الجمعة، 16 أغسطس 2013

إنها الحرب على الإسلام

                             

                            بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120)

 لقد حورب الرسول والإسلام من اليوم الأول للدعوة وتكالب أعداء الإسلام من يهود وصليبين وكفره ومشركين في تأمر مستمر وحروب لم تنقطع حتى اليوم على الإسلام والمسلمين وعاثوا في ارض العرب والمسلمين فساداً وأشعلوا الحروب والفتن تارةً باسم الخلافة والولاية وتارة باسم القومية والعنصرية وتارة أخرى باسم الإرهاب والطائفية والحزبية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي يتشدقون بها كذبًا ونفاقاً تلك الديمقراطية وحقوق الإنسان التي عبروا عنها وتجلت في معاملاتهم وجرائمهم التي ارتكبوها بحق العراقيين في سجن أبو غريب وفي سجن غونتي مالا ،

إنها الحرب على الإسلام وبلاد المسلمين و لقد أعلنها الرئيس الأميركي منذ سبع سنوات حرباً على الإسلام وأهله جهاراً نهاراً فهل من صحوة عربية إسلامية ؟


مايحز في النفس ويؤلمها ويحزنها ان هذه المؤامرات وماتعرض ويتعرض له العرب والمسلمين من تدمير وحروب الخ ،، تتم إما بأدوات وبأيادي عربية إسلامية او بمساعدة وتواطئ البعض منهم دون أي استشعار ان السيل سيجرف الكل ودون اتعاظ وتعبر مما حصل وحل بالعرب والمسلمين منذ بداية الإسلام ،،
ان مشكلة العرب والمسلمين عموماً مع الأسف أنهم لا يقرءون التاريخ ليتعلموا منه تلك الدروس والعبر المريرة والمكلفة ولازالت العاطفة والدونية والذاتية تسيطر على الكثير من القادة العرب والنخب السياسية ناهيك عن ضعف الإيمان والتمسك والتمثل بقيم ديننا الحنيف أو في التوظيف السياسي الخاطئ للدين .


طوال تاريخ الصراع العربي الإسلامي مع اليهود والصليبيين والكفرة أعداء الإسلام عمدوا إلى استغلال وتوظيف خلافات العرب والمسلمين وبالذات الأمراء والقادة والملوك لإضعاف الخلافات والدولة الإسلامية المركزية وتمزقها وكان لهم ما أرادوا في صراعات العباسيين والأمويين وبعد ان استعادة الدولة العثمانية مكانة الدولة الإسلامية المركزية جرى هي الأخرى التأمر عليها مرة أخرى للقضاء عليها واستغل اليهود والفرنسيين والبريطانيين أخطاء الدولة العثمانية وتحت حجة مساعدة العرب للتخلص من العثمانيين وقع العرب والدول العربية تحت الاستعمار الغربي الفرنسي والبريطاني والايطالي وعندما نهضت الشعوب العربية تحت المشروع العربي القومي المناهض للاستعمار وتم تحرير العديد من البلدان العربية وكان لمصر وعبد الناصر الدور الفاعل والرائد أكان في دعم الثورات العربية او في قيادة الأمة العربية ولذلك عملوا مجددا للقضاء على الرئيس العربي جمال عبد الناصر والمشروع العربي القومي وأدخلت الدول العربية في دوامات من الصراعات وجرى إخراج مصر وتحييدها بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وعندما حاول الرئيس صدام ان يتصدر الدور العربي لمشروع عربي جرى توريط صدام في غزو الكويت لإيجاد ذريعة للقضاء على صدام والجيش والحلم العربي العراقي وتم السيطرة على ثروات العراق وإدخال العراق في قائمة الدول الضعيفة الغير مستقرة وتوالت المؤامرات لتدمير الدول العربية، ((ولإخماد الصحوة الإسلامية وتوقيف المد الإسلامي الذي بدأ يغزوهم في عقر ديارهم )) واحدة تلو الأخرى وتتوالي تنفيذاً لمخطط سايس بيكو لتمزيق الممزق وتفتيت المفتت وأدخلت الدول العربية في دوامة الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة حتى لاتقوم لهم قائمة  أو إن يجد العربي الفرصة لمجرد التفكير بأعداء الله والإسلام وكل ذلك من اجل حماية امن إسرائيل والسيطرة على ثروات العرب

لقد تم إخراج الصومال والجزائر وتم القضاء على جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتم تدمير العراق والجيش العراقي كما اشرنا ثم ليبيا وحاليا يجرى تدمير سوريا وإذا استطاع الأعداء اليوم النيل من مصر قلب الأمة العربية ستكون بداية النهاية بعد ان يتم التخلص من إيران ثم تركيا والسعودية ليتحقق امن إسرائيل الكبرى ولكي تعربد في الوطن العربي كما يحلو لها وتتحكم بثروات العرب وبالسوق العربي ويحولون العرب والمسلمين الى رعاة ومتسولين على أبوابهم وحتى لاتقوم للإسلام قائمة .


ومع كل ذلك فقد أثبتت التجربة طوال ثلاثة عشر قرناً والكفرة الأعداء يحيكون المؤامرات ويحضرون للغارات ويشنون الحروب والمؤامرات على بلاد الإسلام والمسلمين وبرغم كل تلك المؤامرات وتلك الحروب وتفتيت وتمزيق الدول الإسلامية المركزية وإشعال الفتن أثبتت أنهم لم ولن يستطيعوا ان يطفئوا نور الإسلام وسيبقى الإسلام شامخاً صامداً حتى قيام الساعة ان وعد الله حق ،،،،،،،،،،،،،،،،،

يقول سبحانه وتعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [ التوبة 32-33 ] .:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }آل عمران160.


أبو وضاح الحميري                    الجمعة 16 أغسطس 2013م
صالح محمد قحطان








الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

في ذكرى رحيل الفقيد العقيد ثابت (( الركية )



          

 في 29 رمضان من العام الماضي 1433هـ الموافق 18 أغسطس 2012م اختطف الموت منا رجل عزيزاً على قلوبنا ورحل به الى  دار البقاء والخلود عند ارحم الراحمين انه الفقيد العقيد ثابت محمد قحطان

نبذه مختصره عن المرحوم

الاسم ثابت محمد قحطان يوسف المحرمي من مواليد جبل محرم حيد بن اسعد 1919م درس المعلامة في القرية ثم غادر الى عدن والتحق في جيش محمية عدن (( الليوي ))عام 1942م وفي الجيش اخذ العديد من الدورات التأهيلية أكان في عدن أو في بريطانيا وتدرج في العديد من الرتب والمناصب الى ان وصل الى رتبة وكيل قائد أول) وأصبح من القادة الجنوبيين المعروفين في جيش الليوي وعرف واشتهر بكنيته ( الركية) وعاشر وزامل العديد من الضباط القادة مثل ناصر بريك وحسين عثمان عشال ومحمد سعيد شنظور واحمد محمد بلعيد ومحمد احمد امسياري واحمد محمد بن عرب وحيدر صالح الهبيلي وعبدالله محمد السعدي وسعيد احمد عوذلي وسالم عبدالله عبدلي ومهمدي يسلم عشيش وناجي عبد القوي محلائي واحمد صالح حاجب ومنصر محسن وصالح محمد زنجبيلة ومحمد قاسم بن عليو وكوكبة من القادة والضباط الآخرين لا أتذكرهم كلهم فليعذروني

وقبل الاستقلال ظل يعمل ولعدت سنوات في جناح التدريب والتجنيد ثم قائد التدريب والتجنيد لجيش الاتحاد النظامي وعلى يده وبمساعدته وبضماناته الشخصية تم تجنيد المئات من الجنوبيين في الجيش بما فيهم الكثير من قيادات عسكرية معروفة من مختلف المناطق أكان من بقي منهم اليوم في السلطة والجيش او من رحل وتقاعد
 وبعد الاستقلال 67م استمر في عمله وكان أخر منصب له قائد كثيبة 7 في مكيراس وبعد خطوة 22 يونيو 1969م مباشرة تم تسريحة من الجيش على اعتبار انه من القيادات الموالية لبريطانيا والغير مرغوب فيها

