الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

التصالح والتسامح شرطاً للوحدة الجنوبية



 (كيف نحول الأخطاء البشرية عدلا بشرياً ) هذه العبارة كتبت على منزل احد أساقفة جنوب إفريقيا أثناء عملية المصالحة الأفريقية،،

وفي بلادنا آثر الجنوبيين أن يجعلون من يوم 13 يناير الدامي المشئوم اليوم الأسود يوماً ابيض لمداواة جراح والآم الماضي ومعافاة المستقبل ،، وصار يوم 13 يناير يوماً احتفالياً يحتفل فيه الجنوبيين بيوم التصالح والتسامح الجنوبي الذي انطلق من جمعية ردفان الخيرية بمحافظة عدن الجنوبي في  13 يناير 2006م ،
لقد جاءت عملية التصالح والتسامح الجنوبي تعبيراً عن  رغبه صادقة لروادها الأوائل وللسواد الأعظم من شعبنا في دفن وتجاوز صراعات ومآسي مرحلة الماضي ونبذ لغة العنف ولفتح صفحة جديدة تؤسس لمرحلة جديدة  من التآخي والوئام والتعاضد والتحالف والاصطفاف الوطني الجنوبي على قاعدة الشراكة واحترام الأخر والإقرار بحقوقه المتساوية كشركاء في الوطن لا يستطيع احد أن يلغي او يستغني عن الأخر وشكلت عملية التصالح والتسامح كذلك قيمة إنسانية وأخلاقية ينبغي الحفاظ والبناء عليها وبحيث تتحول إلى سلوك وثقافة في العلاقات والحياة السياسية الجنوبية في أطار التعاطي والتعامل مع الأخر.

وبرغم ما حققته عملية التصالح والتسامح من انجازات وخطوات طيبة ، فقد أثبتت التجربة التي مررنا بها منذ إعلان التصالح والتسامح إلى اليوم أن ثقافة التصالح والتسامح لم تتحول بعد الى سلوك وثقافة حقيقية في سلوك ووعي وممارسات الناس وبالذات بعض القيادات الجنوبية التي لازالت مع الأسف أسيرة لثقافة وحسابات وحساسيات الماضي وللتطبيل والتمترس حول الأفراد على حساب الوطن وقضيته العادلة بل ويجري مع الأسف إعادة إنتاجها من جديد وهو ما انعكس وتجسد في تلك الخلافات التي لاتجد لها في غالبتها أي مبررات مقبولة وسخرت تلك القيادات والكثير من المواقع والمنابر الإعلامية المحسوبة على الحراك بل واستهلكت الكثير من الجهد والوقت لجلد الذات الجنوبية ولإذكاء وافتعال الخلافات التي أضرت بالمسيرة النضالية وحالة دون وحدة الجنوبيين وباتت تهدد بنسف عملية التصالح والتسامح برمتها والعودة بالجنوبيين مجددا إلى تلك التمترسات التي مزقت الجنوبيين وخسروا بسببها وطنهم .
ولتحقيق مصالحة جنوبية حقيقية قابلة للحياة والعيش فأنه ينبغي الإسراع في إعداد وتبني ميثاق وطني جنوبي يضع الضوابط والضمانات لمنع تكرار صراعات ومآسي الماضي ويؤمن المستقبل ، ويحكم ويحتكم إليه الكل ، ويؤسس لمرحلة جديدة لجنوب جديد بشراكة حقيقية ، قائم بنائها على أساسات عملية التصالح والتسامح واحترام وقبول الأخر لترتيب وإعادة بناء البيت الجنوبي الجديد الذي يتسع الجميع ولا يلغي أو يستثني أو يقصي أحدا
  ميثاق وطني جنوبي يستوعب التنوع السياسي والفكري والاجتماعي الذي يلتقي فيه الجنوبيين على الثوابت الدينية والوطنية وان يعمل الجميع من اجل تحقيق المصالح الوطنية الجنوبية العلياء لشعب الجنوب وخدمته ، وفي إعادة الاعتبار والقرار لشعب الجنوب ليقرر مصيره بنفسه دون فرض أو وصاية أو مصادرة .
ولتحقيق هذه الغاية فانه ينبغي أن تسند مهمة إعداد الميثاق الوطني الجنوبي لهيئة علمية محايدة للمصالحة الجنوبية غير مرتبطة أو مشاركة في صراعات الماضي تتشكل بدرجة رئيسية من هيئة علماء الجنوب ومن أساتذة جامعة عدن ومن القضاة والمحامين الجنوبيين ويتم التوقيع على هذا الميثاق من قبل مختلف القوى السياسية الجنوبية يحدد هذا الميثاق المبادئ والضوابط ويحرم ويجرم ويحاسب أي عمل أو ممارسات مستقبلا تخرج عن الثوابت الدينية والوطنية وتلحق الضرر بالشعب الجنوبي وبوحدته وتهدد مستقبله وأمنه واستقراره ، مع الإقرار أن أي خلاف يقود إلى العنف والتناحر هو ضد المصلحة الوطنية وجريمة بحق الشعب الجنوبي
 ولتحقيق المصالحة الجنوبية فانه ينبغي الاعتذار ورد الاعتبار لكل من تضرر خلال الفترة الماضي أكانوا إفراد أو قوى سياسية أو مدن وقرى الخ ،،.
إن فعالية الذكرى السابعة لعملية التصالح والتسامح ينبغي أن تسجل محطة للترجمة الحقيقية لهذا الهدف النبيل  لتحويل عملية التصالح والتسامح إلى سلوك ووعي وثقافة من خلال :

1- تشكيل لجنة مشتركة وموحدة في الداخل تتولى مسؤولية الإعداد والتحضيرات لكل فعاليات الحراك وتتمتع بصلاحيات كاملة حتى نتجنب تكرار مارافق الفعاليات السابقة من تباينات وخلافات تؤثر سلبا بشعبية وزخم تلك الفعاليات.

2– إعادة ترديد القسم الجنوبي في كل الفعاليات الجنوبية،، دم الجنوبي على الجنوبي حرام ،، وتخوين الجنوبي للجنوبي حرام ،،.

3-  تحريم المراشقات والمناكفات الجنوبية الجنوبية باعتبارها لاتخدم إلى أعداء الجنوب وتضر بالوحدة والقضية الجنوبية  وان تمتنع كل وسائل الإعلام من قناة عدن ومواقع ومنابر إعلامية جنوبية عن تسويق أو نشر أي مواضيع أو بيانات أو مقابلات تنهش في الجسد الجنوبي وتمزقه ولا تخدم وحدة الجنوبيين وقضيتهم العادلة وان على قيادات وأعلام الحراك في الخارج وقناة عدن الارتقاء بنشاطها وعملها الإعلامي والدبلوماسي المعبر والمواكب لنبض وزخم الشارع الجنوبي وبما يخدم تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال .

رسالة الى شباب الجنوب
لقد أثبتم بنضالكم وصمودكم وتضحياتكم أنكم مفخرة الجنوب وصمام أمان مسيرة الثورة الجنوبية واستطعتم بالفعل ان تحافظون على معنوياتكم وزخم ثورتكم وكانت رسالتكم في انتخابات الرئاسة وأكتوبر ونوفمبر الماضي قوية وعظيمة بعظمة قضيتكم العادلة وبمستوى تضحياتكم الغالية  الأمر الذي نطالبكم فيه بتعزيز وتفعيل نضالكم السلمي من خلال المحافظة على طابعه السلمي وعلى وحدتكم على قاعدة التصالح والتسامح ولتكن رسالتكم في 13 يناير القادم الذكرى السابعة لعملية التصالح والتسامح  رسالة أقوى وابلغ من رسالة نوفمبر الماضي ليسمعها القاصي والداني واعملوا على ترديد القسم الجنوبي المعروف دم الجنوبي على الجنوبي حرام ،، وتخوين الجنوبي للجنوبي حرام ،،
ولا تسمحوا لاين كان ان يفرق صفوفكم أو أن يبث بين صفوفكم روح الفرقة والتمزق واعلموا أن وحدة الجنوبيين مرهونة بالتمثل قولاً وعملاً بقيم التصالح والتسامح وان انتصار القضية الجنوبية مرهونة بوحدة الجنوبيين في تماسكهم ورص صفوفهم .

أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي          26 ديسمبر 2012م

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

لا صوت يعلو فوق صوت بن علي

لخميس 20 ديسمبر 2012 09:46 صباحاً


في البداية ينبغي أن نؤكد هنا اننا نكن للأخ المناضل محمد علي احمد كل احترام وتقدير بل وتربطنا فيه علاقات قديمة كزملاء وجيران من أيام الرئاسة بل وحسبنا معاً على المرحوم سالمين ويشهد الله اننا تسامحنا ، بل ونعي جيدا ما كان لتلك الأحداث من عواقب وخيمة ونتائج مدمرة لايمكن لنا جميعا السماح لتكرارها مجددا ،ً ولقد عاهدت الله وعاده نفسي أن لا ادخل في أي صراع جنوبي جنوبي مابقي بالعمر بقية .
بالأمس فوجنا بالدعوة المستعجلة لعقد المؤتمر الجنوبي الذي تزعمه المناضل محمد علي وإصراره على عقده في 18 ديسمبر الخالي وكتبنا رأينا حوله في رسالته نشرت في حينه واليوم نفاجئ مرة أخرى بالتصريحات الصحفية للأخ المناضل محمد علي احمد وبغض النظر عن امتداحه للجنرال علي محسن الأحمر فها شأنه ،، الا ما أدهشنا واحزنا هي تلك التصريحات التي تذكرنا بثقافة الحزب الشمولي المخونة والملغية للأخر وثقافة وسياسية الاستقوى والوصاية على الشعب الجنوبي هذه الثقافة التي دفع الجنوبيين بسببها أثماناً باهظة وخسرتنا وطناً والتي لا نريد لها أن تتكرر.
لذلك دعونا نناقش ونقف امام بعض تلك التصريحاته كما جاء على لسانه :
1 – (بالنسبة لتمثيل شعب الجنوب نؤمن إيماناً مطلقاً بالتمثيل الوطني للمحافظات الجنوبية من خلال القاعدة السياسية في المحافظات الست, هذه المحافظات هي التي تمثل القاعدة الشعبية في محافظاتهم.. ونحن نتحدث باسمهم, وعلى هذا الأساس سندخل الحوار”.)

السؤال الذي نطرحه من أين يستمد هذا المؤتمر شرعيته ؟؟ هل من الذين حضروا والذي لا يتجاوز عددهم 800 عضوا وإذا اعتبرنا ذلك فمن أين يستمدون الذين حضروا شرعيتهم ؟؟ وهل انتخبوا من المديريات والمحافظات من قبل شعب الجنوب او من قبل الطيف السياسي الجنوبي ؟؟
 وما هو التفويض الذي يمتلكه الأخ محمد علي من القاعدة الشعبية في المحافظات الست التي يتحدث باسمها ليدخل الحوار باسمها ؟؟


2- قال كذلك “مؤتمرنا يمثل المكونات والهيئات السياسية والأحزاب داخلة بموجب ميثاق الشرف الذين وقعوا على ميثاق الشرف هم الذين نتكلم بإسمهم, أما المكونات المشطرة, (هناك) مكونات صغيرة زرعت وتفرخت من داخل مكونات لأنها الهدف من تفريخها إفشال قضية الجنوب, ولا يهمنا هؤلاء, ما يهمنا هم المخلصين للقضية الجنوبية, وهم الذين يريدون عودة الدولة الجنوبية, أما الذين هم مدفوعين ومكلفين من قوى أخرى سياسية في الوطن وأيضاً إقليمية ودولية فهؤلاء نعتبرهم نحن من الخصوم ولا نقبل ولا نخضع لمطالبهم ولا لمكوناتهم لأن هذه المكونات مفرخة بالمال وبالتعطيل, وعلى هذا الأساس شعبنا سيفشلهم ومؤتمرنا طغى على عيوبهم”.
لاحظ هنا ثقافة الإلغاء والتخوين والوصاية والمصادرة للأخر حيث يقول كل من دخل المؤتمر ووقع على ميثاق الشرف هم الشرفاء والمخلصين فقط اما الآخرين الذين لم يدخلوا مؤتمر محمد علي احمد هي مكونات مشطرة وصغيرة ومفرخة ومزرعة بل واعتبرهم أعداء

3 – قال “الذين لا يؤمنون بميثاق الشرف والقضية الجنوبية وهذا الوطن فنحن لا نعترف بهم ولا يهمنا وجودهم ولو نبحوا من خارج السرب, ينبحوا من الخارج أو يعملوا أي شيء يريدوه, من لديه قضية فعليه أن يدخل إلى الوطن ويدافع من داخل الوطن مثلما نحن, نحن معرضون للخطر, لماذا لا يدخلون (الوطن) ويكونوا معنا, ونكون كلنا ندافع عن الوطن إذا كنا نتكلم باسمه,

كل من يختلف معي عميل وخائن ،، هي نفس الثقافة القديمة التي عانينا منها ودفعنا بسببها أثماننا باهظة وضيعتنا وطن ومن لايؤمن بميثاق الشرف حق محمد علي هو عدو وكان هذا الميثاق كتاب مقدس لايمس والسؤال هنا أين نحن من الإيمان حقيقةً بثقافة قبول الأخر وبالتنوع السياسي والفكري وأين الإيمان بالديمقراطية وحرية الأخر والتعددية الحزبية التي نتكلم عنها ؟؟؟

الحقيقية ان ما احزني ليس مثل هذا الكلام وان كان محزن لكن ما احزني بجد هي تلك الألفاظ التي لا تليق في بن علي كرجل مناضل وشجاع كنا ولازلنا نراهن عليه ان يكون عمود ورائد من رواد التصالح والتسامح يعول عليه الكثير من الجنوبيين

كما لفت انتباهنا كذلك هو أن الأخ محمد علي يمن على الجنوب انه عاد ليناضل في الداخل ويهاجم من هم في الخارج وينسى الأخ محمد علي انه كان في الخارج ردحاً من الزمن وان شباب الجنوب بصمودهم وتضحياتهم وقبل ان يعود محمد علي هم من أوصل القضية الجنوب إلى ماوصلت إليه ثم ينسى كذلك ان الخطر الذي يقول عليه اليوم وخاصة بالنسبة لأمثاله غير موجود ولا لما استقبل استقبال رسمي في مطار عدن عند عودتي ولما كانت أطقم الأمن المركزي والأمن السياسي هي التي تحرسه وتحرس مؤتمره ،،  فعن أي خطر يتحدث  الأخ محمد علي ؟؟

الخلاصة :

الحقيقية ان الأخ المناضل محمد علي قد عقد العزم واتخذ قراره بدخول مؤتمر الحوار وما استعجاله لعقد مثل هذا المؤتمر الا محاولة منه لأضفى الشرعية له للتمثيل والتحدث باسم الجنوب ونسي الأخ العزيز محمد علي ان لا احد اليوم قادرا ان يفاوض باسم الشعب الجنوبي دون تفويض من الشعب الجنوبي او ان يتحدث باسمه مهما كان شأنه ومكانته كما أن شعبنا الذي تجرع مرارة الكأس مرات ومر ات لايمكن اليوم ان يسمح لاين كان ان يقوده الى باب اليمن مرةً أخرى ، بل ولن يسلم شعبنا مرةً أخرى رقبته لمن يريد ان يتنطط عليها او يكسرها مرة ثالثة

تكررت كثيرا عبارة الحوار الوطني ،، فعن أي وطن يتحدث وهل نسي بن علي أننا شعب ووطن محتل وان قضية الجنوب قضية وطن وليست داخلية كقضية صعدة او الجعاشن يمكن ان تناقش او تحل بالحوار الوطني  ،،

من يريد ان يشارك فهو حر لكن بعيدا عن الوصاية وبعيدا عن التحدث باسم شعب الجنوب لان شعبنا قد قالها لاحوار بدون الاعتراف بالقضية الجنوبية وبدون إلغاء فتوى حرب 94م وبدون اعتذار صريح وعلني للشعب الجنوبي وعلى قاعدة التفاوض الندي شمال وجنوب وتحت إشراف ورعاية وضمانات دولية .

نصيحة للأخ محمد علي من أخ لأخيه أن يترك الحراك الجنوبي وان يتولى قيادة المنطقة الجنوبية ، وسنحترمه كما نحترم بقية أخواننا الجنوبيين الذين في السلطة وأحزاب المشترك الذين ابتعدوا عن الحراك الجنوبي ولا يدعون الوصاية لا على الحراك ولا على الجنوب

الجنوب أغلى من مصالحنا واكبر من خلافاتنا وعلى من يحب الجنوب بجد وصدق إن يكون عند مستوى تطلعات وأحلام شعبنا وان يكبر بحجم الجنوب ،،
صالح محمد قحطان المحرمي 

السبت، 15 ديسمبر 2012

رسالة إلى قناة عدن وإعلام الحراك


على الرغم من الجهود والنجاحات الذي حققها الحراك الجنوبي السلمي كحركة شعبية في إحياء وإيقاظ الوعي بالقضية الجنوبية كقضية سياسية  مركزية واستطاع ان ينهض بها كقضية عادلة ومشروعة لشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التوّاق للحرية ،وبرغم الجهود التي بذلها الإعلام الجنوبي في تبني وإبراز القضية الجنوبية في مختلف المواقع الإعلامية الجنوبية وبجهود ذاتية ومتواضعة ، إلا إن الحراك الجنوبي لم يتمكن من إيجاد مراكز إعلامية متخصصة ووضع الخطط الفاعلة لمواجهة إعلام ودعاية نظام صنعاء والحرب النفسية التي سخر لها إمكانيات دولة لمحاربة الحراك الجنوبي،، بل ظل إعلام الحراك حبيس نفسه وسخرت واستهلكت قيادات الحراك في الداخل والخارج ،  الكثير من الجهد والوقت لجلد الذات الجنوبية  ونشر الخلافات ، ولم يتصدر أي موقع أو صحيفة جنوبية لتحمل مسؤولية القيام  بدور فاعل ومؤثر ولم تستطيع قناة عدن القيام بذلك  لخلق وعي ورأي عام جنوبي وكذا التأثير على الرأي العام الخارجي في شرح  وتعريف وإيصال للقضية الجنوبية خارجياً وفي حشد وتوحيد الجنوبيين ولم تستطيع قيادات الحراك في الداخل والخارج وإعلامهم من الارتقاء بعمل الحراك ونشاطه ليرتقي إلى مستوى حركة وفعل الشارع الجنوبي ليعبر عنه وليشكل رافداً وداعماً قوياً له ، لإيصال رسالته إعلامياً وسياسياً خارجيا ،،بل وأدى تناقض وتخبط الخطاب والإعلام الجنوبي الى عدم إيصال رسالة الحراك بشكل صحيح بل ويجهل الكثير من أخواننا العرب وغيرهم بحقيقة الأوضاع والمعاناة ومطالب شعب الجنوب وهذا مالفت انتباهي في الندوة التي أقيمت حول القضية الجنوبية مساء يوم الخميس13 ديسمبر 2012م في غرفت منتدى عراق شمس الحرية والذي شارك في هذه الندوة مجموعة كبيرة من المثقفين العراقيين والعرب لاحظنا تماما ان إخواننا العرب يجهلون حقيقة الوضع القائم في الجنوب من انه ليس وحدة ،،وهم  يعتبرون اليمن واحدا ولا يؤيدون كلمة انفصال ويجهلون أننا شعبين ووطنيين بيمنيين وان مطلب الجنوبيين هو فك ارتباط وليس انفصال كما تستفزهم بعض الأطروحات بأننا لسنا يمنيين بل جنوب عربي ويجهلون ماضي وتاريخ الجنوب الأمر الذي عكس ضعف إعلامنا ومثقفينا الذي يطلب من قادة الحراك ومفكريه ومثقفيه وإعلامه إلى الارتقاء بالخطاب الإعلامي وتبني خطاب موحد وتعريف العالم بحقيقة الوضع في الجنوب وبتاريخ الجنوب وبمطالب الجنوبيين العادلة .
ولذلك فأنني أرى من باب الاجتهاد التأكيد والتمسك في نضالنا السلمي وفي إعلامنا وتحركنا الدبلوماسي وعلاقاتنا الجنوبية على أساس الثوابت والمبادئ والحقائق التي بنبغي ان يتمثل فيها الجنوبيين والحراك الجنوبي وإعلامه كما يلي:
1       –  تعريف العالم بتاريخ الجنوب وهو وما كان يعرف قبل 30 نوفمبر 1967م بالجنوب العربي وما عرف بعد الاستقلال بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى عام 1990م وان الشعب الجنوبي بتعاقب أجياله عبر مسيرة تاريخية الطويل الذي يمتد إلى آلاف السنين ، شعب عربي مسلم له هويته السياسية وتاريخه وثقافته وكيانه المستقل ولم يكن الجنوب تاريخياً يوماً من الأيام فرعاً أو شطراً او تابع لأي من الدول التي قامت في اليمن الشمالي

2       التأكيد على موقف الجنوبيين المؤمن والداعي للوحدة العربية والإسلامية المتكافئة التي تحقق للكل العدل والمساواة والعزة والكرامة وان الوحدة اليمنية التي كانت للجنوبيين حلم وظلوا يتغنون بها ردحاً من الزمن وقدموا من اجلها وطن قد اصطدم هذا الحلم بإطماع صنعاء الاستعمارية المبيتة كما أكدتها مذكرات المرحوم عبد الله بن حسين الأحمر ومذكرات الشيخ سنان ابو لحوم مع التأكيد على عدم توفر المقومات لبناء الدولة المدنية الحديثة في الشمال دولة النظام والقانون ولو بعد ألف عام

3       إن يشرح إعلامنا ومثقفينا للعالم أن الوحدة السياسية التي تمت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية عام 90 بشكل طوعي وسلمي قد انتهت شرعيتها وأسقطت في 7/7 1994م م بالحرب التي شنها نظام صنعاء على الجنوب واحتلاله .

4       إن يعرف العالم حقيقة الوضع القائم في الجنوب بأنه ليس وحدة بل هو احتلال واستعمار كما يقوله الواقع على ارض الجنوب وكما اعترف بذلك احد أقطاب السلطة ومن قاد حرب 94م اللواء علي محسن الأحمر


5       إن قضية أبناء الجنوب هي قضية وطن وليست مطلبيه حقوقية ولا داخلية كقضية صعدة والجعاشن وتهامة يمكن حلها في إطار دولة اليمن بحوار وطني ولا هي قضية سلطة ومعارضة ولو كانت قضية سلطة لحلت بوجود الجنوبيين فيها بعد حرب 94م ولحلت اليوم بوجود رئيس الجمهوري ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الأمن القومي وغيرهم من الوزراء ابنا الجنوب كما ان الجنوبيين الموجودين بالسلطة ليس ممثلين للجنوب بإصرار سلطة صنعاء وباعترافهم هم أنفسهم

6       القضية الجنوبية قضية سياسية بين طرفين شمالي وجنوبي ولايمكن ان تحل الا على هذا الأساس وعبر التفاوض الندي بعد الاعتراف بالقضية الجنوبية والاعتذار للشعب الجنوبي والغاء فتوى حرب 94م التي حللت دم الجنوبيين واحتلال الجنوب وان يكون التفاوض تحت إشراف ورعاية وضمانه دولية وإقليمية وانه لا يحق لأي حزب أو تيار سياسي أو أي قوى أن تنفرد في التفاوض في حل القضية الجنوبية ،

7       رفض مفهوم مصطلح الانفصال الذي يعتبر تسويقه مغالطة وتجني على الواقع وتزوير للحقائق والتاريخ يراد منه تبرير وتكريس احتلال الجنوب بل ان شعب الجنوب مطلبه فك الارتباط, , فهو لم يكن ذات يوما جزءا او فرعا او تابعا لشعب ودولة وارض الجمهورية العربية اليمنية.

8       التمسك بإعلامنا وخطابنا بالمطالبة باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عبر فك الارتباط كما أكدت على ذلك وثائق الحراك ورسالة الرئيس البيض للامين العام للأمم المتحدة ورسالة مكونات الحراك في لقائهم أخيرا في عدن بالوزير البريطاني وسفراء الدول دائمة العضوية وكذا بيان مهرجان 30 نوفمبر 2012م بالمنصورة عدن ، وعبر عنها شعبنا في مناسبات عدة لعل أهمها موقفه الجمعي من الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21/ فبراير/ 2012 ، واحتفالات 14 أكتوبر 2012م و30 نوفمبر 2012م الذي مثل استفتاء شعبياً من أجل استعادة دولة الجنوب المستقلة



9       التأكيد على أن المطالبة بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليس المقصود منه عودة نظام الحكم الحزب الاشتراكي ولا نهجه السياسي بل المطالبة بكيان تلك الدولة وشخصيتها الاعتبارية القانونية والدولية وبكامل سيادتها وأراضيها وبحدودها البحرية والبرية والجوية ألمعروفه وان مستقل السلطة يحدده صندوق الاقتراع الحر والنزيه   ويقرر شعب الجنوب نوع وشكل النظام السياسي القادم من خلال استفتاءه على الدستور .

10  التأكيد على ان الجنوب هو ملك لكل أبنائه من أقصاهم إلى أدناهم , على اختلاف عشائرهم وقبائلهم ومناطقهم وانتماءاتهم السياسية , وتوجهاتهم الفكرية . و هم متساوون في الحقوق والواجبات

11  - التأكيد بان الحراك الجنوبي السلمي هو الحامل الشرعي والرئيسي للقضية الجنوبية كحركة شعبية سلمية عادلة لشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , المنادية بفك الارتباط لاستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية

12  -  تمسك الجنوبيين بأسلوب وخيار النضال السلمي في استعادة دولتهم كخيار استراتيجي لا رجعة فيه وسلاح العصر الراهن الذي اثبت فاعليته كشكل حضاري فاعل وآمن واقل تكلفة

13  تعميق ونشر ثقافة التصالح والتسامح و تحويلها إلى سلوك وثقافة بالفعل, من خلال تثبيت مبدأ قبول واحترام الأخر والإقرار بحق الآخر ، ونبذ ورفض ومحاربة سياسة الاستقوى والمصادرة والفرض والوصاية  وثقافة الإلغاء والإقصاء و التهميش وتخوين وتكفير وتكميم الصوت والرأي الأخر وتحريم التراشق والمناكفات الجنوبية

14  – عدم السماح في ن يكون الجنوبيين طرف في أي صراع لأقطاب السلطة في صنعاء وعدم السماح لتحويل الجنوب إلى ساحة لتصفية حسابات الأقطاب المتصارعة في صنعاء 


15  - رفض ومحاربة كل اشكال التطرف والإرهاب  فكرا وسلوكا وإدانتها ونبذها في مناطق الجنوب وكذا رفض التوظيف الديني لأغراض سياسية

16  – عدم السماح باستخدام القضية الجنوبية ورقة ي الصراع الإقليمي والدولي كما انه ليس من مصلحة الجنوبيين استفزاز او معاداة احد

17  - تمتين وتعميق علاقة الشعب الجنوبي التاريخية والإستراتيجية مع أخوانهم العرب ومع جيرانه في السعودية ودول الخليج

18  - رفض أي سلوك او ممارسات تستهدف او تستفز أبناء الجنوب من أصول شمالية ونشر ثقافة ان الجنوب لكل أبناءه وبغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم .

19  - عدم استفزاز الجنوبيين الذين يعملون مع السلطة والذين في الأحزاب اليمنية المختلفة وكذلك الشخصيات والواجهات الاجتماعية ورجال الدين أكانوا الذين لازالوا مع الوحدة او الذين لهم آراء أخرى وان نحاورهم بصدر رحب دون عداء وتخوين


20  – التأكيد على ان قضية أبناء الجنوب هي مع سلطة صنعاء ومتنفذي حرب 94م وليست مع الشعب والمواطن الشمالي

 

ابو وضاح الحميري  
صالح محمد قحطان المحرمي        السبت 15 ديسمبر 2012م 




الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

رسالة إلى المناضل محمد علي احمد


                
إن انتصار القضية الجنوبية وحرية الجنوب واستقراره ومستقبلة وتطوره مرهون بشراكة ومشاركة الجميع وبوحدة الجنوبيين ولا يستطيع احد اليوم إن ينفرد في معالجة وحل القضية الجنوبية وبمصير الجنوب دون توافق جنوبي ودون العودة للشعب الجنوبي ليقرر مصيره بنفسه ،،
لقد أثبتت التجربة ان كل مشاكل وإخفاقات الجنوبيين وماعانوه سابقا ويعانوه اليوم وما أوصل الجنوب اليه يتمثل في فشل الإدارة السياسية الجنوبية في التعاطي مع الأحداث والأزمات ومعالجتها والتي افتقدت الى التحليل العلمي والمعطيات العلمية القائمة على المعلومات والتقديرات الصحيحة التي ينبغي ان تقوم عليها هذه السياسة وقراراتها ،،
ولقد علمتنا التجربة كذلك ان النجاح والنصر دائما يكون حليف من  يمتلك تقديرات علمية ومعلوماتية واقعية تمكنك من قراءة صحيحة وتقديرات صحيحة لمصالحه ولميزان القوى ولسير تطور الأحداث ولصالح من ،،، وفي نفس الوقت فانه لن يستطيع الجنوبيين من رص صفوفهم لمواجهة ومجابهة هذه التحديات والمخاطر دون تقييم شجاع ومعرفة الجنوبيين لنقاط ضعفهم والتحرر منها وامتلاكهم  لعناصر القوة والمحافظة عليها وهو الأمر الذي يتطلب اليوم أن تستوعب الناس حجم تحديات ومتطلبات النضال الوطني وتعقيداته وموازين القوى داخليا وخارجيا وان تركز الناس على القضايا الجوهرية التي تجمع الناس وان نبتعد عن إثارة القضايا التي تفرقهم وتتوهم عن قضيتهم الأساسية المركزية (وهي حشد كل الجنوبيين لاستعادة دولتهم لاستعادة الجنوب وتحت شعار  حق العشب الجنوبي في تقرير المصير
لقد فشلت كل المحاولات والجهود السابقة لتوحيد الجنوبيين وعقد مؤتمرات جنوبية توحد الجنوبيين فلم يستطيع مؤتمر القاهرة ان يكون مؤتمرًا لكل الجنوبيين بل وحتى لكل الفدراليين ( الرابطة راي) كما لم يتمكن كذلك مؤتمر بروكسل ان يكون لكل الاستقلاليين ، بل ولم يستطيع المجلس الأعلى ان يعقد مؤتمرا لكل أعضاءه ، ولسنا هنا بصدد تناول الأسباب والمبررات الا إننا أردنا من خلال ذلك ان ننبه من التسرع والانفراد في مثل هذا الأعمال التي تتطلب الإعداد الجيد من خلال إشراك الكل ومساهمتهم في الإعداد نفسه وليس في الحضور ، وفتح حوار جنوبي جنوبي يفضي للاتفاق على أهداف وموضوعات مثل هذا المؤتمر من خلال الإعداد والتحضير وبوقت كافي وليس على طريق الكلفتة او فرض سياسة الأمر الواقع ، والذي أثبتت التجربة كذلك ان فشل مثل هذه المؤتمرات ليس بسبب الخلاف على الأهداف او الوثائق التي قد لايختلف عليها الناس بل بسبب عدم اشتراك البعض في صنع تلك الوثائق وفي التحضير وهي حساسية جنوبية ينبغي التنبه لها ولذلك فانه أن كنا فعلاً حريصين على نجاح مثل هذا مؤتمر وحريصين على وحدة الجنوبيين وترتيب البيت الجنوبي فانه ينبغي ليس استدعاء او إخطار الناس لحضور مثل هذا المؤتمر بل ينبغي إشراكهم من أول خطوة في عملية الإعداد والتحضير بحيث يشعر الكل أنهم قد ساهموا جميعاً في صنع مثل هذا الحدث وليس على طريقة خدمة الجوال اتبعني
الحقيقة ان مادفع بنا الى كتابة مثل هذا هي دعوة الأخ المناضل محمد علي احمد لعقد مؤتمر وطني جنوبي لكل الجنوبيين في 16 ديسمبر الحالي ،، ولذلك في الوقت الذي يجمع الكل على ضرورة وأهمية عقد مثل المؤتمر وفي الوقت الذي نحي فيه الجهود التي بذلها ولازال يبذلها الأخ المناضل محمد علي احمد منذ عودته للداخل لدعوة الجنوبيين لوحدتهم ولعقد مؤتمر جنوبي الا ان الاستعجال في الدعوة لعقد مثل هكذا مؤتمر وفي مثل هذا الوقت الضيق ليس بالقرار الصائب والحكيم بل هي دعوة وعمل قد كتب عليه بالفشل مسبقاً مع تقديرنا للنوايا الطيبة ،، ولذلك فانه ليس إمام الأخ المناضل محمد علي احمد والداعين لهذا المؤتمر وبهذا الوقت الضيق وبهذه الطريقة الا خيار من خيارين اثنين :
1 - اما أن يعقدون مثل هذا المؤتمر اذا ما أصروا على عقده في موعدة وبهكذا طريقة ويعلنون عن أنفسهم كفصيل او تكتل معين وليس مؤتمر جنوبي وطني لكل الجنوبيين لأنه لا الوقت ولا الإعداد يضمن بالفعل مشاركة الكل وان يكون بالفعل هذا المؤتمر مؤتمراً جنوبياً جامعاً لكل الجنوبيين
2 – ان يتم التريث ويتم العمل على تشكيل او تطعيم اللجنة التحضيرية التي يرئسها حالياً الأخ المناضل محمد علي احمد بحيث تشمل كل الطيف السياسي الجنوبي ولا تستثني احد وان يترك عملية الإعداد وتحديد الموعد المناسب لعقد المؤتمر الجنوبي للجنة التحضيرية وفي الوقت المناسب والذي تكون فيه اللجنة قد ضمنة عناصر ومتطلبات نجاح مثل هذا المؤتمر.
ولذلك نرجو من الأخ المناضل محمد علي احمد التريث حتى لايسجل هذا المؤتمر فشلا جنوبياً جديداً يترتب عليه نتائج سلبية نحن في غنى عنها وفي الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة لرفع الروح المعنوية والنضالية التي مثلت أروع صورها النضالية الموحدة التي عبر عنها شعبنا في 30 نوفمبر الماضي في الذكرى ال45 للاستقلال الوطني وفي الموقف المشرف والجمعي الذي تمثل فيه لقاء العديد من مكونات الحراك السلمي مع الوزير البريطاني والسفراء والذي تجسد ذلك في قوة ووحدة الموقف الجنوبي في المذكرة الجماعية التي سلمها ممثلي مكونات الحراك الجنوبي للسفراء الدول الدائمة العضوية والوزير البريطاني والتي عكست تلك الوثيقة مطالب الشعب الجنوبي المتجسدة في الإرادة الشعبية المعبر عنها يوميا في ساحات النضال الوطني الجنوبي السلمي ومثلت بداية لتشكيل موقف جنوبي موحد على طريق ترتيب البيت الجنوبي ووحدة الصف الجنوبي الضمانة الأكيدة لانتصار القضية الجنوبية .
إن نجاح المؤتمر الوطني الجنوبي الواسع مرهون بمساهمة وإشراك الجميع في عملية الإعداد والتحضير الذي يقع على هذا المؤتمر  أقرار وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي للقواسم والمبادئ المشتركة والتوافق على قيادة سياسية جنوبية مؤقتة تتولى قيادة نضال الشعب الجنوبي وتمثيله في المرحلة الراهنة .
أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان المحرمي          11 ديسمبر 2012م

