الجمعة، 15 أبريل 2011

آيـة الله علـي السنحانـي


           

 لم يكفي ويكتفي طاغية اليمن أن ظل جاثماً على أنفاس الشعب اليمني  طوال 33عاما ذاق  اليمنيون  وتجرعوا في عهده  الذل والمهانة وتحول اليمن السعيد بفضل نظامه الفاسد الى اليمن التعيس وحول بلد الأيمان والسلام الى بلد الفوضى لا يؤمن المرء فيه على نفسه وماله وبفضل قيادته الرشيدة أصبحت اليمن تحتل المرتبة الأولى بين بلدان العالم في الفقر والبطالة والجهل والتخلف والفوضى والفساد الخ ،، الخ ،،  وأصبحت اليمن تنهشها الأمراض الفتاكة والأمية والمجاعة وسؤ التعليم والصحة وانعدام الخدمات والحروب والفتن التي يصطنعها هذا الطاغية ويتفنن  ويتمتع بها في اللعب والرقص على رؤؤس الثعابين من حين لأخر إضافة الى إغراق مناطق وقبائل اليمن في فتن وثارات قبلية اشغل الناس فيها حتى لا يلتفت أحد لجرائمه وفساده ولما يقوم به من نهب وسمسرة بأراضي وثروات اليمن ولما الحق بسمعة اليمن واليمنيين ليس هذا وحسب بل وحول اليمن إلى قاعدة وترانزيت لتجارة وتهريب السلاح والمخدرات وتجارة الأطفال وأصبح اليمن مصدر قلق وإزعاج للجيران والعالم وجعل من اليمن بلد الأيمان والسلام وكراً  وملاذاً   لعناصر القاعدة ولقراصنة البحر الذي رعاهم ووظفهم كتجارة مربحة لابتزاز الجيران والغرب ولتخويفهم للسكوت عليه  وغظ الطرف عنه وهو ما يتبين في مواقفهم المتذبذبة من القضية الجنوبية وثورة الشباب  .
 لقد زايد كثيراً على الوحدة اليمنية التي أستغل فيها طيبة الجنوبيين الذين اندفعوا إليها بغباء وقناعة ليوقعهم في فخ فقدوا بسببها كل شيء وأصبحوا غرباء في وطنهم وأذاقوا من هذا الطاغية منذو حرب 94م كل أشكال وأساليب البطش والذل والقمع والتنكيل وحول الجنوب كله الى مزرعة خاصة وغنيمة حرب ومارس الانفصال الحقيقي بأبشع صورة ،، وأوصل الجنوبيين الا أن يلعنوا اليوم الذي توحدوا فيه والى كرههم لكلمة الوحدة التي لم يرون منها الا الذل والمهانة .
 أمام كل هذه الآفات لهذا النظام المتهالك الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وبعد أن نهض الشعب اليمني وبالذات أخواننا الشماليين من سباتهم وأدركوا أخيراً أن هذا الطاغية الذي زايد كثيرا على الانجاز الوحدوي أدركوا أن اليمن ليس يسير باتجاه انفصال الجنوب  فقط بل أن اليمن سيتمزق  لأكثر من دولة فهو كان سبباً وصانعاً لكل الحروب الستة التي كان يشعلها ويطفئها باتصال هاتفي مع الحوثيين التي راح ضحيتها الآلاف من الجنود والمدنيين الابرياء  ودمرت قرى بكاملها ونزح مئات الآلاف ،، وأدرك اليمنيون  أخيراً أن هذا الطاغية يسير باليمن الى الهاوية بل الى أخطر مما هو في الصومال لانه أوصل اليمن واليمنيين بهمجيته وسياساته القمعية وخلق وافتعال الأزمات والحروب الى الهاوية ،، فكل هذه الأزمات والحروب والآفات هي من صنعه وإنتاجه وهي أدواته التي يسترزق بها ويبتز بها الآخرين ويخوفهم وتساعده على البقاء والتشبث بكرسي الحكم .
 لم يكتفي هذا الطاغية بكل بما تسبب به للشعب اليمني من ألام وجروح ولم تكفيه الدماء التي أزهقها وما تكبده هذا الشعب من ظلم وجوع ومآسي وجراح الذي حوله الى شعب متسول في الداخل والخارج لم تكفيه كل تلك المعانات والأمراض التي تفتك بهذا الشعب المقلوب على أمره لم يكفيه كل ما نهب وسرق وافسد لم تكفيه 33عاما من البطش والنهب والسرقة والمتاجرة بدماء وسمعة وارضي وسيادة اليمن  .
 لم يصح  من نومه ويتعظ ممن سبقوه منن الطغاة وكيف كانت نهايتهم غير مكترث ومبالي لأصوات الملايين من أبناء الشعب اليمني في كل ربوع اليمن وهي تردد كلمة واحدة كالزلزال أرحل أرحل .
 لم يتعظ هذا الطاغية ويعي ان الشعب الذي خرج اليوم للشارع لا يمكن أن يرجع او يتراجع الا بعد رحيله برغم كل أشكال وأساليب القمع والإرهاب والترهيب التي مارسها ويمارسها إعلاميا وسياسيا وعسكريا هذا الطاغية لقمع الشعب ولم يعي أن هذه الأساليب قد مارسها قبله زين العابدين وحسني مبارك ومن  دون جدوى .
 لم يستمع لكل المناشدات من رجال الدين في اليمن وخارجه ولم يستمع لكل المناشدات الدولية بما فيها المبادرة الخليجية التي تنص على رحيله   فحاول هذا الطاغية ان يوظفها لصالحة من خلال استبدال مطلب التنحي إلى مطالبته بنقل الصلاحيات لنائبة بحيث يبقى هو الزعيم الروحي الذي يشرف على نقل السلطة والحفاظ على اليمن ووحدته  تحت ذريعته الواهية  بعدم وجود  الأيادي الأمنة ولذلك لابد من بقائه حتى تولد مثل هذه اليد الآمنة إن ولدت ولان اليمن أذا تخلى عنها الرئيس الصالح بدون توفر هذه اليد ألأمنه ستتفجر قنبلتها الموقوتة الذي ظل 33 عاما ماسك لصمام أمانها حتى لا تنفجر .
 باختصار ،،، أن هذا الطاغية يريد ان يقول لنا ليس كما قال القذافي انا زعيم الثورة ولست رئيس ،، بل يقول لنا الرئيس الصالح انا اليمن ولا يمن بدوني ،، وأنا الوحدة ولا وحدة بعد رحيلي ،، وأنا الأمين المؤتمن،، وأنا حاميها من القاعدة .
 يريد أن يقول لنا الرئيس الصالح ويقنعنا انه ينبغي أن يظل الزعيم والأب الروحي الذي تتوجب علينا له الطاعة العمياء بعد أن يتكرم مشكوراً بالتنازل لنقل صلاحياته لنائبه ،، أنه أية الله اليمن ،، علي السستاني ،، ( السنحاني ).
 وينسى هذا الطاغية أن أشرف وأنبل وأعدل وأكرم خلق الله صلى الله عليه وسلم قد مات ولم تموت ألامه بعده ولم ينتهي الكون والإسلام واستمرت الحياة وبقية الدنيا وهي باقية ألا أن تقوم الساعة ،، فما بالك برحيل طاغية ظالم فاسد أليس اليمن بدونه سيكون أمن وأجمل وأفضل ؟؟؟
 أم يريد أن يقول لنا هذا الطاغية كما قال فرعون أنا ربكم الأعلى   .. ولا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد فجعله الله أية وعبرة لمن لا يعتبر .

أخيرا نختتم في هذا البيت  .....  للشاعر المرحوم المحضار
مالك ومال الناس ياعامر  .....   الكون مهما تدعي معمور


      15/ابريل 2011م

الأربعاء، 13 أبريل 2011

إستقرار اليمن بحـل القضية الجنوبية

إن إسقاط النظام كما سبق لي أن أشرت في مقالة سابقة بعنوان ( إسقاط النظام لا يسقط القضية الجنوبية ) لا يعني بأي حال برغم مشاركة ودعم الكثير من الجنوبيين في ثورة الشباب لا يعني من أن القضية الجنوبية قد حلت أو أن تسقط  بإسقاط النظام كما يحاول البعض أن يسوق لذلك  لان القضية الجنوبية لا تسقط ولا تحل ألا بحلها حلا سياسي عادلاً  يرضي الجنوبيين ويؤمن مكانتهم ومشاركتهم الفاعلة في السلطة والثروة وفي تسيير وإدارة شون مناطقهم ويعيد لأبناء الجنوب كرامتهم وحريتهم في وطن يمتلكونه لا غرباء في وطنهم  .
 لا أحد يزايد على وحدوية الجنوبيين ولا أحد ينكر أن الجنوبيين قدموا للوحدة ما‪ ‬لم يقدمه أخوانهم الشماليين ولا أحد ينكر أن الجنوبيين قد تعرضوا للغدر والخيانة ودفعوا ثمنا غالياً لهذه الوحدة التي تم اغتيالها في حرب 94 وبرغم كل ما تعرض له الجنوبيين من هذا النظام القمعي الفاسد من قتل وملاحقات وسجون وظلم واستبداد ونهب وسلب لأراضي وثروات الجنوب وتدمير دولة الجنوب السابقة وتحويل الجنوب إلى غنيمة حرب ،، برغم كل هذا هب الجنوبيين اليوم لدعم وإسناد ثورة شباب اليمن التواق للحرية والخلاص المطالبة بإسقاط نظام القمع والاستبداد وهو دليل يثبت صدق نوايا الجنوبيين ويكشف زيف وبطلان كل ما يروج له ويسوق له نظام صنعاء تحت شعار ثقافة الحقد والكراهية التي حاول من خلالها زرع الشقاق والعداء بين المواطن الشمالي والمواطن الجنوبي أكان من خلال استهداف بعض المواطنين الشماليين وممتلكاتهم وإلصاق تلك الأفعال بالحراك والجنوبيين  أو في قمع وتنكيل الجنوبيين واستفزازهم تحت مبرر الحفاظ على الوحدة وشعار الوحدة أو الموت .
 لقد خلقت ثورة شباب اليمن اليوم مناخات جديدة وواسعة ورحبة  ولطفت الأجواء المعكرة التي خلقها نظام طاغية اليمن بممارساته وسياساته التي جسدت الانفصال الفعلي بمختلف أشكال صوره ،، كما أوجدت هذه الثورة إمكانيات فعلية لمد جسور جديدة من التواصل لترميم واستعادة العلاقات اليمنية جنوباً وشمالاً الذي دمرها هذا النظام وشطر النفوس والقلوب أكبر واخطر مما كان عليه الوضع ما قبل الوحدة عام 90م .
لقد أبطلت هبة شباب أبناء الجنوب في هذه الثورة مخططات ومزاعم وأطروحات نظام صنعاء التي حاول من خلالها وأد وكبح ثورة شباب أبناء الشمال وتخوفهم بانفصال الجنوب أذا ما اسقط نظامه كما أسقطت ثورة الشباب في نفس الوقت فزاعة الحوثيين الذين انخرطوا بقوة في هذه الثورة .
 إن المناخات الجديدة التي خلقتها ثورة الشباب كما اشرنا تتطلب من قيادات ثورة الشباب ومن قيادات أحزاب المشترك والقوى السياسية الأخرى وتحديداً الشمالية منها حكمة وقدرة في التقاط واستقلال هذه الأجواء وهذه الفرصة التاريخية التي تشكلت لإعادة الثقة بين المواطن الشمالي والجنوبي وإعادة مد جسور التواصل والمحبة والتي تمثلت ابرز معالمها في إصطفاف اليمنيين من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وهي أجواء وفرصة لا يمكن لها أن تدوم أو أن تستمر بعد إسقاط نظام صالح بدون الاعتراف بالقضية الجنوبية وحلها  بمعالجة الجراح والسياسات الخاطئة والانتهاكات والجرائم التي مارسها وارتكبها نظام الصالح وكانت ولازالت سبباً لما وصلت إليه الأمور مع الإقرار بان الكثير من هذه الأزمات والمشاكل المصطنعة أو المركبة قد ارتبطت بهذا النظام الذي سوف يوفر رحيله أمكانية لحلها ورحيلها معه ولذلك فان هذه المعالجات تتطلب توفير أرادة سياسية شجاعة لحلها لتنتقل باليمن واليمنيين إلى مرحلة جديدة  لبناء مستقبل جديد آمن لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً وتتمثل أبر هذه الضمانات والمعالجات في  :-
1-   إقامة نظام وطني برلماني يستوعب الجميع ويؤمن مشاركة الكل باعتبار الوطن ملك ومسؤولية الجميع يؤمن ويحقق هذا النظام قيام دولة مدنية حديثة دولة النظام والقانون والعدل والمساواة وإطلاق الحريات وضمان حقوق الإنسان لأنه بدون توفر دولة النظام والقانون لا يمكن الحديث عن تحقيق تطلعات اليمنيين في تأمين مستقبل أمن ومزدهر والقيام بإصلاحات حقيقية أو حل تلك الأزمات والمشكلات التي خلفها وخلقها نظام الصالح ويأتي في مقدمة هذه القضايا حل القضية الجنوبية .

