السبت، 20 أبريل 2013

القيادة الفاشلة لا تصنع الانتصار




إن وحدة مكونات الحراك الجنوبي السلمي وتوحيد طاقاته وإمكانياته البشرية قد باتت ليست مطلباً جنوبيا فقط بل ومطلب إقليمي ودولي ومهمة وطنية تفرضها طبيعة ومتطلبات الثورة الجنوبية وحجم التحديات والمخاطر التي تواجه هذه الثورة والذي لن يتأتى للجنوبيين من التعاطي والتعامل الايجابي مع هذه المستجدات والتحديات دون أن يمتلك الجنوبيين إرادة سياسية وقيادة جنوبية موحدة .

لقد بذلت جهود ومساعي شتى طوال أكثر من ثلاث سنوات منذ لقاء النمسا وألمانيا ولقاءات بيروت والقاهرة المتكررة وجدة وعدن في محاولة لترتيب البيت الجنوبي وللحيلولة دون تفاقم الخلافات بين مكونات الحراك الجنوبي وللخروج برؤية سياسية وقيادة موحدة إلا انه ومع الأسف ومع كل سعي وبذل لتلك الجهود لترتيب البيت الجنوبي شهدت العديد من مكونات الحراك الجنوبي انقسامات وتقسيم المقسم وتجزئة المجزئ في إطار العديد من المكونات مثل تاج والمجلس الوطني ومؤتمر القاهرة والمجلس الأعلى ناهيك عن بروز وإعلان العديد من المكونات والتيارات الجديدة .

أن فشل تلك الجهود لترتيب البيت الجنوبي لم يكن بسبب الدور الذي تلعبه سلطة صنعاء والأحزاب اليمنية في اختراق الحراك وتغذية خلافات الجنوبيين وهو أمر وارد بل وبسبب تلك العقلية الجنوبية السلطوية الشمولية التي لم تتعلم من تجارب الماضي ودروسه المريرة وكذا في لهث وتسابق العديد من القيادات خلف مناصب وهمية ومكاسب مادية لعبت ولازالت تلعب دوراً سلبياً ومعرقلاً لكل جهد جنوبي صادق ومخلصاً لوحدة الجنوبيين ورص صفوفهم وغاب عن تلك القيادات التي تتزاحم وتتسابق على المناصب والمنصات وحجز الكراسي مبكراُ غاب عنها أننا شعب محتل وأن النضال ممكن أن يكون طويلاً لا سمح الله ولا نعلم من منا سوف يعيش ليشهد ذلك اليوم الذي يستعيد فيه الجنوبيين حريتهم ودولتهم المستقلة ، كما غاب عنها كذلك أن تجربة الجبهة القومية في تقاسم السلطة على أساس المقياس النضالي أمراً قد أثبتت التجربة فشلة وان الجنوب الجديد ستكون فيه السلطة للكفاءات العلمية وعبر صناديق الاقتراع .

أن العشوائية والفردية التي تحكمت وسادت في عمل ونشاط العديد من مكونات الحراك الجنوبي وخلافتها قد أوجدت أرضية خصبه للكسب والتكسب وتجارة مربحة لبعض تلك القيادات في الداخل والخارج باسم الحراك الجنوبي وعلى حساب القضية الجنوبية وبات مثل هؤلاء النفر المتكسبين يشكلون عائقا حقيقا أمام كل تقدم وكل جهد يبذل لوحدة الجنوبيين وترتيب البيت الجنوبي ومصدرا للخلافات وإفشال كل مشروع جنوبي يراد به وحدة الحراك والانتقال فيه إلى العمل المؤسسي المنظم ولعبت بعض تلك الأموال وبالذات التي ترسل لبعض تلك القيادات في اطار تلك التمترسات وكسب وشراء الولاءات دورا تخريبيا في تمزق وانقسام مكونات الحراك الجنوبي السلمي ونحمد الله أن الشارع الجنوبي وشباب الجنوب الأبطال واعيين لقضيتهم وحافظوا على تماسك وزخم الشارع الجنوبي وآبا شباب الجنوب أن ينجر خلف تلك القيادات الأسيرة لخلافاتها ونزواتها لتقسيم الشارع الجنوب وإلا لكانت الطامة الكبرى لا سمح الله .

