السبت، 27 يناير 2024

دروس وعبر ينبغي التعلم منها (( 7))

*دروس وعبر ينبغي التعلم منها.. ( 7 )*

من الدروس التي ينبغي أن نتعلم منها: تلك *المزايدات والمبالغات في التصنيفات والشعارات والمواقف المختلفة واصدار الأحكام قدحاً او مدحاً ومنح صكوك الوطنية والتخوين الخ .....* سوى أكان في تعاطينا مع بعضنا البعض داخل التنظيم والحزب والمجتمع الجنوبي أو في التعاطي مع الخارج،،،، 

فعلى صعيد المجتمع عانينا من شيطنة واستفزاز بعضنا البعض تحت شعارات واتهامات العمالة والرجعية الخ... وكم هتفنا وتغنينا *((ثرنا على الرجعية ثرنا ،ثرنا على الخائنين... ثرنا على الاقطاع... واصحاب الملايين واسقطنا السلاطين*)) .

لايعني هذا انه لايوجد عملاء وخونة ولكن ينبغي أن يكون ذلك وفق أدلة وقوانين وليس امزجة وأهواء ضد كل من يختلف معنا في الرأي، فقد علمتنا التجربة إن ّ كثير ممن ننعتهم بمثل هذه التهم ثبت انهم اكثر وطنية وحب واخلاص للجنوب ممن نعتوهم .... والذي لم يسلم من مثل هذه التهم قادة بالتنظيم والحزب نفسه ودفع البعض منهم حياته ثمنا لذلك من أمثال محمد صالح مطيع رحمه الله .... 

وهكذا على صعيد التنظيم السياسي والحزب اثخنا في تقطيع أوصال بعضنا البعض تحت شعارات وتصنيفات عبثية *هذا يمين رجعي.. وذاك *يساري انتهازي.. وهذة طغمة..  وتلك زمرة* الخ الخ ،، والذي كان لهذا النزغ والشطط نتائج سلبية مدمرة ادخلتنا في دوامات من الصراعات التي خسّرتنا قوافل من خيرة الناس واضرت بوحدة الحزب وفي تماسك النسيج الوطني الجنوبي وكان محصلتها  *ضياع وطن ومأسات شعب* ، والذي لازال يعاني ويدفع شعبنا فاتورة تلك الشطحات التصنيفات والصراعات حتى اليوم... 

ايضاً تلك الشعارات والتصنيفات التي كنا نطلقها على بعض الدول وبالذات التي كنا ننعتها بالدول *الامبريالية والرجعية* والتي أثبتت التجربة اننا عندما ضاقت علينا بلادنا لم نجد إلا دول ( الرجعية والإمبريالية )تفتح لنا ذراعيها لتاوينا وتوفر لنا العيش والامن والإستقرار.... 

وبالرغم من كل هذه الدروس إلا انه مع الأسف لازلنا لم نتعظ منها فلازالت عملية المزايدات في التصنيفات واصدار الأحكام سوى أكان على صعيد الداخل فيما بيننا والتعامل مع بعضنا البعض او في التعامل والتعاطي مع الخارج ، مع الفارق ان ذلك كان يحدث في الماضي ونحن نمتلك دولة، بينما اليوم نمارس ذلك ونحن في الشارع على قارعة الطريق... 

*فمتى يأوي العقل كما كان يقول الوالد الله يرحمه ويسكنه الجنة، لكي نتعظ ونتعلم من دروس وعبر الماضي،ونكون اكثر حرصاً وحصافة وواقعية لعدم خلق أي عدوات واعداء لنا أكان على صعيد الداخل او الخارج والتركيز على العدو الرئيسي عصابات صنعاء*.... 

*ملحوظة مهمة :*
اولاً.. ينبغي أن نعي انه لكل مرحلة من مراحل التاريخ خصائصها وثقافتها وتحالفاتها،والتي يجب أن نراعيها بعين الاعتبار وفقاً لذلك الزمن عند  تقييمها وليس من واقع وخصائص وثقافة وتحالفات اليوم.... 

ثانيا.. عندما نستعرض هذة الدروس والعبر من ماضينا لا نستعرضها بهدف التشوية او محاكمة الماضي او جلد الذات فهو ماضينا وجزء من تاريخ الجنوب بحلوه ومره ولكننا نهدف من خلال ذلك التعلم منها من أجل تصحيح الحاضر وصنع مستقبل خال من هذه الأخطاء و السلبيات... وجدير بالذكر أنه كما كان للماضي أخطاءه فله إيجابياته كذلك، من أبرزها وأهمها ان ثوار وقادة الأمس قد استطاعوا توحيد كل سلطنات واراضي الجنوب تحت سلطة ونظام وقانون دولة جنوبية مركزية موحدة بكل مؤسساتها واجهزتها من المهرة إلى عدن،قيادات حافظت طوال وجودها على ثبات الأمن والأسعار والعملة وتوفير متطلبات الحياة من غذاء وخدمات بما فيها الصحة والتعليم المجاني الخ.. وتم اعداد وتأهيل كادر جنوبي في مختلف التخصصات الخ .... 



عميد صالح قحطان المحرمي

27 يناير 2024م

من صفحتي في الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق