لم يكفي ويكتفي طاغية اليمن أن ظل جاثماً على أنفاس الشعب اليمني طوال 33عاما ذاق اليمنيون وتجرعوا في عهده الذل والمهانة وتحول اليمن السعيد بفضل نظامه الفاسد الى اليمن التعيس وحول بلد الأيمان والسلام الى بلد الفوضى لا يؤمن المرء فيه على نفسه وماله وبفضل قيادته الرشيدة أصبحت اليمن تحتل المرتبة الأولى بين بلدان العالم في الفقر والبطالة والجهل والتخلف والفوضى والفساد الخ ،، الخ ،، وأصبحت اليمن تنهشها الأمراض الفتاكة والأمية والمجاعة وسؤ التعليم والصحة وانعدام الخدمات والحروب والفتن التي يصطنعها هذا الطاغية ويتفنن ويتمتع بها في اللعب والرقص على رؤؤس الثعابين من حين لأخر إضافة الى إغراق مناطق وقبائل اليمن في فتن وثارات قبلية اشغل الناس فيها حتى لا يلتفت أحد لجرائمه وفساده ولما يقوم به من نهب وسمسرة بأراضي وثروات اليمن ولما الحق بسمعة اليمن واليمنيين ليس هذا وحسب بل وحول اليمن إلى قاعدة وترانزيت لتجارة وتهريب السلاح والمخدرات وتجارة الأطفال وأصبح اليمن مصدر قلق وإزعاج للجيران والعالم وجعل من اليمن بلد الأيمان والسلام وكراً وملاذاً لعناصر القاعدة ولقراصنة البحر الذي رعاهم ووظفهم كتجارة مربحة لابتزاز الجيران والغرب ولتخويفهم للسكوت عليه وغظ الطرف عنه وهو ما يتبين في مواقفهم المتذبذبة من القضية الجنوبية وثورة الشباب .
لقد زايد كثيراً على الوحدة اليمنية التي أستغل فيها طيبة الجنوبيين الذين اندفعوا إليها بغباء وقناعة ليوقعهم في فخ فقدوا بسببها كل شيء وأصبحوا غرباء في وطنهم وأذاقوا من هذا الطاغية منذو حرب 94م كل أشكال وأساليب البطش والذل والقمع والتنكيل وحول الجنوب كله الى مزرعة خاصة وغنيمة حرب ومارس الانفصال الحقيقي بأبشع صورة ،، وأوصل الجنوبيين الا أن يلعنوا اليوم الذي توحدوا فيه والى كرههم لكلمة الوحدة التي لم يرون منها الا الذل والمهانة .
أمام كل هذه الآفات لهذا النظام المتهالك الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وبعد أن نهض الشعب اليمني وبالذات أخواننا الشماليين من سباتهم وأدركوا أخيراً أن هذا الطاغية الذي زايد كثيرا على الانجاز الوحدوي أدركوا أن اليمن ليس يسير باتجاه انفصال الجنوب فقط بل أن اليمن سيتمزق لأكثر من دولة فهو كان سبباً وصانعاً لكل الحروب الستة التي كان يشعلها ويطفئها باتصال هاتفي مع الحوثيين التي راح ضحيتها الآلاف من الجنود والمدنيين الابرياء ودمرت قرى بكاملها ونزح مئات الآلاف ،، وأدرك اليمنيون أخيراً أن هذا الطاغية يسير باليمن الى الهاوية بل الى أخطر مما هو في الصومال لانه أوصل اليمن واليمنيين بهمجيته وسياساته القمعية وخلق وافتعال الأزمات والحروب الى الهاوية ،، فكل هذه الأزمات والحروب والآفات هي من صنعه وإنتاجه وهي أدواته التي يسترزق بها ويبتز بها الآخرين ويخوفهم وتساعده على البقاء والتشبث بكرسي الحكم .
لم يكتفي هذا الطاغية بكل بما تسبب به للشعب اليمني من ألام وجروح ولم تكفيه الدماء التي أزهقها وما تكبده هذا الشعب من ظلم وجوع ومآسي وجراح الذي حوله الى شعب متسول في الداخل والخارج لم تكفيه كل تلك المعانات والأمراض التي تفتك بهذا الشعب المقلوب على أمره لم يكفيه كل ما نهب وسرق وافسد لم تكفيه 33عاما من البطش والنهب والسرقة والمتاجرة بدماء وسمعة وارضي وسيادة اليمن .
لم يصح من نومه ويتعظ ممن سبقوه منن الطغاة وكيف كانت نهايتهم غير مكترث ومبالي لأصوات الملايين من أبناء الشعب اليمني في كل ربوع اليمن وهي تردد كلمة واحدة كالزلزال أرحل أرحل .
لم يتعظ هذا الطاغية ويعي ان الشعب الذي خرج اليوم للشارع لا يمكن أن يرجع او يتراجع الا بعد رحيله برغم كل أشكال وأساليب القمع والإرهاب والترهيب التي مارسها ويمارسها إعلاميا وسياسيا وعسكريا هذا الطاغية لقمع الشعب ولم يعي أن هذه الأساليب قد مارسها قبله زين العابدين وحسني مبارك ومن دون جدوى .
لم يستمع لكل المناشدات من رجال الدين في اليمن وخارجه ولم يستمع لكل المناشدات الدولية بما فيها المبادرة الخليجية التي تنص على رحيله فحاول هذا الطاغية ان يوظفها لصالحة من خلال استبدال مطلب التنحي إلى مطالبته بنقل الصلاحيات لنائبة بحيث يبقى هو الزعيم الروحي الذي يشرف على نقل السلطة والحفاظ على اليمن ووحدته تحت ذريعته الواهية بعدم وجود الأيادي الأمنة ولذلك لابد من بقائه حتى تولد مثل هذه اليد الآمنة إن ولدت ولان اليمن أذا تخلى عنها الرئيس الصالح بدون توفر هذه اليد ألأمنه ستتفجر قنبلتها الموقوتة الذي ظل 33 عاما ماسك لصمام أمانها حتى لا تنفجر .
باختصار ،،، أن هذا الطاغية يريد ان يقول لنا ليس كما قال القذافي انا زعيم الثورة ولست رئيس ،، بل يقول لنا الرئيس الصالح انا اليمن ولا يمن بدوني ،، وأنا الوحدة ولا وحدة بعد رحيلي ،، وأنا الأمين المؤتمن،، وأنا حاميها من القاعدة .
يريد أن يقول لنا الرئيس الصالح ويقنعنا انه ينبغي أن يظل الزعيم والأب الروحي الذي تتوجب علينا له الطاعة العمياء بعد أن يتكرم مشكوراً بالتنازل لنقل صلاحياته لنائبه ،، أنه أية الله اليمن ،، علي السستاني ،، ( السنحاني ).
وينسى هذا الطاغية أن أشرف وأنبل وأعدل وأكرم خلق الله صلى الله عليه وسلم قد مات ولم تموت ألامه بعده ولم ينتهي الكون والإسلام واستمرت الحياة وبقية الدنيا وهي باقية ألا أن تقوم الساعة ،، فما بالك برحيل طاغية ظالم فاسد أليس اليمن بدونه سيكون أمن وأجمل وأفضل ؟؟؟
أم يريد أن يقول لنا هذا الطاغية كما قال فرعون أنا ربكم الأعلى .. ولا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد فجعله الله أية وعبرة لمن لا يعتبر .
أخيرا نختتم في هذا البيت ..... للشاعر المرحوم المحضار
مالك ومال الناس ياعامر ..... الكون مهما تدعي معمور
15/ابريل 2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق