الأربعاء، 10 يوليو 2013

دعوة للمصارحة والمكاشفة الجنوبية ،،

           
لا ينبغي لأحد أن يفهم من موضوعنا هذا إننا نريد هنا تشكيل محاكم لنصب المشانق وفتح السجون بل نريد مراجعة ومحاكمة أخلاقية لنعيد الاعتبار للماضي وإنصافه وتحصين وحماية المستقبل من اجل حياة حرة وكريمة خالية من العنف للجيل القادم حتى لا تتكرر تلك الأخطاء والمآسي  والإخفاقات.
  وعلى الرغم من إعلان عملية التصالح والتسامح الجنوبية وأهدافها النبيلة والرغبة الصادقة والمخلصة لروادها وكذا بعض الايجابيات التي حققتها عملية التصالح والتسامح الجنوبية وبالذات في أعوامها الأولى إلا أن هذه العملية وتلك الرغبة سرعان ما اصطدمت بتلك الثقافة والعقلية القديمة التي كانت سببا لمآسي وصراعات وإخفاقات الجنوبيين بل وضياعهم ,هذه العقلية التي لازالت تطل علينا بين الحين والأخر مع كل تقدم ونجاح في مسيرة الثورة الجنوبية في محاولة واضحة وملموسة لاعادت إنتاج الماضي بصراعاته وخلافاته وبنفس المبررات والتسميات التي مزقت وقسمت الجنوبيين بالأمس بل وبنفس بعض شخوصها مع الأسف وباتت تشكل اليوم هاجساً مخوفاًِ ومزعجاً للجنوبيين قد يقود الثورة الجنوبية السلمية الى الانتكاسة والفشل لا سمح الله إن لم يتدارك الجنوبيين الموقف ويضعون حدا وحلولاً لخلافاتهم ولتلك العقلية التدميرية

لقد أثبتت التجربة التي مررنا بها أن عملية التصالح والتسامح لم تحقق الأهداف المرجوة منها لأنها لم تبنى منذ البداية على إجراءات حقيقية وافتقرت لأهم مقوماتها وهي المكاشفة والمصارحة لتتحول بالفعل إلى مراجعة حقيقية للماضي بإخفاقاتها وانتهاكاتها وصراعاتها حتى لا يسمح لتكرارها مرة أخرى ،

 

المصارحة قبل التصالح والاعتراف والاعتذار قبل التسامح

أن عملية إنشاء هيئة للمصارحة والمكاشفة الجنوبية ليست بدعة بل أن كثير من البلدان الشبيهة لتجربتنا قد عملت على تشكيل مثل هذه اللجان والهيئات في اليونان والأرجنتين وشيلي وجنوب إفريقيا والمغرب من خلال لجان أو هيئات الحقيقة والمصارحة وعلينا أن نتعلم ونستفيد من تجربة جنوب إفريقيا من خلال لجنة «الحقيقة والمصالحة» الشهيرة ، ومن تجربة المغرب الذي أقدم فيه النظام على إنشاء هيئة «الإنصاف والمصالحة» لتقصي الحقائق ودفع تعويضات للضحايا وإصلاح عدد كبير من المؤسسات وهي التجربة العربية الوحيدة الناجحة،  ولذلك فان عملية المصالحة الوطنية الجنوبية تتطلب تقييم الماضي بتجرد وصدق وتشخيص أسباب تلك الإخفاقات والممارسات والانتهاكات وتحديد المسؤولية ، وان يمتلك من ارتكبها الشجاعة للاعتراف فيها علنيا والاعتذار والندم والتوبة ،فلا تصالح دون مصارحة ومكاشفة ولا تسامح دون اعتراف واعتذار ، لأنه لا يمكن الحديث عن مصالحة أو تسامح دون إعادة الحقوق لأصحابها، والاعتراف بارتكاب تلك الأخطاء فلا تسقط الحقوق بالتقادم، وأن ترك محاكمة أخطاء الماضي تحت دعوى وشعار التصالح والتسامح وتحقيق وحدة الجنوبيين هي دعوى خاطئة ،لأنة لا يمكن أن نطوي صفحة الماضي دون إظهار الحقيقة وتبيان تلك الأخطاء والانتهاكات وتحديد المسؤولية والاعتراف والاعتذار للضحايا وتعويض المتضررين وإدانة المتسببين ومنح العفو المقيد لمن يعترف بجرمه دون الانتقام الدموي منه ويكتفي بإدانة البعض مع منعه وحرمانه من تصدر المشهد السياسي والحكومي مجدداً .
ولتحقيق عملية المكاشفة والمصارحة الجنوبية فإننا نرى  :
أولا : تشكيل هيئة علمية متخصصة محايدة غير مرتبطة أو مشاركة في صراعات الماضي للمصارحة والمكاشفة الجنوبية تتشكل بدرجة رئيسية من هيئة علماء الجنوب ومن أساتذة جامعة عدن ومن القضاة والمحامين الجنوبيين ينبثق عنها ميثاق شرف جنوبي توقع عليه مختلف القوى السياسية الجنوبية يحدد المبادئ والضوابط ويحرم ويجرم ويحاسب أي عمل أو ممارسات مستقبلا تخرج عن الثوابت الدينية والوطنية وتلحق الضرر بالشعب الجنوبي وبوحدته وتهدد مستقبلة وأمنه واستقراره ،وان أي خلاف يقود إلى العنف والتناحر هو ضد المصلحة الوطنية وجريمة يعاقب عليها.
ثانيا : إن تقوم قيادات الحزب الاشتراكي اليمني التي حكمت الجنوب وكل القيادات الجنوبية الأخرى التي تصارعت في الجنوب والتي شاركت أو ساهمت بشكل أو بأخر في تلك الصراعات والحروب والقمع والتصفيات ومصادرة حقوق وممتلكات الناس الخ ،، وتسببت في إيصال الجنوب إلى هذا الوضع ، بالاعتراف بأخطائها ، وان تعتذر علنياً للشعب الجنوبي  عن كل ما تسببت فيه وما أوصلته إليه ،وبهذا الاعتراف والاعتذار، نستطيع إن نقول بالفعل إننا قد تصارحنا واعترفنا بأخطائنا وعاهدنا الله ثم شعبنا إن لا نسمح لتكرار صراعات ومآسي وإخفاقات الماضي .

إن الهدف من عملية المكاشفة والمصارحة هو مداواة جراح الماضي ومعافاة المستقبل وتحصينه من أوبة وفيروسات الماضي التي نهشت وقطعت في الجسد الجنوبي الواحد ، بل نريد أن نضع من خلال عملية المكاشفة والمصارحة حدا وحدوداً للعبث بالجنوب وبمستقبلة لنقول لمن لم يتعلم ويتعظ كفى فقد أثخنت وتماديت ،،
وكذا وضع ضوابط للمحاسبة حتى لا يسمح بالتمادي او التكرار ، وان تخرج عملية المصارحة والمكاشفة بميثاق شرف جنوبي يحكم ويحتكم إليه الكل  يؤسس لمرحلة جديدة خالية من صراعات الماضي من اجل جنوب جديد بشراكة حقيقية قائم بنائها على أساسات عملية التصالح والتسامح واحترام وقبول الأخر لترتيب وإعادة بناء البيت الجنوبي الجديد الذي يتسع الجميع ولا يلغي أو يستثني أو يقصي أحداً وفقاً لمشروع وطني جنوبي يستوعب التنوع ويلتقي فيه الجنوبيين على الثوابت الدينية والوطنية وان يعمل الجميع من اجل تحقيق المصالح الوطنية الجنوبية العلياء لشعب الجنوب وخدمته ، وفي أعادت الاعتبار والقرار لشعب الجنوب دون فرض أو وصاية أو مصادرة ليقرر مصيره بنفسه ،،،،،،

أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي       10 يوليو 2013م    


الجمعة، 5 يوليو 2013

أيها الجنوبيين احذروا ،، الحراك في خطر

             
نريد حراكاً جنوبياً من اجل خدمة قضية الشعب الجنوبي من اجل حريته وبناء دولته الجنوبية المستقلة لا نريد حراكاً من اجل خدمة أحزاب أو مكون أو قبيلة أو أفراد .

نريد قيادات جنوبية تخدم الحراك وقضية شعب الجنوب لا أن توظف الحراك والقضية الجنوبية لمصالحها وتنفيذ أجندات صنعاء أو الخارج والتطبيل لهذا القائد أو ذاك وشخصنه القضية الجنوبية الخ ،،،

نريد عمل إعلامي وقناة إعلامية تخدم الجنوب تعرف العالم بعدالة قضيته،
نريد قنوات وإعلام يوحد الجنوبيين ويحشدهم جميعا لنصرة  القضية الجنوبية لا أبواق لتمزيق الجنوبيين والتطبيل لهذا المكون أو لهذا الزعيم أو ذاك ،،،

نريد فعاليات منظمة ومدروسة وموحدة يعبر من خلالها شعب الجنوب عن تمسكه وإصراره على المضي بالنضال من اجل الحرية والاستقلال يوصل من خلالها الجنوبيين صوتهم للعالم وقد أوصلوه بالفعل بالمليونيات السابقة ،
 لا نريد فعاليات من اجل أن يتنافس فيها الزعماء الجنوبيين أيهما قادراً على تحريك الشارع والولاء له ،
بل نريد حراكاً وقيادات ولائها لله سبحانه وتعالى أولاً ،، وإخلاصها للجنوب ثانياً ،، ووفائها للشهداء ثالثاً ،
ً
 نريد أن توظف هذه الفعاليات لقضية شعب محتل لا للتطبيل والمبارزة بين قيادات الجنوب فيكفي عبث واستهتار بالشعب الجنوبي وتضحياته،

نريد عصياناً مدنياً وإضراباً هادفاً ومدروساً يشل الحركة الاقتصادية والملاحة الجوية والبحرية ومصفاة عدن وشركات التنقيب والنفط الخ ،،
لا نريد إضراباً يوقف المخبز والبقالة والمدرسة والصحية التي يستفيد منها المواطن الجنوبي ويقطع عليه الطريق إلى المستشفى.

أي إضراب لا يوجه ضرب لاقتصاد الدولة هو عبث وإهدار وقت وعمل يخسر الحراك أكثر مما يفيده ،
نريد خطاباً جنوبياً يوحد الجنوبيين ، وشعارات تترجم قضيتهم وترفع من معنوياتهم لا شعارات السبعينيات العاطفية ولا خطابات ولغة التهديد والوعيد والتخوين والتكفير التي مزقت النسيج الوطني الجنوبي واللحمة الجنوبية ،،
نريد عمل مؤسسي منظم عبر برامج واضحة وهيئات قيادية موحدة فلم نسمع عن أي حركة أو ثورة في العالم قامت أو انتصرت بدون قيادة ورؤية سياسية موحدة وعمل مؤسسي منظم فشغل الهوشلية والعشوائية وتضارب القيادات والزعامات سيقود الحراك إلى الهاوية لا سمح الله لجنوبيين وشعارات تترجم قضيتهم ونرفع من معنوياتهم لاشعارات السبعينيات العاطفية ولا خطابات ولغة التهديد والوعيد ولاسمح الله .

إن مهمة الحراك وقياداته لا تنتهي عند الحرية والاستقلال للجنوب بل تبدأ فهل تستوعب قيادات الحراك ذلك ؟؟  واستعدت لذلك اليوم في مشروع وطني جنوبي قادر على إدارة وبناء الجنوب الجديد والسيطرة عليه  ،، مشروع يطمئن الجنوبيين ويقنع الخارج ،

ملحوظة :
ليس بسياسات وعقلية وفكر وأدوات وثقافة وخطاب وشعار الماضي يمكن أن نبني الجنوب الجديد ،،،،،،

تنبيه
أيها الجنوبيين احذروا هناك عمل ومخطط خطير يجري لتمزيق الحراك وإجهاض القضية الجنوبية وبأدوات جنوبية مع الأسف،،
 ففي الداخل هناك مخطط وعمل لتقسيم الحراك إلى حراك الطغمة وحراك الزمرة ،،،
و في الخارج يجري العمل لتقسيم الحراك والاستقطاب على أساس الصراع الإقليمي في المنطقة ،،،،

اللهم إني بلغت ، اللهم فاشهد

أبو وضاح الحميري            5 يوليو2013م
صالح محمد قحطان