الثلاثاء، 24 أبريل 2012

أنصار الشرعية والشريعة وجهان لعملة واحدة


   

 مايجري اليوم في الجنوب من محاولات مفضوحة ومكشوفة لتسليم الجنوب لمن يطلق عليهم أنصار الشريعة ليس بجديد بل هو استمراراً لتلك الأطماع القديمة لحكام صنعاء لما قبل عام 90م واستكمالاً لمخطط حرب صيف 94م للسيطرة على الجنوب والاستحواذ عليه.
فإذا كان بالأمس وتحديداً في صيف حرب 94م قد احتل الجنوب عسكرياً تحت شعار الحفاظ والدفاع عن أكذوبة الوحدة وبذريعة محاربة الشيوعية والانفصاليين ورافق ذلك إصدار الفتاوى بتكفير الجنوبيين لاستباحة الجنوب عسكرياً واحتلاله ، فأنهم اليوم يعاودون بسط سيطرتهم على الجنوب وتحت ذريعة محاربة النظام وتطبيق الشريعة .
وإذا كان كذلك قد أطلق على القوات التي اجتاحت الجنوب في حرب صيف في عام 94م قوات الشرعية فأنه يطلق عليها اليوم أنصار الشريعة مع الفارق أنها كانت بالأمس بالزي العسكري بينما نراها اليوم بزيها المدني القاعدي وما جرى من تسليم واستلام لبعض المناطق الجنوبية ولمواقع ومعسكرات بمختلف معداتها العسكرية يؤكد تواطئ ودعم الجيش بل ومشاركته مع أنصار الشريعة هذه الحقيقة التي عراها وفضحها صمود إبطال اللجان الشعبية في لودر الذين افشلوا محاولة تسليم لودر كما سبق وان سلمت زنجبار وجعار ،ولذلك فأن  أنصار الشرعية والشريعة هما وجهان لعملة واحدة .
يعلم العالم ويعلم الأمريكان حقيقية القاعدة وعلاقتها بنظام الرئيس الصالح والجنرال علي محسن والشيخ الزنداني وكيف تم توظيف القاعدة من قبل نظام صنعاء وتزاوج معها وكيف خدم كلا منهما الأخر خاصة بعد أن فهم الرئيس الصالح هذه اللعبة واستخدمها لتثبيت حكمة وابتزاز وتخويف الخارج وتصفية خصومه وبالمقابل وجدت القاعدة في نظام صنعاء حليفا وفر لها الملاذ والدعم والحماية وكلنا نعلم كيف وظفها نظام صنعاء في اغتيال كوادر الحزب ودولة الجنوب بعد الوحدة مباشرة بل وكانوا كذلك في مقدمة القوات الغازية التي اجتاحت الجنوب في صيف حرب 94م وتم استقطابهم بعد الحرب في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية كما يعلم الأمريكان كذلك أن مايقوم فيه من يدعون بأنهم أنصار الشرعية يختلف شكلا ومضمونا تماما مع أهداف وإستراتيجية وتكيتك القاعدة المعروفة وإن تشابهت في كثير من الأعمال من حيث الظاهر ،
 وإذا كان هناك من دعم أو مشاركة من بعض ممن يحسبون على قاعدة الخارج فان ذلك يأتي كما اشرنا كنوع من رد الجميل لحكام ومتنفذي صنعاء لما قدموه من رعاية ودعم وحماية لعناصر القاعدة في اليمن وفي إطار الخدمات المتبادلة ،
ماينبغي علينا ان نستوعبه هو أن أنصار الشريعة هم صناعة يمنية خالصة تعتمد في معظم قوتها وقياداتها على الأمن القومي والقوات الخاصة والفرقة الثالثة مدرع وان استجلاب بعض ممن هم محسوبين على قاعدة الخارج أو استقطاب بعض الشباب المغرر بهم باسم الجهاد او ممن استغلت ظروفهم المادية هي محاولة لخلط الأوراق عن حقيقية أنصار الشريعة ومن يقودهم ويستخدمهم.
الحقيقية إن كل الأطراف الحاكمة المتنفذة في صنعاء شركاء حرب 94م وان اختلفوا على تقاسم الكعكة فأنهم جميعهم متفقين على السيطرة على الجنوب وكلهم يسوقون أنصار الشريعة في الجنوب فإذا كان الرئيس المخلوع أراد من خلال ذلك تخويف العالم من أن البديل لرحيله هي سيطرة القاعدة والصوملة كما قال ،، بينما تأتي  مصلحة الأطراف الأخرى في تسويق ذلك لتطمين الشارع الشمالي بان لا هناك خوف من انفصال الجنوب ولا توجد للحراك الجنوبي سيطرة على الأرض هذا من ناحية ومن ناحية أخر لكي تأتي قواتهم فيما بعد لتحرر الجنوب من القاعدة ليعيدوا انتشار وتموضع قواتهم العسكرية من جديد في مختلف مناطق الجنوب ،
ويبقى الشي الجامع لكل هذه الأطراف المتنفذة في صنعاء من تسويق أنصار الشريعة وفزاعة القاعدة هو إجهاض القضية الجنوبية والقضاء عليها نهائيا خاصة بعد أن انتفض الشارع الجنوبي رافعاً شعار فك الارتباط وبعد ان باتت القضية الجنوبية تفرض نفسها عالميا وبدأ العالم يتعاطي معها كقضية عادلة مشروعة لشعب الجنوب ولذلك فأنهم بذلك يقولون للجنوبيين من خلال تسويق أنصار الشريعة ، كفوا عن رفع شعار فك الارتباط والمطالبة باستعادة دولة الجنوب نكف عنكم أنصار الشريعة وإلا سنؤخذ الجنوب تحت شماعة القاعدة أو ندمره .
وبرغم كل المعاناة وكل الآلام إلا أن مايحز ويألم النفس هو استغلال واستغفال بعض الجنوبيين لاستخدامهم لتنفيذ مخططات الأعداء ولوقوف والقتال إلى جانب الغزاة والمحتلين ضد أهلهم وبلادهم الجنوب والذي استغل ويستغل العدو خلافات وصراعات الجنوبيين وتمزقهم وضعفاء النفوس ، ولم يعي بعض الجنوبيين الذين شاركوا في حرب 94م بان مصير الجنوب ومصيرهم هو الذل والاستعباد الا متأخراً وهو درس تعلمه البعض من الجنوبيين  بينما لم يتعلم البعض الأخر مع الأسف ، الأمر الذي نرى تكراراً له في استمالة بعض الجنوبيين من ضعفاء النفوس والمضللين المخدوعين باسم الدين لاستكمال تنفيذ مخطط حرب 94م وان اختلفت أدواته وتسمياته وشعاراته .
إن الحقيقية التي ينبغي على الجنوبيين إدراكها واستيعابها أن الجنوب اليوم يتعرض لمؤامرة كبيرة ضمن لعبة يمنية إقليمية دولية ضحيتها الشعب الجنوبي ومسرحها ارض الجنوب التي يراد لها أن تكون ساحة حرب لتصفية حسابات وصراع القوى والتي يستفيد منها حكام صنعاء وتخدم المصالح والسياسة الأمريكية القائمة على التمدد والسيطرة وخلق وافتعال الحروب والأزمات والذي يزيد اشتعالها كلما اقتربت الانتخابات الأمريكية .
ولمجابهة هذه المخاطر والتحديات فإننا نطالب وندعو كل قادة وعقلا الجنوب من سياسيين وسلاطين ومشايخ ورجال دين ومثقفين ومنظمات المجتمع المدني إلى رص صفوفهم وتوحيد إمكانياتهم والعمل سريعاً على تعميم تجربة اللجان الشعبية في لودر في كل مدن وقرى الجنوب من اجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الأرواح والممتلكات والدفاع عن المدن والقرى من عبث العابثين ولإفشال مخططات أعداء الجنوب الذين يريدون ان يحولون الجنوب إلى ساحة حرب والزج بالجنوب والجنوبيين في أتون فتن وحروب وفوضى لايستفيد منها ولا تخدم إلا أعداء الجنوب الحاقدين والطامعين بأرضه وثرواته .
وفي الختام نناشد شباب الجنوب المخدوعين الذين غرر بهم أو من استغلت ظروفهم ونقول لهم اصحوا من سباتكم وغفلتكم واحذروا فما انتم إلا أدوات ومشاريع قتل وللقتل فلن تكونوا أفضل حالا ممن أدخلوهم الى جعار وابين واتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم وكونوا دعاة للخير والمحبة و السلام.

