الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

الجنوب وجمل المعصرة . .


لكل زمن دولة ورجال ولكل مرحلة خصائصها ومتطلباتها هكذا يقول لنا التاريخ والاحداث والمنطق فلا يمكن ان تضع رجلك في نفس ماء النهر مرتين ولا يمكن لعاقل ان يبدأ في كل مرة من الصفر بل ان العقل والمنطق يقول ان علينا مواصلة العمل من حيث توقف مع الحفاظ على الانتصارات والمكاسب التى تحققت والفرص المتاحة الا ان بعض القوى السياسية الجنوبية المحسوبة بعضها على الثورة قد جبلة وتبرمجة على برنامج ثابت غير قابل للتحديث ومواكبة التطور والمستجدات بل ان هذه القوى تظل تدور في نفس المساحة المعينه أشبه بجمل المعصرة معصوب العينيين على الرغم من كل المكاسب والمسافات التى حققتها وقطعتها الثورة الجنوبية ورغم التطورات التى افرزتها الحرب لصالح القضية الجنوبية والتي نقلت الثورة الجنوبية والجنوب من واقع تحت الاحتلال العسكري والقمع والسيطرة إلى جنوب محرر عسكريا في المناطق المحررة يتولي أبناءه إدارته وانتقل ابناء الجنوب من ميادين النضال السلمي المطالب برحيل الاحتلال إلى ميادين القتال لتطهير مناطق الجنوب من قوات الاحتلال والى تحمل مسؤلية إدارة وحماية مناطقهم الجنوبية المحرره ولقد سبق لنا وان كتبنا أن مناطق الجنوب المحررة لم تعد محتلة بعد ان باتت تحت إدارة وسيطرة أبناءها وإن الواجب اليوم والمهمة الرئيسة والمركزية تجاة قوى الثورة الجنوبية والجنوبيين بشكل عام هي في بناء المؤسسات الجنوبية وفرض السيطرة والقدرة على حماية وتأمين ودارة المناطق الجنوبية المحرره التى يتطلب أن يقدمون من خلالها النموذج لمشروع دولتهم الجنوبية القادمة وإقناع العالم أنهم بالفعل قادرين على إدارة وحماية مناطقهم الجنوبية المحرره تلك هي المهمة والمسؤولية التاريخية الجسمية التى تقع اليوم على عاتق قوى الثورة الجنوبية والجنوبيين بشكل عام اما من يريد ان يعود في الجنوب وثورته إلى ساحات النضال السلمي فإنهم مع إحترامي وتقديرى اما أنهم يعيشون خارج الزمن والواقع الجنوبي الجديد الذي تشكل او أنهم لايجيدون غير الشعارات واصدار البيانات وثورة ثورة لا إصلاح ولا تفاوض ولا حوار وكأن الثورات مهمتها فقط رفع الشعارات وليس العمل على ترجمتها وتحويلها إلى خطط عمل على الارض لتحقيق الأهداف والتطلعات التي تناضل من اجلها الشعوب من أجل بناء شعوبهم وتحقيق حياة حرة وكريمة ..

كنت اتمنى من القوى السياسية الجنوبية ان تطلع بمسؤولياتها التاريخية في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية من عمر الثورة والجنوب في استشعارها بالمخاطر و التحديات والتي تتطلب منها لمجابهتها والاستحقاقات السياسية الجنوبية القادمة سرعة التحرك نحو إنتاج قيادة جنوبية موحدة قبل ان تضع الحرب أوزارها حتى لا تضيع القضية في اي استحقاقات وترتيبات سياسية قادمة مابعد الحرب بدلا من انشغال قوى الثورة مع الأسف في خلافاتهم وتفريخ المكونات والعودة بالثورة مجددا إلى نقطة الصفر وعلى طريقة جمل المعصرة ...

ملحوظة
المعصرة هي التى يقوم الجمل بسحبها بطريقة دائرية لعصر زيت السمسم. .

ابو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي
2 نوفمبر 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق