سبق لي وأن كتبت موضوع في تاريخ 13.سبتمبر 2017م بعنوان ((متى يأوي العقل ؟ )) وهذه المقولة هي إحدى نصائح و تساؤلات الوالد الله يرحمه ويسكنه الجنة التي كان يوجهها إلينا معاتباً لنا حول بعض تصرفات وطيش الشباب حينها ، والتي اثبتت التجربة حكمة وصواب وبعد نظر الوالد الله يرحمه، حيث لازلنا نعاني كجنوبيين من طيش الشباب، ومازلنا منتظرين ونتساءل متى يأوي العقل ؟؟
اليوم سوف اتناول نصيحة وحكمة اخرى، ولكنها ليس للوالد الله يرحمه بل للوالدة الله يطوّل في عمرها ويحسن خاتمتها، وهذه النصيحة مرتبطة بأيام ثورة شباب اليمن وشعارات إسقاط النظام وارحل يا عفاش، حيث كنت أتابع الأخبار حينها، بشغف وقلق واسهر الى ساعات متأخرة من الليل، على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية ، في انتظار خبر مفرح، وكانت الوالدة تتألم لسهري وتنصحني في كل ليلة أن أنام الا انني استمريت في السهر في متابعة الأخبار ، وفي احد الليالي وبعد ان يأست الوالدة من كثر ما تنصحني بالنوم مبكرا صاحت فوقي وقالت لي ، نام نام ياولدي شف عادها مطولة بعيد ، قلت لها لا يا والدتي سوف يرحل هذا الطاغية وسوف تنتصر ثورة الشباب، لكنني فيما بعد ، وبعد فشل هذه الثورة أدركت كم كانت الوالدة محقة، من أنها فعلًا "عادها مطولة وبعيد "، ليس فقط مع أصحاب صنعاء، بل ومع عدن وأصحاب الجنوب .........
نعم ،يا والدتي الحبيبة " يبدوا ان عادها مطولة وبعيد"، لأن العقل، كما قال والدي، الله يرحمه، " لم ياوي بعد"
لقد آن الأوان لي اليوم أن أخذ بنصيحتكِ يا امي وأن أنام، رغم أن القلب يأبى ذلك، لكنّ لعلّ وعسى نصحو يوماً وقد صحا العقل الجنوبي من سباتهِ كذلك ،،،
صالح محمد قحطان المحرمي
22 ديسمبر 2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق