الاثنين، 31 مارس 2014

رسالة إلى شباب الحراك الجنوبي


لم تصل القضية الجنوبية إلى ما وصلت إليه اليوم من انتصارات عظيمة وباتت اليوم قضية كل مواطن جنوبي تغطي رايتها كل قرى ومدن وسهول ووديان وجبال الجنوب من المهرة إلى باب المندب وتفرض نفسها كقضية حاضرة في أورقة سلطة صنعاء ومجلس الأمن إلا بفضل نضالكم وتضحياتكم الغالية أيها الشباب الإبطال على الرقم من كل إشكال وأساليب القمع والبطش الذي تعرضتم لها لثنيكم وضرب الحراك الجنوبي السلمي وإجهاض قضيتكم الجنوبية الوطنية العادلة والتي سخرت سلطة صنعاء كل إمكانيات الدولة لذلك , إلا أنها فشلت كما تحاول اليوم بعد أن عجزت عن قمع الحراك عسكريا إلى الالتفاف على القضية الجنوبية بحلول ترقيعية في محاولة تقسيم الجنوب إلى إقليمين ومعالجة بعض القضايا الحقوقية لبعض الجنوبيين الخ،،  مستقلة بذلك هشاشة وخلافات قيادات الحراك وعجزها عن إيجاد آليات للعمل والتصعيد الثوري المنظم وافتقاد الحراك لإدارة سياسية موحدة وفاعلة تستطيع  تأمين مسيرة الثورة وتواكب المستجدات ومواجهة التحديات والمخاطر
حافظوا على معنوياتكم وزخم الشارع الجنوبي
لقد أثبتت التجربة فشل وعجز هذه القيادات من تجاوز خلافاتها وأن  تكون عند مستوى ثقة الناس فيها التي هتفت لها ورفعت صورها  وفي مستوى شعار التسامح والتصالح الذي رفعتموه في ساحات النضال إيذانا لبدء مرحلة جديدة من التوافق والشراكة الجنوبية الحقيقية بل شكلت هذه القيادات عاملا معطلا ومعرقلا للمشروع الوطني الجنوبي الموحد وأضرت بتصرفاتها وخلافاتها سلبا على تقدم مسيرة الثورة والروح المعنوية للناس وبدأت اليوم ملامح اليأس والإحباط تتسلل إلى نفوس بعض الشباب وهو الأمر الذي ننبه ونحذر الشباب بأن لا يسمحوا لسلطة صنعاء للنيل من إيمانهم بعدالة قضيتهم ومن عزيمتهم وإصرارهم على المضي قدما وعليكم إيه الشباب أن تحافظوا على معنوياتكم وزخم الشارع الجنوبي مهما كانت التحديات وثقوا تماما أنكم كما صنعتم هذه القيادات بل وأحييتم بعضها من قبورها قادرين بإذن الله أن توجدون طابور من القيادات المخلصة من بين صفوفكم ومن ساحات النضال ورحم المعاناة
لقد آن الأوان إيه الشباب لكي تتحررون وتحرروا الحراك الجنوبي السلمي من هذه القيادات ليتحرر معها العقل الجنوبي وتخليصه من ارث وإمراض الماضي المتجسد في سلوك وعقول هذه القيادات المريضة الحبيسة لشهواتها وخلافاتها ،، وهي فرصة بالمقابل لتنقيه وتطهير الحراك من الشوائب التي علقة بمسيرة وتصويب خطابه ونهجه وسلوكه وأخلاقه،،،،
المبادئ الوطنية لانتصار القضية الجنوبية
 في اعتقادي أن هناك خمس مرتكزات تمثل أسس ومبادئ فيما إذا أحسن الحراك العمل بها فهي كافية وكفيلة لان تعيد للحراك الجنوبي القه وتشكل في نفس الوقت صمام أمان وضمانه أكيدة لتامين مسيرة الثورة وانتصارها إن شاء الله وهذه المبادئ هي :
أولا : الإيمان الراسخ بعدالة القضية الجنوبية وحتمية انتصارها كقضية شعب تتعلق بمصير ومستقبل الأجيال القادمة وبهوية وتاريخ وكرامة  الشعب الجنوبي وحقه في العيش والحياة على أرضه حرا كريما،ورفض أي مشاريع تنتقص من حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه
ثانيا : تمسك شباب الحراك الجنوبي بشكل قاطع بأسلوب ووسيلة النضال السلمي كسلاح حضاري وقوي وفاعل بيد الجنوبيين والتصدي ورفض كل أشكال العنف والدعوات والتلميح له تحت أي ظرف أو مبررات مهما كان
ثالثا: الحفاظ على عملية التصالح والتسامح والعمل على تحويلها إلى سلوك وثقافة في نضال الحراك السلمي الجنوبي تقوم عليها العلاقات الجنوبية الجنوبية هو الأمر الذي ينبغي أن يتصدى الشباب ويتخلص من ثقافة الإلغاء والتخوين والفرض والوصاية والعمل على احترام وقبول الأخر والإيمان بأن الجنوب لكل الجنوبيين .
رابعاً : العمل على تربية وتوعية الشباب تربية دينية ووطنية وأن يتمثل الشباب بقيم ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة وأن يكون ولائهم لله وإخلاصهم للجنوب ووفائهم للشهداء وفي هذا السياق فأنه من المهم أن يتصدى الشباب لكل أشكال التطرف والتعصب الطائفي وأن يقدم الشباب وقادتهم ونشطائهم القدوة الحسنة والنموذج الجيد الذي يحتذي به ويحترمه الآخرين .
خامساً : أن يتخلص شباب الحراك الجنوبي السلمي من عشوائية العمل والفردية والعاطفية وسياسية التطبيل والتمجيد للأفراد والانتقال إلى العمل التنظيمي المؤسسي وفقاً للبرنامج سياسي واضح وتأصيل عمل الهيئات والاحتكام لها .
وما التوفيق إلا من عند الله

ابو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي       31 ماس 2014م

الثلاثاء، 25 مارس 2014

الحراك الجنوبي ،، المتطلبات والتحديات

 إن التحديات التي يواجهها الجنوب اليوم تتطلب من مختلف النخب السياسية الجنوبية عامة وقيادات الحراك خاصة استيعاب مخاطرها وتجلياتها بإبعادها الوطنية والإقليمية والدولية ومتطلبات النضال الوطني وتعقيداته وموازين القوى داخليا وخارجيا  الأمر الذي يتطلب من قيادات الحراك أن تعيد ترتيب أوراقها بشكل صحيح وعلمي وعملي  لكي تمكنها من القدرة على اتخاذ القرارات السليمة والصائبة ومن سرعة الحركة والمناورة على أساس المعطيات والحقائق والمستجدات المبنية على المعلومة والمراكز العلمية المتخصصة والإدارة السياسية الفاعلة والموحدة
وهي أمور لا يمكن لها أن تتحقق دون تقييم شجاع لتجربة الحراك الجنوبي وتنقيته وتطهيره من كل الشوائب والممارسات التي تشوهه وتضر بمسيرة النضالية معرفته لنقاط ضعفه والتخلص منها وفي امتلاكه لعناصر القوة والنجاح والمحافظة عليها وتطويرها ،،

وفي اعتقادي أن أهم القضايا التي ينبغي على الحراك أن يعيد ترتيب أوراقه فيها والمهمات المستقبلية التي يتطلب أن يضطلع فيها هي:


1-      الحراك الجنوبي مطالب اليوم تأكيد وتجديد تمسكه بنهج وأسلوب النضال السلمي كخيار استراتيجي لا رجعة فيه سلاح العصر الراهن الذي يدعمه ويؤيده العالم المتحضر والذي اثبت فاعليته كشكل حضاري فاعل وآمن واقل تكلفة وعلى قيادات الحراك أن تعي أن الدعوات للكفاح المسلح أو إلى العنف تتنافي مع طابع نضال الحراك السلمي ، وان  إفراغ الحراك الجنوبي من مضمونه السلمي وجرة للعنف والشغب والسلاح  سيفقده تحالفاته الجنوبية وتعاطف الخارج الذي سوف ينقلب ضده  وسيدعم نظام صنعاء للقضاء على الحراك عسكريا وهذا يعني أن يقدم الحراك بيده شهادة موت ودفن القضية

2-      الحراك الجنوبي مطالب اليوم أن تبتعد قياداته عن الخوض في قضايا ترتيبات السلطة القادمة والتسابق على الحجز المبكر لكراسي السلطة وعليها أن تعي أن النضال قد يكون طويلا وان السلطة القادمة لن تكون للاستحقاق النضالي كما كان أيام الجبهة القومية بل للكفاءات العلمية وعن طريق صندوق الاقتراع والانتخاب

3-      الحراك الجنوبي مطالب اليوم ان يركز على القضايا الجوهرية التي تجمع وتوحد الناس دون فرض رؤى ومشاريع أكان بالقوة أو بالوصاية
 
وعلى قيادات الحراك ان تفرق بين القضايا التي يحق لها البث والفصل فيها وبين القضايا المصيرية الخلافية التي تتطلب توافق جنوبي أو استفتاء الشعب فيما بعد مثل اسم الدولة وعلمها والنشيد وشكل ونوع النظام السياسي الخ ،،، وان لا احد يمثل الجنوبيين ألا بمقدار حجمه الحقيقي والذي لا يمكن تحديده ألا بالعملية الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع وحتى يتم ذلك على الجميع إن يعمل ويحتكم للتوافق الجنوبي


4-      الحراك الجنوبي مطالبا بتوحيد وتسخير جهده ووقته وإمكانياته على الهدف والعدو الرئيسي دون أن يفتح الحراك العديد من الجبهات الداخلية والخارجية والتي هو في غناء عنها

5-      الحراك الجنوبي يطالبه العالم اليوم بتقديم تصور عملي يقنع العالم كرؤية مستقبلية لكيفية تجاوزه لهذه الصعوبات والتحديات وكيفية التعامل والتعاطي معها وقدرة الجنوبيين على إدارة مناطقهم والسيطرة  وحمايتها من الفوضى والتطرف وهذه القضية تشكل تحدي واختبار حقيقي لإقناع العالم بدعم الجنوبيين.


6-      الحراك الجنوبي مطالب اليوم الوقوف بحزم ضد كل إشكال التطرف والإرهاب وضد أي لغة تنادي إلى التعصب الحزبي والشمولية ورفض الأخر وتخوينه وتكفيره والتوظيف السياسي للدين ومحاولة مصادرة فكر ورأي المخالف سياسيا بالقوة أو تكميم الأفواه وعلى الحراك أن يخرج من محيطة الضيق لينفتح على الأخر تطبيقا لشعار ومبدأ التصالح والتسامح وعلى قاعدة الجنوب لكل الجنوبيين

7-      الحراك الجنوبي وتحديدا قياداته ونشطاءه مطالبين بتقديم القدوة الحسنه والنموذج الجيد الذي يحتذي به في السلوك والمعاملة والأخلاق تكسب احترام ولالتفاف الناس حولها من خلال التمثل بقيم ديننا الحنيف وبأخلاقنا العربية الإسلامية

8-      قيادات الحراك وإعلامه ومواقعه وقناة عدن الخ ،، مطالبين في التخلص من الخطاب والشعار العاطفي المستفز والمخسر أكان على صعيد الشارع الجنوبي او مع الخارج ليسما وان هناك ماضي خلق معه مخاوف لدى الشارع الجنوبي والخارج ولابد من خطاب مسئول ومطمئن للداخل والخارج وعلى قيادات الحراك ان تفرق بين الخطاب التحريضي التعبوي الموجه للشارع الجنوبي وبين الخطاب السياسي الموجه للشارع الشمالي وللعالم

9-      الحراك الجنوبي وإعلام الحراك مطالبين اليوم بالابتعاد عن سياسة التطبيل والتمترس خلف الأفراد أو الأحزاب الخ،،،  والعمل على تعميق الوعي الجنوبي للقضية الجنوبية والعمل على توعية وتربية الناس في الولاء لله والإخلاص للوطن والوفاء للشهداء ومن المهم هنا القيام بعمل مكثف في العمل التربوي والثقافة والوقائي بين صفوف الشباب والطلاب لبناء الشخصية الجنوبية الجديدة

10-                        الحراك الجنوبي مطالب اليوم في الانتقال لبناء مؤسسات وهيئات الحراك المختلفة من القاعدة إلى القمة


11-                        الحراك الجنوني مطالب اليوم إلى استقلال قراره الوطني الجنوبي بما يلبي تطلعات ومصالح الشعب الجنوبي العليا دون الوقوع في التبعية أو رهن القرار الخارجي والتجاذب الإقليمية والدولية  وصراعات السلطة في صنعاء وان لايسمح ان تكون القضية الجنوبية ورقه في الصراع الإقليمي والدولي وصراعات صنعاء


الخلاصة
إن قدرة الحراك على مواجهة هذه التحديات مرهون في تجاوز قياداته لخلافاتها والخروج من حالة التمزق والتفريخ والمناكفات بين مختلف قياداته ومكوناته الى تشكيل إطارا سياسيا جامعا منظماً لعمل مشترك توافقي أكان من خلال تشكيل جبهة عريضة أو أي شكل من إشكال التحالف والعمل المشترك ،، ومن حالة  التخبط والعشوائية والتفرد التي تسود عمله ونشاطه  الى العمل المنظم القائم على عمل مؤسسي موحد ، وفقا لرؤية سياسية وقيادة سياسية موحدة ، وإيجاد قنوات واليات للعمل المشترك كمعالجة قضايا الشهداء والجرحى والمعتقلين وتنظيم الفعاليات ووضع خطط لتصعيد وتنوع أشكال ووسائل النضال السلمي وتنسيق التحرك السياسي الخارجي وإيجاد مراكز إعلامية واستشارية متخصصة

وفي اعتقادي ان على الحراك الجنوبي ان يعمل على صعيد الساحة الجنوبية على محوريين رئيسين

الأول الاستمرار في النضال السلمي وفي الحفاظ على معنويات وزخم الشارع خلف شعار فك الارتباط وتحرير الجنوب كخيار استراتيجي ينبغي ان تتوحد له كل إمكانيات مكونات الحراك المؤمنة بالاستقلال
الثاني : ان تعمل قيادات الحراك مع القوى السياسية الجنوبية الأخرى للتوافق على أسس ومبادئ مشتركة للمستقبل ( ميثاق وطني )قاعدته التصالح والتسامح والنضال السلمي والديمقراطية واحترام وقبول الآخر والشراكة في الجنوب والاحتكام للشعب في تقرير مصيره بنفسه واستفتاءه في القضايا المصيرية والخلافية كما ان رفع شعار حق الشعب الجنوبي في تقر ير مصيره هو الشعار الوحيد الذي يوحد الجنوبيين ويحرج صنعاء ويقنع العالم المتحضر

أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان                      25مارس 2014م