الجمعة، 27 يونيو 2014

الحراك الجنوبي ،، والشعارات الخاطئة




جرت العادة المتعارف عليها ان الشعارات وان كان فيها نوع من المغالاة او الحماسة الا أنها دائما ماتعبر عن ترجمة للأهداف والغايات التي تتمثل في برامج وأدبيات أي حركة او ثورة او حزب الخ ،،، وهي شعارات متوازية ترتبط بإشكال وأساليب العمل الثوري وتلتزم بخط سياسي معين وثقافة وخطاب وطني ينعكس في المعاملة والسلوك والعمل والتعاطي مع الواقع والقوى السياسية الأخرى والمستجدات والإحداث داخليا وخارجيا وتنطلق من عمل مؤسسي تقوده قيادة وإدارة سياسية فاعلة


لقد أثبتت التجربة التي مر فيها الحراك الجنوبي السلمي منذ أكثر من ثمان سنوات ان العاطفة في الغالب هي المسيطرة والموجهة للخطاب والشعار الحراكي الغير مسيس والغير مدروس حيث تم إطلاق ورفع بعض شعارات غير ناضجة وغير مدروسة أضرت سلبا في الحراك وسمعته اكان في تحالفاته الداخلية او الخارجية وغلب على بعضها الخطاب المشحون والمخون والرافض للأخر
ومن ابرز مثل هذه الشعارات على سبيل المثال :
لا قيادة بعد اليوم
 لا تفاوض ولا حوار
 ولايعنينا الخ ،،
ان هذه الشعارات قد عكست إشكالية العقلية السياسية لقيادات الحراك الجنوبي والتي غاب عنها مثلا أن رفع مثل هذه الشعارات تضر الحراك وسمعته فشعار،، لا تفاوض لا حوار ،، مثلا لايمكن ان يقبله  او يهضمه أي عاقل في هذا العالم لان الحوار هو ثقافة أولا ،، ووسيلة حضارية لحل النزاعات والصراعات وهو ضرورة حتمية لنهاية أي خلاف او صراع بما فيها الحروب التي لابد من الجلوس في نهايتها على طاولة الحوار والمفوضات ،، وكان من الأجدر ان تضع قيادات الحراك شروط وأسس للاشتراك في مثل هذا الحوار او أي حوار اخر ،،
كما ان رفع شعار لايعنينا قد عكس هو الأخر (اكان بصدد المؤتمر او نتائج الحوار وقرار مجلس الأمن) جهل الواقع وموازين القوى التي تحكم العالم وكأن الحراك يناضل في كوكب آخر وليس في هذه الكون الذي أصبح بفعل التطور والتكنولوجيا ووسائل المعلومات أشبة بقرية صغيرة ونتأثر وناثر في محيطنا وفي العالم ككل ،،

الأمر الذي كأن ينبغي على قيادات الحراك التعاطي مع نتائج الحوار وقرار مجلس الأمن بعقل وحكمة لما يخدم شعبنا في الاستفادة من الفرص المتاحة ومن المناخات التي وفرتها نتائج الحوار وان كانت لاترتقي لطموحات شعبنا في الحرية والاستقلال الا أنها خطوات مهمة ومفيدة لخلق أرضية ومقدمات للحلم الجنوبي القادم ويأتي في مقدمتها إقامة المؤسسات الجنوبية عموما والمؤسسات الأمنية الجنوبية خاصة لإدارة مناطق الجنوب والسيطرة عليها وحمايتها
وكان على قيادات الحراك ومن وقت مبكر ان تهتم وتدعم بناء المؤسسات الجنوبية والاهتمام بأمن واحتياجات الناس وتوعية الشباب ومحاربة مظاهر الفوضى والتطرف والفساد دون ان يتخلى الحراك عن مشروعه وشعاره  في الحرية والاستقلال ،، وعلى الحراك ان يعي جيدا انه من المستحيل الحديث عن استقلال الجنوب  او ان يدعم العالم استقلال الجنوب دون ان يمتلك الجنوبيين المؤسسات القادرة على أدارة وحماية الجنوب كمنطقة إستراتيجية تهم العالم ومصالحه ،، وان ترديد الشعارات لوحدها بدون مشروع حقيقي يترجمها على الأرض لايمكن لها ان تحرر وطن او ان تبني دولة ،، ناهيك عن الشعارات المضرة والخاطئة والغير حصيفة

إن افتقاد الحراك الجنوبي السلمي لقيادة وإدارة سياسية فاعلة وواعية ومقتدرة أوقعته بمثل هذه الأخطاء والإشكاليات وأفقدته القدرة والمرونة في التعاطي مع مختلف الأحداث والمستجدات سوى أكانت التي شهدها الجنوب او اليمن والمحيط والعالم اجمع مما جعله يتخبط في شعاراته وخطابة ومواقفه ليس فقط الغير ناضجة بل والمضرة في بعضها أحيانا
ولن يستطيع الحراك الجنوبي السلمي من مواكبة واستثمار بعض الأحداث والمتغيرات لصالح القضية الجنوبية بدون ان يعيد ترتيب أوراقة ويمتلك قراءه حقيقية موضوعية للواقع والمستجدات والتحديات والاستحقاقات تمكنه من التعاطي الواعي والناضج معها ،، وهو آمر لايمكن تحقيقه بدون ان يقيم الحراك تجربته وتنقيتها من الشوائب والسلبيات ،،،


ابو وضاح الحميري                     22 يونيو 2014
صالح محمد قحطان المحرمي 

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

تربية وتوعية الشباب مهمة وطنية نبيلة

                      
لم يتعرض الجنوب كأرض  لعملية تدمير ممنهج بدأ في حرب 94م ولم تنتهي بعد ،، بل وتعرض ويتعرض الإنسان الجنوبي للتدمير كذلك وفي مقدمة ذلك الاغتيالات المخططة للقيادات والكوادر العسكرية ونشطا الحراك منذ عام 90م إلى اليوم ،، وعملت سلطة صنعاء ولازالت على تدمير وطمس تاريخ وثقافة الجنوبيين وفي قتل الشعور الوطني وعدم المسؤولية تجاه الوطن والممتلكات والمال العام وحب العمل والإخلاص وتفشي وانتشار ثقافة الإفساد والفساد وثقافة النهب وانهيار الأخلاق والقيم وعودة الفتن والثارات والتخلف وعودة الأمية وانهيار التعليم وانهيار الدولة وإشاعة ثقافة التطرف و الفوضى الخ...، ناهيك عن تدمير البنية التحتية والاستيلاء على مؤسسات الدولة الجنوبية التي تحولت إلى ممتلكات خاصة لمتنفذي سلطة صنعاء وتجار حرب 94م

 ويشكل الشباب والجيل الجديد هدفا رئيسياً استراتيجيا لنظام صنعاء لتدميرهم وإفسادهم من خلال عدد من الطرق والأساليب ويأتي في مقدمة ذلك تضليل الشباب وزرع أفكار التطرف بشقيه والمخدرات مستغلا بذلك حالة الإحباط والظروف المادية والمستقبل المجهول الذي يعيشه ويعاني منه شباب الجنوب ولذلك فان حماية الشباب وتحصينهم من أفكار التطرف والمخدرات والتعبئة الحزبية والمناطقية الخاطئة وخلق شباب واعي متسلح بقيم وأخلاق ديننا وبثقافة المحبة والتسامح وخلق وعي وطني هي من أهم وأنبل المهام الوطنية المطلوبة والعاجلة ومسؤولية تاريخية وأخلاقية تقف اليوم امام كل جنوبي يخاف على أولاده وعلى الجنوب وبدون استثناء أساتذة وتربويين ورجال وعلماء الدين والفكر والثقافة والإعلام والسياسيين وكل أب وأم وأسرة جنوبية لان الشباب هم عصب المجتمع وصناع المستقبل وهم أدوات وطاقات التغيير اذا ما أحسن إعدادهم وتربية تربية دينية ووطنية حقيقية

وتعتبر مهمة توعية وتربية الشباب تربية وطنية ودينية صحيحة من أوليات الثورة لخلق وعي حقيقي بالقضية الوطنية ولبناء الشخصية الجنوبية الجديدة المستنيرة والمتسلحة بقيم ديننا وأخلاقنا العربية الإسلامية الأصيلة ،، الأمر الذي يتطلب العمل على تطوير وتفعيل تلك الجهود الطيبة التي يقوم فيها بعض المثقفين ورجال الدين مثل الهيئة الشرعية وحركة النهضة ومركز مدار والأخت الدكتورة سعاد علوي وغيرهم ،، للقيام بعمل تربوي وتثقيفي كبير وشامل وممنهج  عبر تشكيل فرق العمل الثقافي في كل قرى ومدن الجنوب وكذلك تشكيل فرق مركزية من رجال الدين والمثقفين وأساتذة الجامعات للنزول الى مختلف مدن وقرى الجنوب لإلقاء المحاضرات وتنظيم الدورات التخصصية لخلق وعي وطني جنوبي حاضن للقضية الجنوبية ليشكل هذا الوعي صمام أمان يستطيع أن يسير بالثورة بثبات ويحميها من الانتكاسات والمخاطر ،،

وعلينا ان نعي ونؤمن ان القضية الجنوبية قبل أي شيء هي قضية دينية وأخلاقيه تستمد قوتها وشرعيتها من الحق ومحاربة ورفض الظلم وآن الثورة هي أخلاق وقيم ومبادئ ولا توجد ثورة يمكن ان يكتب لها النجاح والحياة دون ان تنطلق من عقيدة راسخة وقاعدة أخلاقية صلبة يقوم عليها البناء والمستقبل كله والتي بدونها لايمكن لنا بناء البيت الجنوب القادر على الصمود والمحصن من الأوبئة والأمراض القاتلة ،،  وان التمسك والتمثل بقيم وأخلاقيات ديننا الحنيف هو الطريق القويم الذي يقود الثورة الى النصر ولا نصر ولا فلاح ولا نجاة دون تمسكنا وتمثلنا قولا وعملا وسلوكا و اخلاقا بقيم ديننا الحنيف  ،،

ابو وضاح الحميري                 الاحد 8 يونيو 2014م

صالح محمد قحطان 

الأحد، 8 يونيو 2014

أزمة الجنوبيون أزمة قيادة


                          
لقد أثبتت التجربة ان أزمات ومشاكل الجنوبيين كانت ولازالت بسبب قياداته ،، فهي قيادات خبيرة ومتمكنة في خلق المشاكل وافتعال الأزمات لكنها عاجزة عن إدارة الأزمات او السيطرة عليها واحتوائها ،، لقد فشلت قيادات الجنوب سابقا في إدارة الجنوب والحفاظ عليه بل كانت سببا لصراعات الجنوب وضياعه كما فشلت في قيادة الحراك الجنوبي وفي توحيد الحراك بل كانت سببا لتمزق الحراك وإضعافه وتخبطه

ومايعتمل اليوم في المشهد السياسي الجنوبي من خلافات وتجاذبات وانقسامات بين مكونات الحراك الجنوبي بشعاراته وتوصيفاته بل وحتى بشخوصه وعقليته وثقافته يعيدنا لأيام ماقبل 67م وأيام السبعينيات في محاولة لأعادت انتاج لماضي الصراع السياسي الجنوبي بكل حذافيره وكأن عقارب الزمن  ترجع بنا لأيام الدمج القسري في 13في  يناير 1966م بين الجبهة القومية وجبهة التحرير ثم الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي عشية الاستقلال67م ، والصراع داخل الجبهة القومية بعد الاستقلال في المؤتمر الرابع في زنجبار مارس68م وحركة 20مارس 68م وحركة 14مايو 68م وحركة 22 يونيو 69م التي إزاحة الرئيس قحطان الشعبي واتهامه باليمين الرجعي الانتهازي وأحداث 22 يونيو 1978م وإبعاد وقتل الرئيس سالمين تحت شعار وتهمة اليسار الانتهازي وأحداث 13 يناير 1986 وانقسام الحزب الى طغمة وزمرة الخ ،،،.
لازالت العقلية التي مزقت الجنوبيين سابقا وضيعت الجنوب تطل علينا مجددا بحلتها القديمة الجديدة وبتلك الشعارات العاطفية المتطرفة  والتسميات التي قسمت ومزقت الجنوبيين وان اختلفت الأسماء والشماعات وكأن التاريخ يعيد نفسه ،، بعودة هذه العقلية من جديد بل والأصح أنها لم تغادرنا فهي لازالت تغذي خلافات قديمة وتصنع وتصتنع خلافات جديدة أكانت بين القوى السياسية الجنوبية او بين مكونات الحراك الجنوبي او في إطار المكون الواحد بل ويتفنن البعض من قيادات الحراك ويتلذذ في جلد الذات وتقطيع أوصال بعضهم البعض دون وازعا من ضمير ودون خجل ودن استشعار بالمسؤولية وبالتحديات والمخاطر التي تواجه الجنوب ودون احترام لدماء الشهداء ومما يحز في النفس ويخوف المرء إن تأتي مثل هذه الممارسات والخلافات في مثل هذا الظرف والكل لازال  في الشارع وتحت الاستعباد والكل مشرد ومهان والشهداء يتساقطون يوميا وأرضنا تنهب وتسلب وأهلنا يعانون يوميا الذل والحصار والقتل والملاحقات والاعتقالات والتعذيب ومناطق الجنوب تدمر والمؤامرات مستمرة لتحويل الجنوب الى صومال اخر
وهنا يتساءل البعض أذا كانت هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها الجنوب والجنوبيين لم توحدنا ؟؟, فهل توحدنا غدا السلطة والثروة ؟؟؟ ان من يحاول التفرد اليوم في مصير ومستقبل الجنوب  وتخوين وتكميم أفواه كل من يخالفه بالقلم او بالكلمة والدفع ببعض الشباب لمنع هذا التكتل او ذلك من الاجتماع او التعبير عن أرائهم لا اعتقد ان يتردد غدا من استخدام المدفع والدبابة عندما يمتلكها وتستهويهم اطماع السلطة وجشع والثروة ؟؟

الخلاصة
بدون ان نقبل بعضننا البعض ،، وإن يحترم كلا منا الأخر ،، ويقر بحقوقه وشراكته وتتحول عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وممارسة وثقافة ،، وبدون التمثل بتعاليم ديننا الحنيف ،، وبدون إن يمتلك الحراك خطاب ولغة جنوبية جديدة تستوعب التنوع السياسي والمصالح الجنوبية المشتركة وموازين القوى الخارجية ،، وبدون قيام تحالف جنوبي 0( جبهة ،، اتحاد ،، تحالف ،، ائتلاف الخ ،،، ) يلتقي الجنوبيين فيه على ميثاق شرف وقواسم مشتركة ،، وبدون آلية للعمل المشترك المنظم توحدهم وتنهي حالة الانقسام والتمزق لمكونات الحراك الجنوبي ،، وبدون رؤية للمستقبل تطمئن الناس عن الجنوب الجديد وتؤمن مسيرة النضال نحو مشروع وطني جنوبي حضاري يلبي تطلعات وأحلام شعبنا في تقرير مصيره بنفسه ،، بدون كل ذلك فأننا سنظل نعاني ونشتكي ونصيح من خلافاتنا ، وسنظل عرضة للاختراق وللابتزاز،وسيظل الجنوب مسرح للصراع الإقليمي والدولي وحقل تجارب ، ويظل القرار الجنوبي رهينة الخارج كما كان ،، وسيظل الخوف من تكرار صراعات الماضي وارداً ومشروعاً ،،


صالح محمد قحطان المحرمي         الأحد 1يونيو 2014م

أبو وضاح الحميري