الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

نوفمبر رمزا للحرية والكرامة


                 
تطل علينا اليوم الذكرى ال44 لعيد الجلاء ال30 من نوفمبر 67م يوم الاستقلال الوطني هذا اليوم الذي استعاد فيه الجنوبيين حريتهم بطرد الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثما على أنفاسهم طوال 129 عاما قدم خلالها شعبنا تضحيات غالية منذ وان وطئه أقدام الاستعمار البريطاني مدينة عدن الباسلة وحتى يوم رحيله في 30نوفمبر 67م ( إن الحرية لا توهب ولكنها تنتزع وللحرية ثمن )
إن 30 نوفمبر67م لا يمثل رمزا ليوم الخلاص واستعادة الجنوبيين لحريتهم  وسيادتهم على أرضهم فقط بل سجل فيه الجنوبيين ميلاد لتاريخ جديد لشعب الجنوب ودولتهم الجنوبية الجديدة الفتية التي أطلقوا عليها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، والتي وحدة ولأول مرة كافة محميات وإمارات وسلطنات الجنوب في إطار هذه الدولة المركزية الموحدة.
ومثل 30 نوفمبر كذلك امتدادا تاريخيا وعمقا نضاليا لمواصلة وترابط النضال التحرري مجددا لتطهير الجنوب من الاستعمار الثاني لنظام الجمهورية العربية اليمنية الجاثم كذلك على شعبنا طوال أكثر من 21 عاما عانا منه شعبنا كل أنواع البطش والاستعباد والقمع والتنكيل بل وافضع مما عانا من الاستعمار البريطاني نفسه .
إن عظمة الشعب الجنوبي تتجسد في إرادته وعزيمته التي لا تلين في مقاومة الظلم والاستبداد وفي صموده وتضحياته من اجل نيل حريته واستعادة سيادته على أرضه ولذلك يتعانق اليوم نوفمبر 67م مع نوفمبر 2011م في مسيرة الحرية  ويمتزج نضال ثورة أكتوبر ونضالات شعبنا ما قبل الاستقلال 67م قاطبة مع نضال شعبنا اليوم في الحراك السلمي الجنوبي ليشكل ملحمة جنوبية ومسيرة نضالية واحدة ضد الظلم والعبودية والاستعمار القديم والجديد ومن اجل الحرية والخلاص ويستمد منه كذلك شباب الجنوب اليوم طاقاتهم وقوتهم وعزيمتهم وإصرارهم لمواصلة تلك المآثر البطولية لآبائهم الذين ضحوا من اجل نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 67م لبذل مزيدا من التضحيات التي يقدمونها اليوم رخيصة في مسيرة الحراك السلمي الجنوبي من اجل نيل الحرية مجددا .
إن شباب الحراك السلمي وهم يرفعون أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في كل الفعاليات والمحافل والتي تغطي وتزين سهول ووديان وجبال الجنوب وقرى ومدن وأحياء وشوارع كل مدينة جنوبية وسقط الشهداء الأبطال وهم يحملون علم الجنوب ويدافعون عنه وفي مقدمتهم وضاح الجنوب يقدمون من خلال تمسكهم ودفاعهم عن هذا العلم رسالة واضحة لمن يريد ان يفهمنا على  عزم وإصرار شعبنا في المضي قدما في نضاله من اجل الحرية والذي يمثل هذا  العلم ليس رمزا للحرية فقط بل ويمثل استفتاء حقيقي لخيار وقرار الشعب الجنوبي