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الحراك الجنوبي ،، ماذا بعد 30 نوفمبر ؟؟؟؟



5 ديسمبر 2012م
شكلت احتفالات الحراك الجنوبي السلمي التي أقيمت في العاصمة عدن وفي بقية مدن الجنوب الأخرى في 30 نوفمبر 2012م في الذكرى الـ45 للاستقلال الوطني حدثا جنوبيا متميزا وعبرت تلك الاحتفالات عن إرادة شعب الجنوب وتلاحمه وحدته الكفاحية من اجل استعادة الجنوب المحتل .
ونستطيع هنا ان نستخلص من هذه الاحتفالية ومن البيان الصادر عنها في عدن وكلمة الرئيس البيض بعض الدروس والرسائل التي أرسلها شعبنا في يوم 30 نوفمبر 2012م ومن أهمها :

1 - عبرت تلك الاحتفالية عن وعي وأصالة هذا الشعب ليتعانق هذا الحدث مع تلك الذكرى مجسداً ملحمة وطنية متواصلة لمسيرة التاريخ النضالي البطولي لشعب الجنوب ضد الغزاة والمحتلين من اجل الحرية والاستقلال .

2 -  جدد الجنوبيين في هذه الملحمة الشعبية التي خرجوا فيها رافعا راية الحرية والاستقلال ،، جدد الوفاء لشهدا الاستقلال الأول ،، والعهد لشهداء الحراك الجنوبي على مواصلة مسيرة النضال والتضحية من اجل الاستقلال الثاني واستعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية الحديثة .

3 - لقد مثلت هذه الاحتفالية بذلك الزخم الجماهير الكبير مع احتفالات أكتوبر 2012م وانتخابات الرئاسة في  21/ فبراير/ 2012 استفتاء حقيقي لشعب الجنوب في رفض الوحدة وإصرار الجنوبيين على استعادة دولتهم الحرة المستقلة.

4 - اسقط الجنوبيين في هذا اليوم كل المشاريع الجنوبية الناقصة التي لاترتقي لمطالب الشارع الجنوبي في الحرية والاستقلال وحسم الجنوبيين في ال30 نوفمبر 2012م خيارهم الوطني حول مشروع فك الارتباط واستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كما ترجمته تلك الحشود بشعاراتها المنادية للحرية والاستقلال والرافضة للاحتلال وهم يرفعون أعلام دولة الجنوب التي اكتست فيها تلك الفعاليات وزينت فيها شوارع ومدن وقرى الجنوب ، وكما عبر عنه كذلك البيان الصادر عن احتفالات ال30 من نوفمبر في عدن وكلمة الرئيس البيض.


5 - مثلت احتفالات الجنوبيين في ال30 من نوفمبر لهذا العام انتصاراً للإرادة الجنوبية الشعبية الموحدة المتسلحة بعملية التصالح والتسامح خلف مشروع الاستقلال رغم خلافات قياداته ومكوناته ورغم الاختراقات والأجندة المختلفة ومخاوف وارث الماضي وافشل شباب الجنوب طلاب الوطن وصمام أمان الثورة في هذا اليوم كل المحاولات الرامية لتقسيمهم ،
 كما اثبت هذا الشعب لتلك القيادات وللعالم انه شعب لن تثنيه ولم تؤثر في خياره ووحدته لا خلافات تلك القيادات ولا تآمر أحزاب المشترك ولا أموال حميد ولا فتاوي الزنداني والديلمي ولا تهديدات صادق الاحمر ولا اختراقات السلطة وقمعها وشراء الذمم ولا أجندة وتقاعس وصمت الخارج بل خرج من بين هذا كله ليقول للعالم نحن هنا واقفون على ارض الجنوب لأننا أصحابها وسننتصر بإذن الله .

