*الميثاق الوطني الجنوبي ،،*
((رؤية تطمئن الجميع وتبدد المخاوف وتعيد الثقة بين الجنوبيبن ،))
لقد كانت و لازالت قضية السلطة سبباً رئيساً لكلِ صراعات الجنوبيبن قديماً و حديثاً منذُ عشية الاستقلال نوفمبر 67م من اقتتال الجبهة القومية و جبهة التحرير ثم أقطاب الجبهة القومية والحزب الاشتراكي نفسه و هذه الصراعات هي التي قادت إلى تمزيق الجنوبيين واضعافهم و التي كانت في محصلتها ضياع دولة الجنوب و تقديم الجنوب ارضاً و انساناً على طبق من ذهب لحكام صنعاء و برغم مرارة الدرس و هول الكارثة و تكلفته الباهضة لم تتعظ و تتعلم القوى السياسية الجنوبية منه مع الأسف فقد ظل هوس و طمع السلطة هاجس يخوف ويغلق الكثير من عملية التفرد و الوصاية بالسلطة و اقصى و الغاء الآخر و تخوينه حتى ونحن بالشارع، و خلقت عملية التفرد والاستحواذ بالسلطة والغاء وتخوين الآخر بالفعل ازمة ثقة حقيقية بين كل القوى السياسية الجنوبية و تجسد ذلك من خلال تصارع مكونات الحراك الجنوبي على الزعامة والتسابق على المنصات و مكبرات الصوت في محاولة الحجز المسبق لكراسي سلطة الجنوب التي لا زالت في علم الغيب، وظل هذا الخوف وأزمة الثقة من هوس السلطة وعملية التفرد و الوصاية عائقاً و كابحاً أمام أي تقدم للأمام او في أي محاولة لتوحيد مكونات الحراك الجنوبي السلمي رغم أنها تناضل من أجل نفس الهدف و ترفع نفس الشعار- شعار الحريه والاستقلال وفك الارتباط-، و لازلنا حتى اليوم نعاني من ازمة الثقة هذه و نحمل هذه المخاوف من عملية التفرد والوصاية والغاء واقصاء وتخوين الآخر الامر الذي يحتاج إلى أن تتوافق فيه مختلف القوى السياسية الجنوبية على رؤية مستقبلية تبدد هذه المخاوف و تطمئن الجميع و تعيد الثقة فيما بيننا كجنوبيين بأن الجنوب لكل وبكل الجنوبيين و أنه لا مكان فيه للتفرد بالسلطة و اقصاء الآخر و هذه الرؤية تتمثل في توافق القوى السياسية الجنوبية على *الميثاق الوطني الجنوبي* الذي يحدد أسس ملامح الجنوب القادم و الثوابت الوطنية و المبادىء و القواسم المشتركة التي تحكم الجنوبيين و يحتكمون لها جميعا،
لذلك فإننا نجدد هنا دعوتنا للأخوه في لجنة الحوار و قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الإسراع في إنجاز هذه المهمة الوطنية الجنوبية النبيلة المتمثلة في إنجاز الميثاق الوطني الجنوبي و اقراره من قبل كل القوى السياسية الجنوبية على طريق بناء و ترتيب البيت الجنوبي المحمي والقوي بوحدة و تماسك كل القوى و النخب السياسية الجنوبية و التي تشكل وحدتها الشرط الرئيسي الأول لتأمين مسيرة النضال وإنتصار القضية الجنوبية و هي في نفس الوقت اي وحدة الجنوبيين الصخرة المنيعة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات أعداء الجنوب ،،
نشد على ايادي اخواننا في قيادة المجلس الانتقالي ولجنة الحوار مرة أخرى ونطالبهم في الإسراع في إنجاز هذه المهمة الوطنية النبيلة،و الذي اذا ما انجزت هذه المهمة النبيلة سوف يسجلها التاريخ في انصع صفحاته لقيادة المجلس الانتقالي ولكافة القوى السياسية الجنوبية بل ولهذا الجيل كلة،،
الجنوب عانا وشعب الجنوب على قول التونسي هرم وتعب و يستحق منا شعباً ووطناً ان نتازل لبعضنا البعض عن ذاتياتنا و أن نترفع عن الصغائر ونكبر بالفعل بكبر و عظمة الجنوب و تضحيات شعبنا و احلام أولادنا و احفادنا في حياة أفضل، في جنوب حر مستقل يتسعنا جميعاً ، في ظل دولة جنوبية تحقق لشعبنا وللجيل القادم الحياة الحرة الكريمة،،،
اللهم احفظ الجنوب واهله وولف بين قلوبهم،،،
عميد صالح محمد قحطان المحرمي
6 سبتمبر 2022م