                        24 ابريل 2012م



الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الدعوة مجدداً لقيام جبهة وطنية جنوبية متحدة


يتعرض اليوم الجنوب بكل مدنه وقراه لتدمير وتمزيق وفوضى عارمة استمراراً واستكمالاً لمخطط حرب صيف 94 م ويعاني الشعب الجنوبي من كل أشكال وأنواع القمع والتنكيل ، والإرهاب والترهيب والتشريد في ظل أوضاع وحياة معيشية صعبة ومما يزيد من معانات الجنوبيين وآلامهم هو تمزق وخلافات قياداتهم الذين انشغلوا بها واشغلوا الجنوبيين كلهم بخلافاتهم غير أبهين ولا مكترثين بما يواجه الجنوب من تحديات ومخاطر واستحقاقات ويأتي في مقدمتها محاولة تحويل الجنوب  إلى ساحة حرب بالوكالة تحت شماعة القاعدة أو أنصار الشريعة لتصفية حسابات القوى المتصارعة أكان في صنعاء أو في أطار الصراع الإقليمي والدولي وتحويل الجنوب كذلك إلى حقل تجارب وصومال أخر ضمن المخطط القديم الجديد الشامل للاستيلاء على الجنوب وإخضاعه أو تدميره
وفي الوقت الذي يزداد فيه الوضع تدهورا وخطورة كل يوم تجد مع الأسف أن الجنوبيين ( القيادات  المشغولين بخلافاتهم) غير مستعدين ان يجلسوا مع بعضهم ليتحاوروا في مصير ومستقبل الجنوب ، والغريبة والذي لا يقبله العقل أن البعض منهم عنده استعداد للجلوس مع أخواننا الشماليين بل ويتسابقون للحوار مع أقطاب سلطة صنعاء بينما يرفضون أن يلتقوا كجنوبيين أولا ليتحاوروا قبل أن يتحاوروا مع الآخرين وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما ذهب فريق من الجنوبيين ليتوحد مع سلطة صنعاء عام 90م بدلا آن يمد يده للقوى الجنوبية الأخرى لتوحيد وترتيب البيت الجنوبي أولاً .
يعلم القادة الجنوبيين بمختلف توجهاتهم وتعدد محاورهم انه من المستحيل أن تحل القضية الجنوبية في ظل تمزقهم وفي ظل خلافاتهم كما انه يستحيل أن ينصب أي قائد أو طرف نفسه مفوضا عن الشعب الجنوبي دون أجماع جنوبي ودون تفويض من الشعب الجنوبي كما يعلمون كذلك أن الوضع جدا خطير والوقت ليس في صالح الجنوبيين أن لم يجلسوا ليرتبوا أنفسهم ويتفقوا ويعملون معا كفريق واحد فان السفينة ستغرق بالجميع ولذلك فأنه لم يعد اليوم مقبولا إن لا يتفق الجنوبيين فالوضع الأمني ومخاطر تقسيم الجنوب وتسليمه لأنصار الشريعة والاستحقاقات القادمة ومؤتمر الحوار وغيرها تتطلب موقفا جنوبيا موحدا ناضجاً قادرا على مواجهة هذه  المخاطر وعند مستوى تطلعات وأحلام الشعب الجنوبي
إن المستجدات والأحداث اليومية المؤسفة والمتسارعة التي تمر فيها مدن وقرى الجنوب وما يتهدد الجنوب من مخاطر وتحديات كلها تتطلب من الجنوبيين سرعة التحرك للجلوس لتدارس هذه الأوضاع الخطيرة ووضع الخطط والمعالجات التي من شأنها أن يتخذ الجنوبيين منها موقف موحد ومشرف للدفاع عن الأرض والعرض وحماية الأرواح والممتلكات ولن يتحقق لهم ذلك ألا بتشكيل تحالف جنوبي واسع او جبهة موحدة توحد خلفها كل الجنوبيين للذود والدفاع عن أنفسهم وأرضهم
لقد باتت مهمة تشكيل جبهة جنوبية متحدة مهمة وطنية ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق مختلف القوى السياسية الجنوبية وهي مهمة عظيمة يتعلق عليها مصير ومستقبل الجنوب نكون أو لا نكون ولانجاز مثل هذه المهمة العظيمة فأنه ينبغي اليوم وليس غدا الإسراع لعقد مؤتمر وطني جنوبي في الداخل لا يستثني احد ينبثق عنه تشكيل مثل هذه الجبهة الجنوبية المتحدة وفقا لبرنامج أو ميثاق وطني ومما ينبغي الإشارة إليه أن المطالبة بقيام جبهة جنوبية متحدة ليس وليد او مطلب اليوم بل لقد سبق ومنذ فترة ان طالب الكثير من الجنوبيين الى ضرورة قيام مثل هذه الجبهة أو التحالف ، فعلى سبيل المثال كتبت في 23 يونيو 2010م مقال بعنوان (نحو قيام جبهة متحدة للحراك الجنوبي) كما كتب الزميل الأخ احمد باحبيب في 18 أكتوبر 2011م مقال بعنوان (الجبهة الوطنية الجنوبية المتحدة )وفي رؤية وحدة الصف الجنوبي التي تقدم بها مجموعة من أبناء الجنوب دعت هي الأخرى إلى قيام جبهة وطنية جنوبية متحدة لمختلف القوى السياسية الجنوبية على أساس ميثاق وطني يحوى المبادئ والقواسم والمشتركة وتحت رؤية وهدف وشعار جنوبي موحد يوحد الجنوبيين ألا وهو حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه .

لقد باتت اليوم مهمة ترتيب البيت الجنوبي وتوحيد الجنوبيين ورص صفوفهم لمواجهة هذه التحديات والمخاطر مهمة شرف لكل جنوبي غيور على أرضة وعرضه وهي مهمة لا تقبل التأجيل ولا التبرير لمن يعز عليه الجنوب ولمن توجد في قلوبهم وضمائرهم ذرة من المشاعر والشعور الوطني والخوف على الوطن.

إن عقد مؤتمر وطني جنوبي في الداخل اليوم قد بات مطلباً وطنياً وضرورة إنسانية وأخلاقية لمحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه قبل فوات الأوان وحتى لا نندم يوم لا ينفع الندم ، ولا اعتقد أن الجنوبيين أذا لم يلتقوا اليوم أن يجدي لقاءهم غدا بعد ضياع وتدمير الجنوب أو ان تجدي غدا مثل هذه المؤتمرات للبكاء على الأطلال.

 برقية عاجلة:

إن أي عمل يضر بقضية الجنوب وبوحدة الجنوبيين ويعمل على خلق خلافات وصراعات جديدة أو على نبش وإحياء خلافات وصراعات الماضي أكانت سياسية أو قبلية ومناطقية  ويستهدف تقسيم وتمزيق الجنوبيين ولا يريد لهم أن يداوون جراحهم ويتناسوا الماضي ولا يريد لهم أن يوحدوا جهودهم هو عمل مشبوه لا يخدم إلا الأعداء شئنا أم أبينا أكان بوعي أو بدون وعي .

لذلك نقول للذين ينهشون في الجسد الجنوبي  اتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم ووطنكم فيكفي ما يعانيه الوطن وأهله من ذل وقمع وتنكيل ومذله ومهانة وسلب ونهب ومن جراح وألام فلا تزيدوه  جراحاً فوق جراحه ولا ألاما فوق آلامه فكونوا عونا له لا عليه ومعول بناء لا هدم لان الجنوب اليوم محتاج لمن يداوي جراحه ويوحد صفوفه ولمن يشد من أزر ومعنويات المناضلين في صمودهم ونضالهم من أجل حريته واستعادة دولته ولمواجهة الأخطار التي يتعرض لها الجنوب أرضاً وإنساناً أنها معركة الكرامة نكون أو لا نكون .

                 10 ابريل 2012م