في مواصلة النضال لاستعادة دولته المستقلة وهو رسالة في نفس الوقت لكل القيادات الجنوبية تقول لهم ان الشعب الجنوبي موحد خلف قضية وطن اكبر وأغلى من أحزابكم وأنانياتكم وانتماءاتكم الحزبية الضيقة فلا تقسموا الشارع الجنوبي خلف أحزابكم واعلموا ان شعب الجنوب لن يسمح مجددا لتقسيمه وتكرار  تجارب الماضي المريرة بعد ان استوعب شعبنا الدرس وأعلن التصالح والتسامح وإن شباب الجنوب الذين يخرجون ويواجهون بصدورهم العارية آلة القمع والقتل لا يعرفون مثل هذه التقسيمات الحزبية بل ويمقتوها ويرفضوها تماما وهم بوحدتهم يسجلون أروع ملاحم التضحية والفدى ونكرانا للذات عندما يحمي كلا منهم بصدره العاري أخيه ويدافع عنه ،،
ان نظام صنعاء عندما يقتال شبابنا لا يفرق بينهم ولا يميز عندما يحاصر ويقصف المدن والقرى الجنوبية بما فيها الوحدويون وأعضاء المؤتمر نفسه الخ ،، انه يقتال الجنوب أيه القادة لان الجنوب كله مستهدف أرضا وإنسانا فهل أفقتم من نومكم ووحدتم صفوفكم وكنت عند مستوى ثقة شعبكم بكم الذي يرفع صوركم في كل فعالية ومحفل وبحت حناجره من الهتاف لكم ومناشداته لكم بالتوحد خلف هذا العلم ومطلب الشعب في تقرير مصيره بنفسه والذي يأبي هذا الشعب الأصيل الخضوع للذل والاستعباد وسوف يمضي قدما إنشاء نحو تحقيق هدفه وحلمه المنشود المتمثل باستعادة الجنوب حرا كريما ليرفرف علم الجنوب مجددا على منابر المحافل الدولية.
وختاما نقول لشعبنا في الداخل ولشباب الجنوب شكرا لكم وثقوا تماما إنكم طلاب وطن وأصحاب قضية عادلة ولابد إن تنتصر مهما كانت التضحيات والصعوبات فاستمروا ووحدوا نضالكم خلف مشروع واحد وهدف عظيم الا وهو استعادة دولة الجنوب ولا تسمحون لأي كان تقسيم الشارع الجنوبي والنيل من وحدتكم وحافظوا على زخم ووحدة الشارع الجنوبي خلف مشروع الاستقلال فقط .
ونقول لشباب الجنوب كذلك انتم الأمل وانتم وقود هذه الثورة وانتم ضمانة النصر وأمل المستقبل والمستقبل كله ملكا لكم فتعلموا من عبر ودروس الماضي ولا تسمحوا لتلك التجارب المريرة ان تطل برأسها مجددا ، او لمن يريد ان يقسمكم حزبيا او مناطقيا ، وبثوا روح التسامح والمحبة بين صفوفكم ، وانبذوا ثقافة التطرف بكل إشكاله ، وارفضوا لغة التخوين والتكفير واعلموا أنها سلاح الفاشلين العاجزين ، وعلينا ان نتعلم كيف نقبل الأخر كما هو لاكما نريد ، ولا تسلموا رقابكم ومستقبلكم مرة أخرى لأي كان حزبا أو فردا ، ودعوا شعب الجنوب يقرر مصيره بنفسه دون وصاية او فرض عليه من أين كان .
تحية لشعب الجنوب الصامد الصابر المرابط في هذه الذكرى الخالدة ذكرى 30 نوفمبر وتحية اعتزاز وإجلال وعرفان لشهداء الاستقلال الأول والثاني شهداء الحرية وتحية وفاء واعتزاز للقابعين في سجون المحتل اليمني وفي مقدمتهم زعيم الحراك الجنوبي السلمي الزعيم المناضل حسن باعوم.

