وتحسين مستوى معيشتهم الا ان كل هذا ليس مبررا ان لا نشتغل او ان نترك أعمالنا ونحن نعي ان هذه الاهمال والغياب والانقطاع عن العمل المتضرر منه في الأول والأخير هو الجنوب وأهلنا إخواننا أولادنا الذين يحتاجون للعلاج والكهرباء والماء والغاز وغيرها من الخدمات ويحتاجون كذلك للأمن والقضاء لحل مشاكلهم ولاولادنا الذين يحتاجون للتعليم الخ .....
لقد ان الأوان الا ان نقف مع أنفسنا وقفت ضمير ومسؤولية لوضع حد لمثل هذا الفساد والإهمال في أداء الأمانة التى يتحملها كل موظف تجاه عمله والقيام بواجبه تجاه وطنه واهله ومنطقته تجاه أسرته وتعليم اولادة الخ ...
ولذلك فإننا ندعو كل إخواننا المنقطعين عن أعمالهم إلى استشعار المسؤلية والواجب الذى عليهم لمباشرة أعمالهم والانضباط في أوقات الدوام الرسمية فالجنوب اليوم بات تحت مسؤلية وإدارة أبنائه وإذا لم يقوم أبناؤه في إدارة وبناء الجنوب فهل نستورد من بنجلادش .. ومن لم يستطيع من هولاء الموظفين ان يؤدي عمله وبنظبط في اوقات العمل الرسمي فإنه أمامه خيارين لا ثالث لهما اما ان يحال للتقاعد إذا كان ينطبق عليه ذلك او ان يقدم استقالته ويترك الوظيفة لمن هو في حاجتها ويستطيع ان يعمل ويخدم اهله ووطنه. .
اننا ندعو كذلك المجالس المحلية إلى التحرك لوضع حد لمثل هذه الاوضاع الخطيرة التي باتت غير مقبولة ولا تحتمل الانتظار والمماطلة والمجاملة...
لقد كان ولا زال وسيظل مشروع الجنوبيين مشروع دولة النظام والقانون دولة المؤسسات دولة العدل والمساواة
وعلينا ان نعي جيدا كما اشرنا في اامقدمة ان العالم لم يصل إلى ما وصل إليه من تطور ورقي وحضارة ورفاهية الا بالعمل والعلم والإخلاص لأوطانهم ،،،
لقد بات المقياس من العمل في كثير من بلدان العالم مقياس مهم بل باتت اليوم كل مرافق العمل تتحكم فيها نظام البصمة يحاسب فيها الإنسان بالدقيقة على اي غياب في العمل، ،،،،
'
ابو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي
25 أغسطس 2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق