السبت، 25 يونيو 2011

استفتاء الشعب الجنوبي هو الحل


                     

 كانت ولازالت وستظل القضية الجنوبية قضية وطنية حقيقية أصيلة عادلة ومشروعة لشعب الجنوب  التواق للحرية والخلاص ,, وهي  ليست قضية مطلبية  بل سياسية بامتياز لشعب سلبت أرضه ودمرت دولته وطمس تاريخه وهويته وامتهنت حريته وكرامته ,, قضية شعب يناضل من اجل استعادة أرضه  ودولته ولذلك فان الغالبية من الجنوبيين وفي طليعتهم الحراك الجنوبي متفقين في الأصل على مشروعية وعدالة القضية ألجنوبية وعلى النضال من اجل استعادة حريتهم على أرضهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم ألا أن الخلاف والتباين فيما بينهم  هو في كيفية التعامل مع هذه القضية والحلول المطروحة لحلها فبينما يرى تيار يحضى  بتأييد شعبي من واقع التجربة والمعانات طوال أكثر من 17 عاما يرون انه يستحيل الاستمرار في هذه الوحدة حتى بعد إسقاط النظام وإقامة دولة النظام والقانون وحتى لو أعيد صياغة الوحدة من جديد من خلال دولة إتحادية ونظام الفدرالية بإقليمين ولذلك فان هذا التيار يتمسك ويناضل بشدة من اجل فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب السابقة .

وفي المقابل يرى تيار أخر لحسابات وتقديرات للوضع الداخلي والخارجي أن إسقاط النظام وقيام دولة النظام والقانون يمكن أي يوفر إمكانيات لإعادة الشراكة الجنوبية الشمالية المتساوية لإعادة بناء وحدة تقوم على نظام الدولة الاتحادية بإقليمين جنوبي وشمالي يتمتع كل إقليم باستقلالية تمكن أبنائه من أدارة شؤون إقليمهم بأنفسهم .

وإزاء هذا الوضع في اختلاف رؤى الجنوبيين في الحلول المطروحة للقضية الجنوبية فانه ينبغي علينا جميعا كجنوبيين أن نقر ونعي جيدا انه من حق أي جنوبيين أكانوا جماعة أو هيئة او تنظيم او حزب ان يجتمعوا وان يصدروا البيانات ويطرحون برامجهم ومشاريعهم التي يعتقدون هم بصوابها وهذا حقهم لكن ليس من حق أين كان أن يصادر حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه  او أن يكون وصي على الجنوب ويتكلم باسم الجنوب او أن يلغي حق الآخرين او ان يفرض رؤيته او مشروعه  على شعب الجنوب دون موافقته او استفتاءه وعلى الجنوبيين ان يستوعبون دروس الماضي جيدا ويتعلمون منها إذا أردنا إن لا تتكرر تلك المآسي والصراعات التي وقعنا فيها في تجارب الماضي ودفعنا ثمنها ولازالت جروحها وتركتها باقية نتيجة لسياسة التفرد وللقرارات الغير مدروسة وعملية الإقصاء والإلغاء للأخر وفرض ومشاريع أحادية الجانب دون توافق جنوبي ودون استفتاء الشعب

وعلينا ان نعي جيدا ان الجنوب هو ملك كل الجنوبيين بمختلف شرائحهم وأحزابهم وتياراتهم السياسية وليس ملك او حكر لأسرة او قبيلة او حزب والتي أثبتت التجربة ان تفرد أسرة او قبيلة او طائفة او حزب بالسلطة والثروة وفرض قرارات ومشاريع أحادية الجانب والتحكم بمصير الشعوب قد كان لها نتائج وخيمة وكانت ولازالت سببا لكل الحروب والصراعات والأزمات والفساد  والتخلف والفقر والمعاناة الخ ولنا في تجربتنا كما اشرنا في الجنوب وفي الوحدة دروس وعبر لمن يتعلم ويتعظ ..

 وفي هذا السياق فأنه ينبغي علينا إن نعمل كلنا كجنوبيين بمختلف توجهاتنا السياسية والقبلية والاجتماعية على انتهاج لغة الحوار فيما بيننا بعيدا عن لغة السلاح والعنف والتخوين والتكفير وان نعمل بجد على تعزيز وتحويل عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة والإقرار بأنه لابد أن نتعايش ونعيش مع وان نقبل بعضنا البعض مهما  اختلفنا في توجهاتنا السياسية ورؤيتنا لحل هذه القضية أو تلك وعلينا إن نعي جيدا إن الجنوب هو ملك كل الجنوبيين وكلنا شركاء فيه وكل جنوبي له الحق في العيش فيه بسلام وفي التفكير دون إن نفرض علية رأي أو فكر معين ودون أن نلغي حقه في الاجتهاد والتفكير وان يكون في الأخير الحكم لصواب هذا التوجه أو الرأي هو للميدان وللشارع وللشعب الجنوبي من خلال استفتاءه لان الشعب هو فوق الأحزاب ومصدر الشرعية ولا شرعية ألا لمن أعطاهم الشعب ثقته من خلال صناديق الاقتراع ...

 
ومادام الجنوبيين لم يتفقوا على رؤية موحدة ومشروع موحد لحل القضية الجنوبية وحتى لا نعيد استنساخ وتكرارا تجارب الماضي المريرة فانه ينبغي علينا جميعا إرجاع الأمر كله لشعب الجنوب ليحسم أمره ويقرر مصيره بنفسه من خلال استفتاءه في أمكانية الاستمرار في الوحدة من عدمها وهو الحل الذي يرضى وترتضي فيه كل الأطراف الجنوبية وهو الحل الذي يقنع الشارع والشعب الشمالي ويقنع في نفس الوقت الخارج والعالم كله والتي يتوجب على الجميع احترام وتحقيق رغبة وإرادة الشعب الجنوبي التي تنبثق عن استفتاءه  والعمل على التمسك فيها والتمثل لإرادة الشعب مهما كانت النتيجة وبغض النظر ان كانت تلتقي مع هذا الحزب ام لا .

لقد باتت الدعوة التي وجهها الكثير من الساسة مهمة وعاجلة لا تحتمل التأخير  أكان دعوة بيان عدن السياسي أو دعوة مجموعة من الأكاديميين في عدن ولقاء الجنوبيين في صنعاء وغيرها من الهيئات والقوى الجنوبية بما في ذلك لقاء القاهرة وكلمة الرئيس البيض الأخيرة والبيان الأخير لمجلس الحراك الأعلى والاجتماع الذي ينعقد في بروكسل والكثير من الدعوات التي تطالب بسرعة وضرورة عقد مؤتمر جنوبي لمختلف القوى والنخب السياسية الجنوبية في الداخل للوقوف أمام هذه الأوضاع الخطيرة  وأمام هذه المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والاتفاق على مبادئ عامة وثوابت يتقيد فيها الجميع وانتخاب قيادة جنوبية موحدة من مختلف النخب والتيارات والأطياف السياسية والاجتماعية تتمثل مهمتها الرئيسية في الأعداد والتحضير لعملية استفتاء الشعب الجنوبي وتحت أشراف إقليمي ودولي وبرعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة.

إن واجب كل جنوبي اليوم وكل الأحزاب والهيئات والتيارات والنخب السياسية والشخصيات الاجتماعية ان يعملون جمعيا من اجل الأعداد والتهيئة لعملية استفتاء الشعب لتقرير مصيره وتحديد ملامح مستقبلة بنفسه دون وصاية أو فرض عليه واقع او مشاريع لا يردها او لا تلبي طموحاته وأحلامه وتطلعاته في الحرية وفي صنع مستقبل أفضل وأمن للأجيال القادمة ..

السبت 2011/6/25م            

القضية الجنوبية برؤى أبناء الجنوب




المقدمة:

كانت هناك عوامل للاندفاع الجنوبي  للوحدة  نستطيع أن نختصرها بعاملين أساسيين   .

الأول : تأثير الفكر القومي والاشتراكي المنادي بالحرية والاستقلال وشعاراته المنادية بالوحدة العربية والأممية البروليتارية وكان لحركة القومية العرب وثورة مصر وعبد الناصر ولتنظيم البعث والماركسيين وللحركيين دور كبير في تسويق هذه الشعارات التي تبناها فيما بعد نظام الحكم في الجنوب بعد الاستقلال ذات النهج الاشتراكي وبالتالي فقد كان لتلك التربية والشعارات العاطفية التي تغنى بها الجنوبيين ردحا من الزمن دورا كبيرا في الاندفاع نحو الوحدة.

الثاني : هو فشل النظام  الذي قام في الجنوب بعد الاستقلال ذات الطابع الشمولي الذي انفرد بالجنوب وأقصى معارضيه والقوى الأخرى وانتهج فكر لا يراعي خصائص وواقع الجنوب كشعب عربي مسلم والتي كان لاعتناق الفكر الماركسي المتعصب نتائج وخيمة في السياسة الإقليمية والدولية وفي كل تلك الصراعات الداخلية أكان مع القوى الجنوبية الأخرى أو في الأقطاب المتصارعة داخل الحزب الاشتراكي نفسه بل إن صراعاته الداخلية كانت أشدها وافتكها وكانت سبباً رئيسياً للارتماء في أحضان سلطة صنعاء دون حسابات وتقييم صحيح لواقع ونوايا سلطة صنعاء ولا أقول عدم استفتاء الشعب لان الشعب حينه لو استفتي لوافق على الوحدة حينها نتيجة لتلك الشعارات وللصراعات وللأحلام التي بني عليها الجنوبيين في حياة أفضل .


الخلاصة

إن الوحدة  التي تمت بين الشمال والجنوب في عام 90م هي وحدة سلمية سياسية بين نظامي الحكم  لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية قامة على أساس الشراكة والمواطنة المتساوية لتؤسس لنظام يتجاوز عيوب وسلبيات نظامي الحكم الجنوبي والشمالي إلا إن هذه الوحدة قد تم القضاء عليها واغتيالها في حرب 94م وان ماهو موجود اليوم ومنذ عام 94م  على ارض الواقع الجنوبي ليس وحدة بل احتلال وعلى هذا  المفهوم يجب  أن يتحاور الجنوبيين والشماليين  .

أولا : القضية الجنوبية النشأة :

برزت القضية الجنوبية نتيجة لفشل الوحدة ورفضاً لواقع وحدة الحرب المزعومة التي أقصت الجنوبيين وحولت الجنوب أرضاً وأنساناً إلى غنيمة حرب والى واقع احتلال بمعنى الكلمة عمد هذا النظام القمعي إلى ممارسة كل أشكال وأساليب القمع والبطش والتنكيل ودمر دولة الجنوب السابقة وتعمد وبشكل ممنهج طمس وإلغاء وتشويه كل ماله علاقة بتاريخ وهوية وثقافة الشعب الجنوبي ودولته  المستقلة .

ثانيا : المراحل للقضية الجنوبية :

كانت البداية لتبني وإظهار القضية الجنوبية من خلال التيار المنادي بتصحيح مسار الوحدة ولعب الكثير من السياسيين والكتاب والصحفيين دور في التصدي لوحدة الضم والحرب ورفض لسياسة نظام صنعاء القائمة على تحويل الجنوب أرضاً وإنساناً الى غنيمة حرب وكان لصحيفة الأيام وناشريها وكتابها دوراً تنويرياً في استنهاض الشعب الجنوبي للدفاع عن حريتهم وهويتهم وتشكلت اللجان والهيئات التي تبنت القضية الجنوبية في الداخل وكذا كحركة موج وتاج في الخارج وكان لقيام جمعيات المتقاعدين العسكريين نقلة نوعية في الحركة الجنوبية التي كانت في بدايتها مطلبية  ثم تصاعدت نتيجة لعنجهية وقمع سلطة صنعاء للمطالبة باستعادة دولة الجنوب السابقة وتوالت بعد ذلك تشكل الهيئات والفصائل المتعددة للحراك السلمي الجنوبي واستطاع الحراك الجنوبي السلمي بحركة الشعب السلمية فرض القضية الجنوبية كقضية شعب عادلة .