30 نوفمبر 2011م   




الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مؤتمر القاهرة بداية لترتيب البيت الجنوبي



شكل المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة المصرية خلال الفترة من 20 –22 نوفمبر الجاري تظاهرة سياسية كبيرة وبداية صحيحة لمرحلة جديدة لترتيب البيت الجنوبي الكبير على قاعدة التصالح والتسامح وقبول الأخر والإقرار بحقه وتحت شعار معا من اجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب .
وبرغم إننا قد تقدمنا  برؤية لوحدة الصف الجنوبي وتبنيناها داخل المؤتمر ومع المندوبين والتي مع الأسف لم تعتمد وتقدم كأحد مواد المؤتمر رغم تسليمها للجنة التحضيرية إلا أننا كنا حريصين احرص ممن اعدوا وحضروا للمؤتمر في  إن ينجح هذا المؤتمر وان لا يسجل فيه الجنوبيين فشل جنوبي أخر او إحباط ومعاناة جديدة لشعبنا الذي لا يحتمل مزيدا من الإحباط والتشرذم  وفي نفس الوقت فانه إذا كنا ضد فرض أي طرف لرؤية على الأخر فإننا لانريد بالمقابل ان نقع في نفس المحذور بفرض رؤيتنا على الآخرين  او ان نتمترس خلفها  ولذا فقد حرصنا ان نناقش ونتحاور وان يكون لنا وجود داخل  المؤتمر  بدلا من تسجيل المواقف المسبقة والمقاطعة والانسحابات التي لاتحل المشكلة ولا تزيدنا الا تباعدا وفرقة مع احتراما وإقرارنا بحق من قاطعوه او تحفظوا عليه والذي نعلم حرص الكثير منهم على وحدة الصف الجنوبي ولهم مبرراتهم أيضا وعلينا ان نتقبل الأخر كما هو لا كما نريد .
الحقيقية وبغض النظر عن قناعاتنا وعن النواقص والسلبيات التي رافقت المؤتمر أكانت التحضير او سير المؤتمر والتي يأتي بعضها نتيجة طبيعية لعمل كبير بهذا الحجم الا ان المؤتمر أجمالا قد نجح كتظاهرة سياسية جنوبية أوصلوا من خلاله الحاضرين رسالته  للداخل والخارج تقول إننا هنا  وان لشعب الجنوب قضية عادلة ومشروعة وان الشعب الجنوبي من حقه ان يقرر مصيره بنفسه وهو العنوان والشعار الذي انعقد تحته المؤتمر وان ذهب المؤتمر لتبني الفدرالية كإحدى الخيارات وليست هي الخيار الوحيد والمفروض هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن قناعتنا كانت وستظل بان شعب الجنوب هو من يقرر مصيره بنفسه بعيدا عن الفرض او الوصاية وينبغي ان تخضع كل الرؤى للنقاش والحوار الجنوبي الواسع والمسئول .
لذا دعونا نتعاطي بمسؤولية مع هذا المؤتمر ونتائجه وان نوضح الأتي :
1- شكل الحاضرين في هذه المؤتمر الذي تجاوز عددهم الستمائة (600) مندوب ليس كما يطرح طيف واحد وان كان هناك تواجد اكبر لهذا الطيف او ممن يحسبون عليه الا ان هناك حضور لأطياف أخرى ومشاركة ملفته للشباب وعلماء الدين والمرأة والجامعات ورابطة أبناء الجنوب العربي  والمجلس الأهلي في كلا من عدن وحضرموت وشبوة وحركة النهضة للتغير السلمي التي وزعت رؤيتها في المؤتمر وغيرهم من عسكريين ومثقفين الخ ،،،،

2- انعقد المؤتمر تحت شعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وأكد الحاضرون في مناقشاتهم التي انعكست في أعادة صياغة الوثائق وفي قرارات المؤتمر على هذا الحق حيث جاء في البيان الختامي أول  الثوابت ( حق شعب الجنوب في تحقيق مصيره كحق شرعي تكفله كافة المواثيق الدولية وبنود القانون الدولي )