يمكن تلخيص أهم وابرز الاستحقاقات والمهمات العاجلة الملحة أمام دولة النظام والقانون الجديدة في اليمن في الأتي :
‪ ‬
أ‌-      الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية عادلة باعتبار إن  الوحدة التي أقيمة في عام 90م هي وحدة سياسية تمت بين دولتين على أساس الشراكة وان الحرب قد أسقطت هذه الوحدة وقضت على هذه الشراكة وعلى الأخوة الشماليين والنظام الجديد الإقرار بان القضية الجنوبية هي قضية شعب  له دولته وتاريخه وهويته  وليس كما يسوق البعض بعودة الفرع للأصل وبواحدية اليمن وعلى أخواننا الشماليين الإقرار بان ما هو موجود اليوم على أرض الجنوب وفي التعامل مع أبناء الجنوب ليس وحدة وان الوحدة قد تم القضاء عليها في حرب 94م من خلال إقصاء الشريك الجنوبي وتحويل الجنوب إلى غنيمة حرب ولذلك فان هذه ألازمة ستظل بعد سقوط النظام قائمة  ويكون حلها من خلال الجلوس على طاولة الحوار مع الجنوبيين وفي مقدمتهم قيادات الحراك الجنوبي وكذا بقية الأطراف الجنوبية الأخرى لحل القضية الجنوبية حلاً سلمياً شاملاً يرضي الجنوبيين على إعتبار أن القضية الجنوبية هي المفتاح لأزمات اليمن وضمانة لأمن واستقرار مستقبل اليمن القادم وبدون حلها لا يمكن لليمن أن يستقر وسوف يستمر الجنوبيون  في نضالهم السلمي من اجل قضيتهم السياسية العادلة وأرضهم وحريتهم مهما كانت التضحيات ومهما كانت التحديات .
‪ ‬
ب‌-  حل مشكلة الحوثيين حلا عادلاً بما يعيد لهم حقوقهم ويؤمن لهم المشاركة الفاعلة في السلطة ومعالجة كل الآثار الناتجة عن هذه المشكلة وما تسببت  فيه السلطة بحروبها السابقة .
‫ ‬
ت‌- إجتثاث منابع التطرف والإرهاب وتطهير اليمن من عناصر القاعدة التي ظلت احد أوراق الابتزاز والترهيب التي أستخدمها طاغية اليمن .


ث‌-  المعالجات المسئولة لكل مشاكل وأزمات اليمن بما يضمن الانتقال باليمن واليمنيين في أطار دولة النظام والقانون إلى مجتمع مزدهر ومستقر من خلال معالجة قضايا الفقر والبطالة ومحاربة كل أشكال الفساد في الدولة والمجتمع والقيام بإصلاحات حقيقية .

أبو وضاح الحميري          12ابريل 2011م

السبت، 9 أبريل 2011

يمن جديد بثقافة جديدة




وفي أسى مقلتيها يغتلي »يمن« = ثان كحلم الصبا... ينأى ويقترب ( الشاعر عبد الله البردوني )
 يتشكل اليوم بفضل شباب اليمن التواق للحرية ولحياة حرة كريمة ،، بفضل أولئك الشباب الواعي المثقف من طلبة الجامعات والكليات ومن أساتذة الجامعات والمحامين والأدباء والسياسيين بفضل ثورة الشباب المباركة يتشكل يمننا جديدا يخلق من رحم هذه الثورة المباركة بعد معانات طويلة من الآلام والفتن والأزمات والحروب والإرهاب والتنكيل والفقر والفساد والفوضى والجهل والتخلف التي كانت كلها نتاجا لنظام مريض رمى بكل هذه الأمراض والآفات على هذا الشعب الذي أذاقه الويلات وتجرع مرارتها على مضض لسنوات طويلة وتفجر اليوم كالبركان ليقذف بهذا النظام  وآفاته بعيدا .
 اليوم ينتفض هذا الشعب بقيادة الشباب الأحرار ليضعون نهاية لكل هذه المعانات والأزمات ولكل تلك الممارسات والسياسات القمعية التي أوجدها هذا النظام وأدخل اليمن واليمنيين في نفق مظلم وكبد الشعب كثيرا من الخسائر والجراح والدماء والتخلف والعوز والمعانات التي دفع ثمنها غالياً من دمه ومن أمنه واستقراره ومن حياته وأحلامه .
 اليوم يثبت شباب اليمن أن اليمن ليس كما يصوره هذا الطاغية وأن اليمنيين ليسوا كما ينعتهم هذا الطاغية بالفوضى والإرهاب والعنف والتخلف وأنهم لا يعرف غير لغة السلاح  وان اليمن قنبلة موقوتة تشكل تهديدا للشعب وللجيران وللاستقرار العالمي يمكن لها أن تنفجر أذا تخلى عن السلطة هذا الطاغية وان اليمن سيكون وكر وملاذ للقاعدة وللعصابات وسوف يتقسم إلى دويلات والى صومال جديد بدونه ،،  لذا فان شباب وشعب اليمن يردون على هذا الطاغية ويقولون له وللعالم أن كل هذه الفزاعات هي من إنتاجك وان كل هذه الآفات هي من صناعتك وهي أسلحتك التي تخوف بها الخارج للسكوت عن جرائمك ولدعم بقائك على الكرسي وهي في نفس الوقت الوسائل والتجارة القذرة التي تبتز بها جيرانك وأوربا وأمريكا.
اليوم الشعب اليمني المدجج بالسلاح والذي يمتلك أكثر من خمسون مليون قطعة سلاح يتخلى عن سلاحه وينزل للشوارع بدون السلاح التقليدي ليمتشق سلاح أخر هوالنضال السلمي وهم يرددون سلمية سلمية ،،