بعد تسريحة لم يشكي ولم يشتكي ولم يتخذ موقفاً من النظام او يعمل ضده بل نسى تماما انه كان قائداً عسكرياً حيث اشترى سيارة أجرة وظل يعمل فيها طوال هذه السنوات إلى قبل وفاته بسنوات قليلة نتيجة لكبر السن ، وكان خدوماً لكل الناس وظل بيته وقلبه كعادته مفتوح لكل من يقصده من الأهل والأصدقاء أكان زائراً أو مريضاِ يأتي من الريف أو مسافرا من المغتربين وكان حريص على عيادة وزيارة المرضى والسؤال عن الناس وكافح بجد وإخلاص من اجل لقمة العيش وربى ودرس أولاده السبعة وأنا  ثامنهم وكان نعم الأب والأخ والصديق

نجيب ،، دكتوراه في الزراعة
علي ،، مهندس معماري عميد في الجيش
عبد الخالق،، دبلوم معهد وزارة الثقافة
خالد،،  ملاح طيران عقيد
محمد،،  دبلوم كلية عسكرية عقيد
فوزي ،، ملازم في الأمن السياسي
وليد،،  مغترب في قطر

لقد كان الفقيد يرحمه الله يتمتع بصفات نادرة في الأخلاق والتواضع والبساطة والمرح مع الناس ومنذ أن عرفته وهو رجل ملتزم محافظاً على صلاته بأوقاتها وفي المسجد عاش مع الكل في علاقات طيبة لم اعرف انه شتم او قذف او أساء لأحد كان تعامله معي ومع أولاده تعامل رجل مثقف ومتعلم يستخدم أسلوب الإقناع والتوجيه له نظام معين في تنظيم أوقات العمل والراحة حافظ عليه طيلة حياته .

إما على الصعيد السياسي فقد كان من ضمن الضباط الأحرار الذين عملوا بصمت قبل الاستقلال وبعد تسريحة من العمل نأى بنفسه وابتعد تماماً من المشاركة في أي نشاط او عمل سياسي وعن الصراعات السياسية التي جرت في الجنوب لأنه كان يعي أنها صراعات عبثية ولم يدخل او يشارك او يؤيد طرف ضد طرف آخر بل حافظ على علاقاته مع كل من يعرفه وكان وفياً مع كل أصدقائه من كل مناطق الجنوب ومن مختلف الاتجاهات وهو ماعبر عنه العميد النوبة في اتصال هاتفي في العزاء عن ذلك حيث ((قال ثابت الركية قبل ان يكون أبوكم هو أبونا وقبل ان يكون يافعي هو من شبوه )) وهذا الكلمات التي قالها العميد النوبة كانت كلمات صدق ووفاء لرجل أحب الناس وأحبوه كما حافظ كذلك على علاقاته الطيبة بجيرانه كلهم في المنصورة الذين شيعوه وحزنوا عليه أكثر من أهله .
نعم يا أخي أن فراقك صعباً علينا فلقد تركت في القلب آلماً وفي النفس حزناً وفي الحياة فراغاً يصعب أن يملئه غيرك لكن عزائنا فيك هو أن الأخلاق والسجايا الطيبة والسيرة الحسنة العطرة بإيمانها القوي بالله وبكرمها وعفتها وتواضعها وحب الناس والزهد في الدنيا وعمل الخير باقية تحيا فينا وبيننا وستظل ذكراك حية في عقولنا وقلوبنا ماحيينا وصدق الإمام الشافعي حين قال:  (كم مات قوم وما ماتت مكارمهم )

نسأل الله العلي العظيم في هذه الأيام الأخيرة المباركة من شهر رمضان أن يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة انه سميع عليم

أبو وضاح الحميري              28 رمضان 1434
صالح محمد قحطان              6 أغسطس 2013م