3- أن موضوع الفدرالية التي تبناها المؤتمر تعبر عن رأي الحاضرين كما وردت في النص والذي يعتر المؤتمر ان الفدرالية إلية من آليات حق تقرير المصير حيث ورد في البيان ان المؤتمر يرى ان خيار صياغة الوحدة في دولة فدرالية اتحادية هو المخرج الأمن لحل القضية الجنوبية والمشروطة باستفتاء الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بعد خمس سنوات الخ ..كما ورد في نهاية البيان الختامي مايلي ( وأعرب المؤتمرون عن قناعتهم أن المؤتمر الجنوبي الأول جاء خطوة على بداية الطريق الصحيح لتوحيد الرؤى والأفكار مع مختلف المكونات والأطياف السياسية والشرائح الاجتماعية لشعب الجنوب الحبيب كأطار جامع يحترم كل الخيارات والرؤى ويتيح لها فرصة المشاركة والتفاعل على قاعدة القواسم المشتركة للوحدة الوطنية الجنوبية في إطار التنوع الذي سيكون حاملاً ومحركا لنصرة القضية الجنوبية العادلة والمشروعة الخ ،،،.ولذا ارجوا ان تقرءا هذه الفقرة بتمعن .

4- من خلال ما ورد في الفقرة الثالثة أعلاه يتبين لنا ان أصحاب مؤتمر القاهرة لم يقلقوا الأبواب بل تركوا الأبواب مفتوحة للآخر وشكلوا لجنة للحوار معهم ولم يقولون ان رؤيتهم الوحيدة بل قالوا ان هناك رؤى أخرى ودعوا الى توحيدها وإيجاد مبادئ وقواسم مشتركة لوحدة الجنوبيين ولم يقولون ان مؤتمرهم  نهاية المطاف بل اعتبروه بداية الطريق الصحيح لتوحيد الرؤى والجهود ودعوا لمؤتمر جنوبي شامل لإيجاد أطار جنوبي موحد واليات للعمل المشترك ولذلك فأنني اعتقد ان الكرة في ملعب القوى الجنوبية الأخرى التي لم تشارك في هذا المؤتمر في تقديم رؤيتهم والياتهم المقترحة لحق تقرير المصير وفي مساعدة لجنة الحوار للخروج برؤية موحدة تنهي خلافات الجنوبيين وتوحدهم خلف هدف ومشروع وقيادة جنوبية موحدة .

الخلاصة
ان وحدة الصف الجنوبي هي الضمانة الحقيقية والشرط الرئيسي لانتصار القضية الجنوبية ولذلك فأننا ندعو كل الجنوبيين الى رص الصفوف والتوحد خلف شعار وهدف حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه بعيدا عن تمترس وفرض كل طرف رؤيته وفي الأعداد لعقد مؤتمر جنوبي موسع لايستثني احد ولا يلغي احد ومن اجل تشكيل جبهة جنوبية متحدة على قاعدة التصالح والتسامح وعلى أساس المبادئ والقواسم المشتركة لكل الجنوبيين.

