شيء جيد ان يتعاطف مع قضيتا بعض النشطاء والكتاب من اي بلد الا انه ينبغي علينا ان نميز بين التعاطف الشخصي وبين الموقف الرسمي للدول مع القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره ،،
لقد اثبتت تجربتنا في الجنوب اننا لا نسلك الطريق الصحيح ، ولا نطرق الأبواب التي توصلنا إلى صانع القرار الإقليمي والدولي فهناك قاعدة بالسياسة تقول (ماذا في يدك ويحتاجه صانع القرار وماذا في يد صانع القرار وانت تحتاجه) بمعنى أن قاعدة المصالح المشتركة هي السائدة . علينا أن ندرك أهمية كل لاعب على الساحة التي يمكن ان يدعم قضيتنا وان نستطيع ان نميز في اقامة العلاقات على قاعدة المصالح . فعلاقتنا مع دول التحالف تكمن في هزيمة المشروع الفارسي وتامين حدودها البرية والبحرية ، ومع الدول الغربية في مكافحة الإرهاب وتأمين حرية الملاحة في باب المندب وتامبن مصالحها في الجنوب كذلك .
ان الحصول على السيادة واستعادة الدولة لن تأتي وفق الرغبات أو الأمنيات أو الأحلام الذي يسوقها بعض الأفراد او الجماعات ، وإنما تأتي بصياغة استراتيجية وأهداف واضحة المعالم .
ان إعادة تكرار الأخطاء واستنساج الفشل إنما يعمق أزمة القضية الجنوبية وزيادة معاناة الجنوبيون .
لذلك لا بد من تقدير الموقف الإقليمي والدولي واتخاذ كل ما يلزم لبناء الثقة مع الإقليم والعالم بأنك ستكون ضمن هذا السياق ، ولا تغرد خارج السرب .
العلاقات لها الطرق والدروب الصحيحة للوصول إليها ، ان اردنا اختصار المسافات وتوفر الجهد والوقت او كما يقول المثل اليافعي اذا اردت الدوم( الدوم هو ثمرة شجرة السدر) ارجم (ارمي) العود ،،
وكما قال الشاعر المشطر شوف السياسة يافتى تشتي ذكاء الخ ،
ملحوظة ،،
هناك معلومات من ان بعض قادة الشمال قد فتحوا قناة للتواصل والعمل مع الأمريكان من علي ابو لحوم واليدومي والمقدشي الخ وان هناك سلسله من اللقاءات التي عقدت وتعقد من أبوظبي الى الرياض وغيرها ،،
صالح محمد قحطان المحرمي
14 نوفمبر 2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق