تنتصب
اليوم أمام المقاومة الجنوبية بشكل خاص وكل أبناء الجنوب على اختلاف توجهاتهم السياسية والاجتماعية
بشكل عام العديد من المهمات المهمة والملفات الساخنة وهذه المهمات تتطلب أن يسخر
ويركز كل التفكير والجهد المادي والبشري والإعلامي الجنوبي لانجازها دون الالتفات أو
الانشغال بغيرها أو القفز عليها أو السماح لاين كان بإعمال أو ممارسات أو سلوك أو
دعوات من شانها عرقلة أو خلق عراقيل تجاه انجاز هذه المهمات الوطنية تحت أي مبرر كان
،، ويمكننا أن نلخص هنا أبرز هذه المهمات
العاجلة في ثلاث مهمات رئيسية ملحة ومهمة في
هذه المرحة ألراهنه الحساسة والخطيرة وهي :
أولا: تحرير الأرض
أن يعمل كل الجنوبيين وبدون استثناء على توظيف
وتوحيد كل الجهود والإمكانيات الجنوبية البشرية والمادية والفكرية والإعلامية الخ
،،لضمان عملية السير والاستمرار في استكمال تطهير عدن وبقية مناطق الجنوب الأخرى
من قوات المخلوع ومليشيات الحوثي باعتبار أنه وبدون انجاز هذه المهمة من الصعوبة
الحديث عن تحقيق أي مهمات أخرى وهي شرط للانتقال لتحقيق المهمات الوطنية الأخرى وهذه
المهمة لايستطيع الجنوبيين تحقيقها دون تنظيم ووحدة المقاومة الجنوبية في إطار
تشكيلات عسكرية قتالية منظمة وبدون غطاء سياسي وأعلامي ودعم عسكري ومالي من
الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وبدون دعم وإسناد قوات التحالف عسكريا لعملية
التحرير، وعلينا أن نعي جيدا أن انجاز هذه
المهمة سوف يمكن الجنوبيين من السيطرة على أرضهم عسكرياً ،،وعلى المقاومة الجنوبية
أن تعمل على تنظيم صفوفها عسكرياً والحفاظ على أسحلتها ومعنوياتها ورفع جاهزيتها
القتالية وان لا نغتر أو نركن لبعض الانتصارات الجزئية .
ثانيا: تأمين الأرض وحمايتها
ضمان
الحفاظ على ما تحقق من نصر وهو أمر يستلزم أولاً رفع اليقظة الأمنية المستمرة لتامين
وحماية المناطق المحررة وعدم السماح لأي أعمال أو ممارسات لخلق الفوضى من عنف ونهب
وسلب وتطرف وإقلاق لسكينة وامن المواطنين وحماية المنشئات والممتلكات العامة
والخاصة وهو أمر يتطلب حشد كل جهود الناس لتحقيق هذه المهمة التي تتطلب عودة كل
رجال الشرطة والأمن السياسي الجنوبيين العاملين في مختلف أجهزة وأقسام الشرط في
عدن وغيرها للقيام بواجبهم ودروهم الأمني في هذا الظرف الخطير والهام ورفد هذه
الأجهزة والأقسام بشباب المقاومة الجنوبية وتشكيل اللجان الأمنية في المدن والقرى لضمان
السيطرة وتامين مناطق الجنوب المحررة وبالفعل
فانه لا يمكن تحقيق هذه المهمة بمعزل ودون دعم وغطاء الحكومة الشرعية وقوات
التحالف من قرارات ومال ومعدات وإمكانيات مختلفة الخ ،، وما ينبغي التأكيد عليه
هنا هو ،، أن قدرة الجنوبيين على انجاز وتحقيق هذه المهمة سوف يرسلون رسالة مهمة
جداً للعالم مفادها أن الجنوبيين قادرون بالفعل
على أدارة مناطقهم وحمايتها وتوفير الأمن والاستقرار (أي قدرتهم على بناء دولتهم
المستقلة دولة النظام والقانون ) واعتقد انه آن الأوان للجنوبيين وهذا من حقهم ومن
ضمن مخرجات الحوار أن يديرون مناطقهم بأنفسهم ولا اعتقد بعد كل ماعانوه الجنوبيين
من بطش القوات الشمالية ان يقبل الجنوبيين لأي تواجد عسكري شمالي في مناطقهم أو أي
قائد أو مسئول منهم أكان عسكري أو مدني ، وان أبناء الجنوب الذين قاتلوا وقدموا
التضحيات لتحرير ارض الجنوب هم الأجدر بالدفاع عن الجنوب وحمايته ، الأمر الذي
يتطلب استيعاب كل شباب المقاومة الجنوبية رسميا في المؤسسات العسكرية والأمنية في
الجنوب .
ثالثا : أعمار الجنوب
أن عودة الحياة الطبيعة لعدن وبقية المناطق
المدمرة والمهجرة مهمة صعبة وتحدي كبير وهو أمر يتطلب خطة متكاملة تضمن توفير الكثير من الامكانيات
والمال ومتطلبات الحياة من مواد غذاء وماء وكهرباء وعلاج وتعليم وغيرها من الخدمات
وإعادة أعمار مساكن المواطنين والمنشئات والمرافق الحكومة والخدمية والاقتصادية الخ
،، وهو أمر لا يمكن للجنوبيين القيام فيه بدون أو بمعزل عن الحكومة الشرعية ودعم
قوات التحالف والمجتمع الدولي بل أن هذه المهمة هي مهمة الحكومة ومن أوليات عملها
ومسؤولياتها .
الخلاصة
هناك
جملة من المهمات الأخرى على مختلف الأصعدة تنتصب أمام الجنوبيين ومقاومتهم الباسلة
وبالذات في الجانب السياسي والإعلامي والثقافي وغيرها إلا أن هذه المهمات الثلاث
التي اشرنا إليها تشكل القاعدة التي يمكن الانطلاق على ضوئها لتحقيق جملة من
المهمات الأخرى اللاحقة أو المرتبطة في هذه المهمات الثلاث الأمر الذي ينبغي على
كل الجنوبيين عامة والمقاومة الجنوبية خاصة استيعاب أهمية وضرورة العمل مع الحكومة
الشرعية وقوات التحالف لانجاز هذه المهمات فلا يوجد أي
جنوبي عاقل يمكنه القول أن بإمكان الجنوبيين تحقيق أين من هذه المهمات الثلاث بمعزل وبدون
دعم وإسناد الحكومة الشرعية وقوات التحالف أكان ،، تحرير الأرض،، أو تأمينها ،، أو أعمارها ،،
وعلينا أن نعي جيداً أن ماتحقق من تقدم وانتصارات وبرغم الشجاعة والتضحيات التي
قدمتها المقاومة الجنوبية الباسلة ماكان له أن يتحقق ألا بعون وتأييد وفضل من الله
سبحانه وتعالى ،، ثم بدعم وإسناد قوات التحالف ،، ولذلك فان تحرير الأراضي
الجنوبية من قوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي والسيطرة عليها وتأمينها
وحمايتها هي المهمة الرئيسية الوطنية الماثلة اليوم أمام المقاومة الجنوبية وكل
الجنوبيين وبدونها لايمكن الحديث عن أي تطلعات مستقبلية للجنوبيين وهذه قضية ينبغي
ان يستوعبها الجميع جيداً وان يحرصون على توحيد كل الجهود والإمكانيات لتحقيقها وعلى
تقوية وتعزيز العلاقة بالحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي في هذه المرحلة
الحساسة والمفصلية في تاريخ الجنوب .
أبو وضاح
الحميري
صالح
محمد قحطان المحرمي 19
يوليو 2015م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق