الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

المؤتمر الجنوبي القادم المراهنة والتحدي




تتطلع أعين الجنوبيون صوب المؤتمر الجنوبي القادم ويعلقون أمال كبيرة على هذا المؤتمر لترتيب البيت الجنوبي ورص الصفوف للخروج من هذا الوضع الذي يعيشه الجنوبيون من التمزق والتشرذم الذي بعثر وشتت معه جهود وإمكانيات وطاقات الجنوبيين مما جعلهم عاجزين عن السير بثبات قدما في قضيتهم العادلة وكذا في الوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الجنوب أرضا وإنسانا والتي لولا هذه الفرقة لما تمكن نظام صنعاء من تسويق وتنفيذ مخططاته الرامية إلى محاولة إجهاض القضية الجنوبية والقضاء عليها أكان من خلال إشاعة الفوضى ولانفلات الأمني والفتن في مختلف قرى ومدن الجنوب أو في تحويل الجنوب إلى ساحة حرب لتصفية حسابات أقطاب السلطة المتصارعة في صنعاء تحت شعار الإرهاب والقاعدة التي يعلم الجميع أنها صناعة الأمن القومي وأداة من أدواته التي استخدمها الرئيس اليمني ويستخدمها منذ الوحدة عالم 90م لتصفية قيادات الحزب ودولة الجنوب السابقة وكانوا في مقدمة القوات الغازية على الجنوب في حرب 94م وهاهو اليوم يستخدمهم باسم ورقة القاعدة مجددا لإخضاع وإذلال الجنوب وتشويه سمعة أبناء الجنوب الذين اختطوا النضال السلمي وسيلة لاستعادة دولتهم وحريتهم ولابتزاز وترهيب الخارج .

إن الجنوب الذي يتعرض اليوم لمخطط تدمير يستهدف الإجهاز عليه وتحويله إلى منطقة مضطربة وغير مستقرة تسوده الفوضى بغية تحويله ليس إلى صومال أخر بل وافضع من ذلك .

لقد مكنت خلافات وتمزق الجنوبيين نظام صنعاء من اختراقهم ونشط وبشكل خطير لتغذية هذه الخلافات والتباينات وعمد على الزج بعناصره التي البسها ثوب الحراك الجنوبي السلمي لتشويه الحراك الجنوبي ومحاولة تفخيخه من الداخل وساعد غياب العمل المنظم عبر الهيئات والمؤسسات ،، وتعدد المكونات وتعدد المشاريع والرؤى وعدم وجود قيادة موحدة ،، كل ذلك ساعد نظام صنعاء من تلك الاختراقات وتمرير مخططاته التي أضعفت الحراك الجنوبي ومكنة النظام من تنفيذ مخططاته الأخيرة الرامية إلى تحويل الجنوب إلى ساحة حرب بالوكالة وجعل سكان الجنوب رهائن حرب وفرض حالة من الخوف والذعر والتجويع والتشريد والإذلال والفوضى وعدم الاستقرار في العديد من مدن وقرى الجنوب .

لقد بات وضع الجنوب اليوم أخطر مما يتصور المرء نتيجة للفوضى وشبه إنهيار وفقدان لمؤسسات الدولة وخدمات المواطنين من تموين وعلاج وكهرباء ووقود وامن وغيرها الأمر الذي ينذر بان القادم أخطر وأبشع والذي لايمكن للجنوبيين من مواجهته هذه المخاطر والتحديات بدون وحدتهم وبدون إن يقفوا صفا واحدا بمختلف توجهاتهم السياسية للدفاع عن أنفسهم وحماية الممتلكات وعلى الجنوبيون إن يعواجيدا إن نظام صنعاء لا يفرق بين احد منهم فعندما حاصر يافع وحاصر ردفان وحاصر الضالع وقصف ردفان والضالع والمعجلة وشبوه وحضرموت وعندما شرد أبناء جعار وأبين لم يفرق بين نساء ورجال ولا بين أطفال وكبار ولا بين وحدوي وانفصالي ولا بين مؤتمري وحراكي لان الجنوب كله أرضا وإنسانا هو المستهدف أولا وأخيرا فهل يفوق الجنوبيون من سباتهم ويقفون وقفة الرجل الحر الواحد ويذودواعن عرضهم ويحمون أطفالهم ومساكنهم وممتلكاتهم ويدافعوا عن الأرض التي أنجبتهم.

لقد بحة حناجر الناس وهي تناشد وتتوسل القيادات الجنوبية أن تتوحد وان تتحمل مسؤولياتها التاريخية ولازال يحذونا الأمل في أن تتجاوب هذه القيادات لإنقاذ الجنوب حتى لا نظل نتباكي على إطلال الجنوب ،، ولن نستطيع إنقاذ الجنوب إلا من خلال وحدتنا وترتيب البيت الجنوبي حتى نتمكن من مواجهة هذه المخاطر والتحديات لأنه لا عزة ولا كرامة ولا انتصار إلا بوحدتنا وبوحدتنا وحدها نستطيع ندافع عن شعبنا وان نحمي أرضنا وبوحدتنا تنتصر قضيتنا وبوحدتنا تتحطم على صخرتها كل المؤامرات وبوحدتنا نصنع المستقبل الواعد .

إن نجاح المؤتمر الجنوبي القادم في اعتقادي مرهون بتوفر عناصر نجاحه والذي ينبغي أن تتوفر في المتطلبات التالية :

أولا: تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف الأطياف الجنوبية المؤمنة بالقضية الجنوبية تقوم بالأعداد الجيد للمؤتمر وهي الشرط الأساسي والضمانة لنجاح المؤتمر .

ثانيا : أن ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار وهدف واحد وهو حق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه وان تعمل كل القوى السياسية بكل إمكانياتها لتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير .

ثالثا : أن تشارك في المؤتمر مختلف القوى الجنوبية المؤمنة بالقضية الجنوبية من سياسيين وشخصيات اجتماعية ورجال الدين والتجار ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والمرأة وان يعطى للشباب الأفضلية وأن يراعى تمثيل مختلف مناطق ومحافظات الجنوب والخارج .

رابعا : يقر المؤتمر رؤية جنوبية وميثاق وطني جنوبي يحدد الأهداف والمبادئ التي تتوافق عليها مختلف النخب والقوى السياسية الجنوبية وتعمل على هداها .

خامسا : تشكيل قيادة جنوبية توافقية يكون للشباب فيها النسبة الأكبر مع تشكيل مرجعية سياسية للجنوب من القيادات المجربة والشخصيات والواجهات الاجتماعية ألمعروفة والمشهود لها

الخلاصة:

إن حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه هو المشروع الحقيقي الذي يوحد الجنوبيين ويقنع الداخل والخارج وهو بالمقابل اختبار حقيقي لصواب مشاريع ورؤى القوى السياسية التي تعتقد أن مشاريعها تعبر عن تطلعات شعبنا ولذلك فانه ينبغي على مختلف القوى السياسية الجنوبية إن تعمل وتسخر إمكانياتها السياسية والإعلامية لتمكين شعبنا من ممارسة حقه في قول كلمته وفي صنع مستقبله واختيار طريقه دون وصاية أو فرض لأي مشروع أحادي الجانب ،، بل نريد مشروعا جنوبيا يوحدنا يتوافق عليه الجنوبيين ويلتف حوله مختلف شرائح وأطياف الجنوب ،، نريد مؤتمر يوحدنا لا مؤتمر يقسمنا ،،

إن الاختبار الحقيقي لكل هذه القيادات وللعقل الجنوبي هو في قدرتها على توحيد الناس خلف مشروع وقيادة جنوبية موحدة .

إن المسؤولية التاريخية إمام هذا المؤتمر يتمثل في انتخاب قيادة جنوبية شابة وعلى القيادات القديمة أن تسلم الراية لهذا الجيل وان يساعدوا بخبراتهم وان تظل القيادات السابقة والمجربة مرجعية للجنوب يتعلم منها الشباب .ولن نستطيع ان نحقق مثل هذا الانجاز التاريخي إلا إذا قلبنا مصلحة الجنوب على مصالحنا الذاتية وهزمنا وألجمنا الذات الجنوبية التي كانت سببا رئيسيا لكل مشاكلنا وهزائمنا ،،،.


الأربعاء , 21 سبتمبر, 2011

السبت، 17 سبتمبر 2011

الذاتية والقضية الجنوبية



 كانت ولازالت قضية الذات الجنوبية هي الداء الذي فتك ويفتك بالجنوبيين خلال تجربتهم الطويلة منذ عام 67م الى يومنا هذا وهو المرض العضال الذي لم تستطيع القيادات الجنوبية معالجته والتخلص منه  وهو فيروس لم يستطيع شبابنا ان يحصنوا انفسهم منه ،، وبرغم تلك الدروس والعبر المؤلمة التي دفع الجنوبيين فيها أثمان باهظة التكلفة من الدماء والضياع بسبب التناحرات والصراعات التي كانت نتيجتها في المحصلة النهائية ضياع الوطن وتقديمه على طبق من ذهب لسلطة صنعاء إلا إن الجنوبيين مع الأسف لم يتعلموا منها .

لقد خلقت لنا هذه الصراعات والتناحرات أعباء وجروح وأوجدت إرث ثقيل تمثل في مدرسة وثقافة التأمر وإقصاء وإلغاء الأخر بل وتخوينه وتكفيره وخلقت هذه الثقافة والتجربة مخاوف حقيقية وأزمة ثقة داخل الفريق الواحد وبين كل فريق وأخر تجسدت كلها في الصراع على السلطة وجعلت الجنوبيين حبيسي هذه الثقافة رغم إقدام الجنوبيين على عملية التصالح والتسامح لدفن صراعات الماضي وانتقاد صراعاته إلا إن الشيء المخيف إن هذه المدرسة الخاطئة لم تنحصر على الجيل السابق بل تجدها مع الأسف في الجيل الجديد المتمثل في الشباب والذي كان يفترض ان يكون خالي من تلك الثقافة حيث صار بعض الشباب أكثر تشددا وتمترس لهذه الثقافة وبشكل مخيف وهنا المشكلة والخوف من المستقبل.

  لم يتعظ الجنوبيون  وبالذات من يدعون القيادة او من نصبوا أنفسهم قادة ويتعلموا من تجارب الماضي برغم كل ماجرى ورغم كل تلك الدروس كما اشرنا بل ان المرء يلاحظ وكأننا نعيد استنساخ الماضي من تجربة الجبهة القومية وجبهة التحرير ومن عملية إقصاء وإلغاء شرائح واسعة من المجتمع تحت يافطة الخلاف السياسي والمشاريع السياسية رغم التبدل والتغير الذي حصل وانتهاء مرحلة الحرب الباردة والأحزاب الشمولية وانفتاح العالم على الديمقراطية والتعددية السياسية والحريات وحقوق الإنسان الخ ،، لكن مع الأسف تجد أننا  نرفع شعارات الديمقراطية والتعددية وقبول واحترام الأخر ونتغني بها قولا ونرفضها سلوكا وممارسة  .

فلم تستطيع القيادات الجنوبية القديمة إن تتخلص من هذا الإرث ولم تستطيع كذلك القيادات الشابة كما اشرنا تحصين نفسها من هذا الداء وللأمانة كان لقيادات الخارج وبالذات مانطلق عليها القيادات التاريخية دورا سلبيا في انتشار هذا المرض بل لقد ظلت هذه القيادات مشدودة وحبيسة لخلافات الماضي ولم تتسامح مع بعضها البعض رغم تسامح شعبنا معها وتجديد ثقته بها مجددا والذي كان يعلق أمال عليها بأن تقوم بواجبها تجاه الجنوب لتساهم في إخراجه من هذا الوضع التي كانت هي سببا رئيسيا فيما نحن فيه اليوم ولم تبذل هذه القيادات جهود حقيقية لتوحيد جهودها وتوحيد الجنوبيين مع إننا لا ننكر الجهود والدور التي تقوم فيه في سبيل القضية الجنوبية والذي كان يمكن ان يكون أكثر فعالية وتأثير لو ارتقى للفكر وللعمل الجماعي الموحد الذي يوحد ويرص صفوف الجنوبيين خلفه.

الإشكالية الحقيقية ان الجنوبيين لم يستطيعوا ان ينتجوا او يوجدوا قيادة شابة بديلة ليس هذا فحسب بل لازالوا مشدودين ومربوطين خلف هذه القيادات المسماه  بالتاريخية  فلا الصف الثاني من قيادات الاشتراكي وكادر دولة الجنوب السابقة اوجد البديل ولا القوى الأخرى من سلاطين ورابطة وتحرير وأحزاب وقوى سياسية أخرى وتجار وغيرهم برزت قيادة بديلة قادرة ان تقود الجنوب وتفرض نفسها على الساحة والمشهد السياسي بل وتجد مع الأسف ان هذه القوى قد انقسمت وتمترست نفسها خلف هذه القيادات تحت مسميات جنوب عربي ويمن وقوى استقلال وفدراليين الخ ،،

 إن الصراع الجنوبي بالأمس واليوم في جوهره وغالبيته صراع ذاتي يتمحور حول السلطة وان غلف تحت يافطات وشعارات وتسميات مختلفة تقدمي ورجعي ويسار ويمين ورجعي  وطغمة وزمرة وبين فدراليين وقوى استغلال وأصحاب الجنوب العربي وأصحاب جمهورية اليمن ،، وقد لا يتفق معي البعض إن نوصف خلافات اليوم بهذا الوصف لكني اجزم أنهم سيتفقون معي غدا ،، كما يتفقون معي اليوم على توصيف ذلك على صراعات الماضي ولا يعني هذا أنها لا توجد قضايا وطنية تناضل الناس من اجلها وتختلف حولها أو انه لا يوجد أناس وطنيون ومخلصون يحبون الوطن ويناضلون من أجله واذا كان هناك من صراع حقيقي يستحق ان نخوضه هو بين أصحاب الخير ودعاة الشر ،، بين أناس مخلصين يريدون ان يعملون ويخدمون الوطن وبين من يريدون ان يوظفون الوطن والنضال والثورة لمصالحهم الخاصة ولا يوجد أي حزب او تنظيم او مكون خالي من المخلصين او خالي من المتمصلحين والمسترزقين  .

إن الفرز المطلوب اليوم والصراع المطلوب ينبغي ان يكون بين فريقين ،، بين طلاب وطن ومناضلين يناضلون من أجل خدمة وطن والدفاع عنه وبين طلاب سلطة ومرتزقة يناضلون من اجل مصالحهم الخاصة ويسخرون الوطن والثورة لخدمة مصالحهم وكانوا ولازالوا سبباً لكل تلك الصراعات والإشكاليات التي يعاني منها الحراك الجنوبي  يتمثل ذلك  في عدم قدرته لإيجاد فرز واضح بين هذين الفريقين حتى يستطيع الحراك ان يطهر نفسه وان يشق طريقه قدما بقيادة ورؤية موحدة رغم انه بالإمكان فرز مثل هذه النوعيات من خلال تقيم ممارساتها وأفعالها وسلوكها وقياسها لمصلحة من ، وهل تخدم الجنوب ؟؟

واعتقد انه قد آن ألأوان إن يعطى  للشباب المثقف المتعلم حقه في صنع مستقبله بنفسه وفي قيادة الجنوب وان واجب القيادات القديمة ان تساعد هولاء الشباب وان تكون لهم مرجعية وسند لا أن تكون كابح إمامهم وحجر عثرة ولذلك فان مهمة المؤتمر القادم هو إبراز قيادة شبابية جديدة تتحمل مسؤوليتها التاريخية في قيادة الجنوب نحو مستقبل أفضل .

لقد أن الاوان لطلاب الوطن ان يتوحدوا  ،، وآن الاوان لشباب الجنوب أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية الكبيرة وليحملوا قضيتهم بجد ومصداقية وإخلاص  ..


                 2011/9/17م