إن من حقنا أن نتساءل ونسأل قيادات الجنوب في الخارج وفي مقدمتهم الأخوة علي البيض وعلي ناصر وحيدر العطاس وعبد الرحمن الجفري ومحمد بن عجرومه وعبد الله الاصنج وكل السلاطين وغيرهم من قيادات الخارج لماذا عجزت هذه القيادات عن إيجاد فريق عمل موحد للتحرك الخارجي وللعمل الإعلامي والدبلوماسي المنظم يواكب زخم الشارع الجنوبي ؟؟؟
 ولماذا لا يتوحدون ليوحدوا الجنوبيين إن كانوا بالفعل طلاب وطن وينشدون الحرية والاستقلال ؟؟؟؟؟

كما من حقنا أن نسأل قيادات الحراك في الداخل وفي مقدمتهم الأخوة حسن باعوم وعلي هيثم الغريب ومحمد علي أحمد والدكتور صالح يحيى والشنفرى وشلال وقاسم عسكر وبامعلم والعميد علي السعدي وحقيص والنوبة وشكري وغيرهم وهم كثر لماذا هذا الوضع من التمزق والخلافات التي تعصف بمكونات الحراك الجنوبي ؟؟
 ولماذا عجزوا عن العمل بروح الفريق الواحد ( ان كانوا طلاب وطن بالفعل ) وعن إيجاد آليات للعمل المشترك بدلا من التضارب والتشرذم وإحباط الناس مع كل موعد فعالية جديدة ؟؟؟؟
 لماذا لا يتوحدون إن كانوا فعلاً مناضلين ومشاريع استشهاد همهم وطن وهدفهم الحرية والاستقلال؟؟؟؟


إن القيادات التي لم تستطيع أن توحد نفسها وتنظم عملها وكانت ولازالت سببا لتلك الخلافات والانقسامات لا يمكن لأي جنوبي أن يراهن عليها لكي توحد الحراك والجنوبيين.

كما أن تلك القيادات التي كانت سبباً لمآسي وصراعات الجنوبيين وضياع الجنوب ولا زالت أسيرة لخلافاتها لا يمكن هي الأخرى المراهنة عليها لاستعادة الجنوب وبناء الجنوب الجديد القادم .

إن سياسة التلميع والتطبيل للرئيس الشرعي والزعيم الأوحد والقائد المغوار ينبغي لها ان تنتهي لأننا نريد حراكاُ جنوبياً يخدم قضية الشعب الجنوبي ، ونريد في نفس الوقت قيادات تخدم الحراك الجنوبي لا حراك لخدمة تلك القيادات والرموز ،
 إن ربط مصير ومستقبل الجنوب بهذا الرمز أو ذاك قد باتت تشكل عائقاً حقيقياً أمام تقدم مسيرة الحراك النضالية بل وتشكل هاجساً مقلقاً ومخوفاً لدى الكثير من الجنوبيين في ظل تمترس البعض وفي ظل الخطاب المخون والرافض للأخر وهي مؤشرات لا تجعل الكثير من الجنوبيين يثقون بتلك القيادات أو يطمئنون لها لبناء جنوب جديد يتسع الجميع ويحقق الأمن والحياة الحرة الكريمة للأجيال القادمة

 لقد آن الأوان لهذه القيادات الحبيسة لخلافاتها أن تتنحى جانباً ,,،، وان تفسح الطريق لشباب الجنوب المثقف المتعلم الصامد المناضل المرابط في ساحات الشرف والنضال لان يقود نفسه بنفسه وان يتحمل مسؤوليته التاريخية لقيادة وتأمين مسيرة الثورة نحو الحرية والاستقلال..


أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي        19 ابريل 2013م 

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

وداعاً يا شيخ جمال


                     

 
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى .........  أَنَّ الكَواكِـبَ في التُرابِ تَغورُ
ما كُنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِـكَ أَن أَرى   ..........  رَضوى عَلى أَيدي الرِجالِ تَسيرُ

شيع بعد ظهر اليوم الأحد 14 ابريل 2013م جثمان الفقيد الشيخ جمال ناصر ليواري الثرى في مقبرة أبو حربة بعدن عن عمر ناهز أل 43 عاما قضى جل وقته من هذه الحياة في طلب وخدمة العلم وأعمال الخير والبر والإحسان فمنذ أن كان طفلا هادئا مؤدبا شغوفا للعلم نزه نفسه وأبعدها عن ما يضره ويضر الناس ولم نسمع عنه أبدا انه أساء لأحد أو شتم احد أو اختلف مع احد ثم غادر منطقته مبكرا في سن لم يكمل ال16عاما من العمر طالبا للزرق وللعلم وهناك في السعودية وفي الحرم الملكي تحديداً في مكة المكرمة انتهل من العلم الذي نفعه ونفع به الناس واكتملت شخصيته الفاضلة ليعود إلى ارض الوطن داعياً لله ولأعمال الخير والبر والإحسان فعمل وساهم عن طريق الجمعيات الخيرية وأهل الخير من المقتدرين في كفالة بعض الأيتام والأسر الفقيرة وفي بناء المساجد مثل مسجد ظبه ومسجد جبل محرم ومسجد الإمام الشافعي في المنصورة الذي كان إمامه وخطيبة وغيرها من أعمال الخير التي جند الفقيد حياته لها والتي كان الفقيد لايبتغي من خلالها لا مدحاً ولا شكراً ولا جاهاً بل يبتغي وجه الله لوحدة
أما على الصعيد السياسي فقد انحاز لقضية شعبه مدافعاً عنها ومقارعاً شجاعاً للطغاة والمحتلين وعمل بتفاني وإخلاص من اجل وحدة الصف الجنوبي وكان من ابرز المشاركين والفاعلين في لقاء القاهرة الداعي لوحدة الصف الجنوبي