6 - أكد الشعب الجنوبي مجددا على استمرار ومواصلة نضاله السلمي كخيار ووسيلة حضارية من اجل استعادة دولته الجنوبية المستقلة والذي يرفض العنف والتطرف والإرهاب ، واستطاع الحراك الجنوبي الذي لا يمتلك من الإمكانيات ، أن ينظم فعالية مليونية طافت شوارع محافظة عدن ذهاباً وإياباً مشياً على الأقدام لعشرات الكيلومترات دون أن يسجل فيها أي حادثة او شغب او اعتداء وهو بذلك يعري ويفضح ويسقط كل تلك الادعاءات والافتراءات التي حاولت سلطة صنعاء أن تنال من الحراك الجنوبي وتلبسه لباس العنف والتطرف والإرهاب والفوضى والبلطجة الخ ، لتبرر قمع السلطة له في الفعاليات السابقة وهي رسالة للغد على ان الحراك الجنوبي قادراً على تنظيم صفوفه وعلى استعادة دولته وإدارة الجنوب مجدداً .

7- أفشلت تلك الحشود مسرحية الحوار الوطني التي يراد من خلالها جر بعض الجنوبيين الى فخ الحوار الوطني لدفن القضية الجنوبية وأكد البيان الصادر عن هذه الفعالية أن أي حوار ينبغي أن يسبقه اعتراف واضح وصريح بالقضية الجنوبية كقضية شعب وان يكون الحوار ندي بين الشمال والجنوب وبإشراف ورعاية إقليمية ودولية .

8- شكلت هذه الاحتفالية محاكمة للموقف العربي والدولي السلبي من قضية الشعب الجنوبي والتعتيم الإعلامي تجاه مايعانيه هذا الشعب من قمع وتنكيل منذ صيف حرب 94م ولذلك فقد استطاع الجنوبيين في هذا اليوم من كسر حاجز الصمت وأسوار العزل الإعلامي ليسمعوا صوتهم وبقوة للعالم الذي أجبرت وسائل أعلامه على التعاطي مع هذا الحدث كأمر واقع وان كانت على استحياء  .

وإذا كنا هنا قد تناولنا بعض تلك الرسائل والمكاسب التي حققها الشعب الجنوبي في ال30 من نوفمبر لهذا العام ، التي يحق للجنوبيين أن يفخروا فيها وفي أبنائهم الشباب الأبطال ، فان السؤال الذي يطالبنا الإجابة عليه عملياً هو ماذا بعد ؟؟؟
هل ننتظر الى فعالية قادمة أخرى ؟؟ أم أن هناك مناخ جديد ومهمات ومسؤوليات فرضتها هذه المناسبة والتحديات الجديدة ينبغي على الجنوبيين انجازها وبالذات القيادات السياسية لتواكب ولترتقي لمستوى ذلك الحدث ولتكون عند مستوى تضحيات وتطلعات شعبنا من خلال الارتقاء بعملنا السياسي والإعلامي ليواكب حركة وفعل ونبض الشارع الجنوبي وهو أمر يتطلب الانتقال للعمل المؤسسي المنظم القائم على وحدة الإرادة وسمو ووحدة القيادة ووضوح وثبات الرؤية من اجل تأمين وتفعيل المسيرة النضالية التحررية وهو الأمر الذي يتطلب من مختلف القوى السياسية الجنوبية وفي مقدمتهم قيادات الحراك الجنوبي تحقيق وانجاز مهمتين وطنيتين رئيسيتين هما :

أولا - العمل بأسرع ما يمكن على وحدة القوى المؤمنة بالاستقلال وتنظيم تلك الجهود والطاقات المجزئة في إطار تنظيمي موحد وبأي شكل أو صيغة تضمن وحدة تلك الجهود والطاقات وتنظيم قيادتها الموحدة وعملها السياسي والإعلامي الموحد وهذه المهمة قد باتت اليوم لا تقبل التأخير والمبررات إن كنا ننشد الاستقلال وطلاب وطن بالفعل .
ولذلك فإنني أرى أن يبادر الأخ الرئيس البيض والأخ المناضل حسن باعوم الى تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف مكونات الحراك لانجاز هذه المهمة .

ثانيا - العمل على عقد مؤتمر وطني جنوبي لايستثني ولا يلغي احد يلتقي فيه الجنوبيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية والقبلية عنوانه الجنوب حزبنا الكبير ، الجنوب أولا ،، يضع فيه الجنوبيين مصلحة الجنوب فوق كل مصالح الأحزاب ويخرج فيه الجنوبيين بميثاق شرف جنوبي يحوي المبادئ والقواسم الدينية والوطنية المشتركة التي يحتكم ويلتزم بها الجميع وفي مقدمتها رفض الاحتكام للعنف والاحتكام للشعب الجنوبي في القضايا الخلافية من خلال استفتاءه والاحتكام لما تتمخض عنه إرادة الأغلبية من الشعب الجنوبي
 ولتحقيق ذلك فانه ينبغي دعم واستكمال الجهود التي بدأ فيها الأخ المناضل محمد علي احمد للاعداد لعقد مؤتمر وطني جنوبي والعمل على توسيع اللجنة التحضيرية لتشمل كل الطيف السياسي الجنوبي بحيث لاتتجاوز ولا تلغي ولا تستثني على اعتبار ان الجنوب وطن وملك ومسؤولية الجميع والكل شركاء ,,,,,,