 25 نوفمبر 2011م















الأحد، 13 نوفمبر 2011

حق تقرير المصير يوحد الجنوبيين



إن القضية الجنوبية هي قضية شعب لا تهم مكون او حزب او فصيل بذاته بقدر ما تهم شعب الجنوب كله وبالتالي فأننا بالقدر الذي نحترم الرؤى والمشاريع المطروحة من قبل القوى السياسية الجنوبية أكان مشروع فك الارتباط او مشروع الفدرالية الا انه ينبغي ان تطرح لاستفتاء الشعب الجنوبي حتى يحسم خياره وحتى لا نقع ونكرر أخطاء الأمس في جر هذا الشعب إلى كوارث وفرض عليه واقع لا يريده ومصادرة حقه في تقرير مصيره واختيار مستقبله.
يعلمون من يرفعون شعار فك الارتباط والاستقلال وهو من وجهت نظري خيار صحيح تؤكده حقائق الرفض الشعبي لهذا الواقع والمقاومة الشعبية والمطالبة باستعادة دولة الجنوب الذين يرفعون علمها في كل فعالية ومحفل، يعلمون الصعوبات التي تعرقل وتعيق هذا المشروع نتيجة التمزق والخلافات الجنوبية وعدم إيجاد آليات وقنوات وعمل منظم وفي ظل ضعف التحرك الخارجي والنشاط الإعلامي وعدم وجود خطاب مطمئن للقوى الجنوبية الأخرى .
كما يعلم أصحاب الفدرالية كذلك ان مشروعهم يفتقر للإجماع الجنوبي وإنهم لا يمتلكون لا القوه لفرضه ولا ضمانات من الطرف الشمالي بقبوله ولا ضمانات دولية لتحقيقه بالآلية التي قدم بها ولفترة انتقالية تنتهي باستفتاء الجنوبيين.
ان تمترس كل طرف لمشروعه ومحاولة فرضه على الآخرين مصحوبة بمخلفات الماضي والذاتية الجنوبية المريضة قد أفشلت كل الجهود السابقة لتوحيد الجنوبيين وحالت دون إمكانية التوافق والتقارب والاتفاق على مشروع موحد فلا أصاحب فك الارتباط يمكن إن يتنازل إلى الفدرالية ولا صاحب الفدرالية يرفع سقفه للاستقلال وإزاء هذا الوضع فأنه لابد من حل يخرج الجنوبيين من هذا الوضع وإيجاد مشروع توافقي يوحد الجنوبيين خلفه ولا يوجد من وجهة نظرنا حل ومخرج إلا في إرجاع الأمر للشعب ليحسم هذا الخلاف بتزكيته وتبنيه لأي من المشروعين وأي منهما يعبر بالفعل عن تطلعاته عن طريق الاستفتاء على المشروعين واستغرب لمن يقول أن مشروعه هو خيار الشعب ويتخوف من إخضاع مشروعه لاستفتاء الشعب كما استغرب ممن ينتقد الرئيس البيض في الزج بالجنوب بوحدة دون استفتاء الشعب الجنوبي عليها وهم يريدون اليوم ان يعيدون الكرة بفرض مشاريع دون استفتاء الشعب الجنوبي ومصادرة حقه وفرض عليه الوصاية مجددا .
وما ينبغي التنبيه اليه إلى ان مشروع تقرير المصير لا يلغي ولا يتعارض لا مع مشروع فك الارتباط ولا مع مشروع الفدرالية بل يتبناهما معا ويدخلهما مختبر الاختبار الحقيقي ليقول الشعب كلمته مع أي مشروع تلتقي مصالحه وتطلعاته مع فك الارتباط ام مع الفدرالية ،، وما ينبغي التنبه إليه كذلك وتأكيده إن مشروع الاستفتاء ليس على الوحدة لان الوحدة قد انتهت في عام 94م وان ماهو موجود اليوم على ارض الجنوب ليس إلا احتلال واستعمار تؤكده حقائق الممارسات على ارض الجنوب والواقع بل ويعترف بذلك قادة حرب 94م الذين اجتاحوا الجنوب عسكريا وهو اعتراف يدحض أكذوبة الوحدة ويخجل أي جنوبي إن يزايد باسم الوحدة أو يدافع عنها .
إن جوهر حق تقرير المصير هو احترام لإرادة ورغبة الشعب الجنوبي وأعادت الاعتبار لهذا الشعب الذي غيب وصودر حقه طوال فترة لأكثر من نصف قرن وهو عودة الحق والقرار للشعب الذي طالما تغنينا وزايدنا بشعاراتنا عليه وباسمه لقد إن الأوان ان يقول الشعب الجنوبي كلمة الفصل وان لا مصادرة لحق الشعب وإرادته ولا فرض عليه لا بالقوة ولا بالوصاية قرارات لا تلبي طموحه وتطلعاته وحتى لا تتكرر تجارب الماضي من سياسة وقرارات التفرد والفرض والوصاية والذي لم يجني منها الا الحروب والصراعات والأزمات والمآسي وكان أخرها القذف فيه في وحدة أضاعت الجنوب ورمت به في أحضان الشيطان ودفع شعبنا ولازال يدفع إثمان باهظة لمثل تلك القرارات التي صادرة حقه وفرض عليه واقع مهين وحياة بؤس وإذلال وقهر واستعباد.