 تخيلوا الإنسان اليمني الذي كان لا يفارق سلاحه لحظة واحدة حتى أن يترك سلاحه في صعده أو مأرب أو عمران وغيرها وينزلوا إلى صنعاء إلى ميادين الحرية عزل بدون سلاح ليواجهون آلة القتل بصدورهم العارية ليثبتوا لهذا الطاغية وللعالم إن هذا الشعب يرفض العنف ويرفض الاحتكام للسلاح ويؤمنون بسلاح أمضى وأقوى وهو النضال السلمي لانتزاع حقوقهم ويسقطون بصدورهم العارية وبالكلمة التي تنطلق من حناجرهم كالزلزال ،، ارحل،،  هذا الطاغية ونظامه القمعي الفاسد المدجج بالأسلحة الثقيلة ومختلف أدوات القتل والقمع والتنكيل.
 ما أروع وما أجمل اليمنيين وهم بدون سلاح وهم يستعيدون تاريخهم وأمجادهم وحضارتهم العريقة وعروبتهم الأصيلة ويقولون لهذا الطاغية نحن يمن الأيمان والحكمة ونحن من نصر الإسلام ونحن أصل العروبة ،، ولذلك فان هذه الثورة لا تستهدف إسقاط هذا الطاغية ونظامه الفاسد بل أنها تغير العقول وتؤسس لثقافة جديدة ومجتمع جديد خالي من السلاح وينسجون فيه أروع العلاقات الأخوية بين مختلف شرائحه وقبائله لتختلط دمائهم في ساحات الحرية من كل قرى ومدن اليمن ليس من أجل الثار ولا من اجل الدفاع عن هذا الطاغية بل من اجل صنع يمن جديد يمن الحرية والعزة والكرامة ما أجملهم وهم يجسدون بتآزرهم وتعاضدهم القيم والأخلاق الرفيعة لديننا ولعروبتنا الأصيلة والثقافة الإنسانية التي تحترم الإنسان وحريته.
 نعم يقولون لهذا الطاغية ارحل وسوف نبني يمن ثان جديد بدون حروب بدون إرهاب بدون فساد بدون فتن بدون عصابات التهريب وتجارة المخدرات والسلاح والأطفال وبدون قراصنة البحر ،، يقولون له أرحل وسوف نبني يمن جديد بثقافة جديدة قائمة على قيم ديننا العظيم على التسامح والمحبة وعلى النضال السلمي والحرية والسلام ،، يمن ينعم فيه الكل بالحب والسلام والسعادة في دولة مدنية جديد تحقق العدل والمساواة يستعيد فيه اليمن واليمنيين مكانتهم ودورهم وكرامتهم وأمجادهم.
 ما أجمل تلك المناظر الربانية المهيبة تلك اللحظات التي يؤدي فيها الملايين الصلاة الجماعية في ميادين الحرية ويرفعون أياديهم للسماء تضرعا لله ،، لذا نقول لشبابنا اصمدوا ورابطوا حتى يرحل هذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،، ونقول لهم حافظوا على هذه الوحدة الوطنية التي تشكلت وعلى هذه الثقافة الجديدة ثقافة النضال السلمي ثقافة التسامح والتآخي ،، وتمسكوا بأهداف ثورتكم المتمثلة بقيام نظام وطني حر يحقق دولة النظام والقانون ينعم فيها الجميع بالعدل والمساواة والحرية والشراكة ،،  واعلموا جيدا أن هناك تحديات وصعوبات شاقة تنتظركم بعد رحيل الطاغية الذي افرغ البنوك ونهب الثروات وخلق للنظام الجديد مشاكل كبيرة ومتعددة ولتكن القضية الجنوبية في أولويات دولة اليمن الجديد لحلها بما يرضي الجنوبيين ويعيد لهم الحرية والكرامة ،، وتمسكوا بقيم ديننا العظيم وبالاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى وكونوا  مع الله يكون الله  معكم وينصركم ويثبت أقدامكم انه نعم المولى ونعم النصير.

                   9 ابريل 2011م