نعم رحلت عنا يا ولدي في وقت وظرف ما أحوجنا إليك والى أمثالك التربويين الأفاضل لننتهل ونتعلم من علمهم وفكرهم وأخلاقهم الحميدة وسلوكهم الحسن وسيرتهم العطرة
نعم رحلت عنا واهلك في يافع والجنوب في حاجة لأمثالك من الرجال الأوفياء الذين يصدعون بالحق ويقارعون الطغاة والمحتلين ولا يخافون في الله لومه لائم ،،
نعم رحلت عنا مبكراً ولم تشهد العرس الجنوبي الذي طالما وعملت على شحذ همم الجنوبيين لاستقباله
نعم كان فراقك صعباً علينا وترك في القلوب جرحًا وفي النفوس حزنًا وفي الواقع فراغاً ولكن عزائنا هو أن الأخلاق الحميدة والسجايا الطيبة التي غرستها في عقول ووجدان طلابك وزملائك باقية وان القضية التي جندت وكرست حياتك وقلمك وفكرك لها قد تقوى عودها وتصلب وباتت اليوم عصية يصعب كسرها أو إجهاضها وهي اليوم محصنة ومحمية بتضحيات ونضال شباب الجنوب وستنتصر أن شاء الله لأنها قضية عادلة تستمد شرعيتها من الحق والعدل الذي يمقت الباطل ويرفض الظلم

  نعم إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا لفراقك يا شيخ  جمال النقيب لمحزونون 
      ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربي "إنا لله وإنا إليه راجعون "  

أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان                             الاحد 14 ابريل 2013م  

الأربعاء، 10 أبريل 2013

البناء التنظيمي والثورة الثقافية الجنوبية


               
لقد نجح الحراك الجنوبي السلمي في استنهاض همم الجنوبيين حول قضيتهم الوطنية العادلة والمتمثلة في الرفض والمقاومة الشعبية لاحتلال نظام صنعاء للجنوب وبالفعل استطاع الحراك الجنوبي السلمي ان ينهض بالقضية الجنوبية لتصل إلى كل قرى ومدن الجنوب وتستولي على عقول وأفئدة الجنوبيين لتتحول إلى رأي عام جنوبي بل وفرضت نفسها بقوة على الرأي العام الخارجي العربي والدولي كقضية شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله بمعنى ان العمل الثوري في تحريض وتعبئة الشعب الجنوبي وكذلك الفعل الثوري نفسه قد تحقق بنجاح وأصبح من الصعب ثني او توقيف الثورة الشعبية التحررية الا ان العمل الثوري وحدة لايكفي لكي تستكمل الثورة مسيرتها التحررية ولكي تؤمنها من الانتكاسات والمخاطر ولبناء الجنوب الجديد دون ان يرافق العمل الثوري ويتكامل معه العمل التنظيمي والثقافي ،، ولذلك فقد آن الأوان للانتقال بالحراك الجنوبي إلى البناء التنظيمي بحلقاته المختلفة في مختلف قرى ومدن الجنوب والبدء بتشكيل مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي وهذا يتطلب بناء المنظومة السياسية الجنوبية من خلال استكمال فك ارتباط المنظمات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني مع صنعاء بحيث تكون جنوبية خالصة وكذا بناء المنظمات الجنوبية الجديدة وتشكيل اللجان الشعبية والمجالس الوطنية الأهلية في كل قرى ومدن الجنوب ،،
كما يتطلب كذلك ان يترافق هذا العمل التنظيمي مع القيام بعمل ثقافي وتربوي لتربية وترشيد الشباب وبناء الشخصية الجنوبية الجديدة المستنيرة والمتسلحة بأخلاق وقيم الثقافة العربية الإسلامية وهو الأمر الذي يتطلب تطوير وتفعيل تلك الجهود الطيبة التي يقوم فيها بعض المثقفين ورجال الدين من خلال عمل منظم وممنهج عبر تشكيل فرق العمل الثقافي في كل قرى ومدن الجنوب وكذلك تشكيل فرق مركزية من رجال الدين والمثقفين للنزول الى مختلف مدن وقرى الجنوب لإلقاء المحاضرات وتنظيم الدورات التخصصية لخلق وعي وطني جنوبي يستطيع أن يسير بالثورة بثبات ويحميها ويستطيع أيضا من بناء الجنوب الجديد الذي يتسع للجميع وينعم فيه الكل بالعدل والرخاء والحياة الحرة الكريمة
10 ابريل 2013م