إذن إن شعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه هو الشعار الذي يوحد الجنوبيين من المهرة إلى عدن ويوفر إمكانية للجنوبيين ليست لتوحيد صفوف الجنوبيين وتوحيد الإمكانيات والطاقات الجنوبية بل وينهي في نفس الوقت مرحلة الخلافات والتباينات والانقسامات بين القوى السياسية الجنوبية أكان داخل الحراك الجنوبي السلمي ومكوناته أو على صعيد القوى السياسية الجنوبية بشكل عام , وهو في نفس الوقت الطريق الآمن بأقل التكاليف والمشروع الصائب لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب الجنوبي في صنع مستقبله واختيار طريقه وهو كذلك حقاً كفلته القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ويوفر إمكانيات واسعة للتحرك السياسي الخارجي وللعمل الإعلامي لتسويق القضية الجنوبية دوليا وحشد تعاطف ودعم العالم لحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره إذا استطاع الجنوبيين إن يوجدوا قيادة سياسية فاعلة ومتحركة سياسيا وإعلاميا.
مشروع حق تقرير المصير هو مخرج سليم ومقنع للجميع فهو يقنع القوى السياسية الجنوبية في الاحتكام لإرادة الشعب وهو يقنع الشارع الشمالي والقوى السياسية الشمالية التي تدعي النضال من أجل الحرية وحقوق الإنسان وتناضل اليوم من أجل إسقاط النظام القمعي الفاسد وإقامة دولة النظام والقانون , ونعني هنا ثورة شباب اليمن بان تحترم رغبة ورادة الشعب الجنوبي وهو يحرج المجتمع الدولي والأمم المتحدة إن تطبق وتتمثل للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة .
إن حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه هو الشعار الذي يوحد الجنوبيين وهو الشعار الذي ينبغي ان ينعقد خلفه أي مؤتمر جنوبي حريص على وحدة الجنوبيين وإنقاذ الجنوب لان أي مؤتمر يسوق مشاريع أحادية الجانب لن يزيد الجنوبيين الا مزيدا من التمزق ويضيف أعباء جديدة لمعانات شعبنا ولإحباط معنوياته وبالذات في هذه الظروف الخطيرة والحساسة التي تطلب اليوم من قادة الجنوب بمختلف درجاتهم ان يستشعروا هذه المخاطر ويتحملوا مسؤوليتهم التاريخية لوضع الحلول والمعالجات لمواجهتها ،، لكنه قدرنا نحن الجنوبيين ويا للأسف إن تلتقي قياداتهم ليناقشوا مشاكلهم وخلافاتهم لا مشاكل الوطن ومستقبله .
ولذلك فإن حشد وتوحيد الجنوبيين كلهم بمختلف قواهم السياسية والاجتماعية خلف مشروع حق تقرير المصير هو الطريق الأمن الصائب الذي سوف يقودنا إلى بر الأمان موحدين أقوياء وبوحدتنا والتي لا نتملك قوة سواها وفي عدالة قضيتنا التي نستمد منها العزيمة والإيمان سنتخطى الصعاب ونجتاز المحن ونطوي المسافات للوصل إلى شاطئ الحرية انشاء الله .
   الخلاصة :
لقد فشل أصحاب شعار فك الارتباط والاستقلال إن يوحدوا كل الجنوبيين ويحشدوهم خلف مشروعهم ،، كما فشل أصحاب مشروع الفدرالية كذلك ،، بل قسمت هذه المشاريع الجنوبيين مع الأسف وأضعفت الحراك الجنوبي السلمي وباتت الخلافات تهدد القضية الجنوبية ،، ولذلك نرى إن شعار وهدف حق تقرير المصير الذي بدأ يطرح بقوة وينادي به الكثير هو المشروع الوحيد الذي يمكن أن يوحد الجنوبيين خلفه ،،ومن يقول خلافا لذلك أو عنده البديل الأفضل كمشروع أخر يوحد الجنوبيين فليسعفنا به..

         13نوفمبر 2011م