وهنا  نستعرض المراحل التي مرت بها القضية الجنوبية.

المرحلة الأولى ....  يمكن أن نسميها مرحلة الصدمة أو الهزيمة بعد حرب 94م واغتيال وفشل الوحدة ،، فقد أحبط الكثير من الساسة والمثقفين والعسكريين لكنه ظل محصورا بقوى معينة تضررت في دولة الجنوب السابقة وبالذات السياسيين والعسكريين ويمكن باختصار أن نقول على هذه المرحلة هي مرحلة الإحباط والانكسار لدى البعض ومرحلة الأحلام لدى البعض الأخر من الجنوبيين الذين خدعوا بنظام علي عبد الله صالح .

المرحلة الثانية .....  هي مرحلة بداية الصحوة وكسر حاجز الخوف التي تصدرت لها  صحيفة الأيام وبعض الكتاب والمثقفين لتبني القضية الجنوبية وفضح ممارسات وخطط نظام صنعاء ولعبت هذه المرحلة دوراً  تعبوياً في حشد الشارع الجنوبي وتوعيتهم بعدالة قضيتهم والتي كانت تجري في أطار المطالبة بإصلاح مسار الوحدة والمواطنة المتساوية وبناء دولة النظام والقانون وبناء وحدة قائمة على الشراكة .

المرحلة الثالثة ...  تمثلت في تحويل القضية الجنوبية من مطلبية  إلى سياسية   تبنتها القوى الجنوبية في الخارج  وفي الداخل  ومثلت تلك المرحلة بما مثلته من عملية التصالح والتسامح والاصطفاف الجنوبي بداية حقيقية وضمانة أكيدة لانتصار القضية الجنوبية لو سار الحراك كما بدأ لكان اليوم القضية الجنوبية تهز أركان صنعاء في المحافل الدولية قاطبة   فساهمت في اعتقادي تلك  الاختراقات وتلك الخلافات وفشل القيادة السياسية في توحيد الجنوبيين وفي انتهاج سياسة وخطاب سياسي عقلاني لا يستفز ولا يعادي أحد  أكان على صعيد الشارع الجنوبي أو الشمالي أو الخارج وكان لتلك السياسة المتمثلة في غياب العمل المؤسسي المنظم وغياب الرؤية وللخلافات والاختراقات كان لها كلها دورا كبيرا في أضعاف الحراك وتقهقره من المدن وفشلت قيادات الخارج من فتح قنوات في الخارج لتسويق القضية الجنوبية ومناصرتها كما فشل قيادات الحراك في الداخل في أن تحافظ على استقلالية قرارها وحشد الجنوبيين في الداخل خلف مشروع الاستقلال أو برنامج سياسي موحد  الأمر الذي أدى إلى بروز أكثر من مشروع وتيار لمعالجة القضية الجنوبية وقسم الشارع معه واضعف الحراك .

الخلاصة مما تقدم   :

-    إن القضية الجنوبية هي قضية سياسية بامتياز وليست قضية حقوقية مطلبية أنما هي قضية شعب سلبت أرضه ودمرت دولته وطمس تاريخه وامتهنت حريته وكرامته وبالتالي فان الشرط الرئيسي للدخول في حوار هو الاعتراف فيها  حتى يمكن الدخول في حوار حقيقي لحلها سلميا .

-         إن الحراك الجنوبي السلمي هو الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية بكل مكوناته وأطيافه وهو الإطار الواسع الذي يمثل ويتبنى القضية الجنوبية والذي جاء الحراك السلمي رفضا لواقع وحدة الحرب أو الوحدة والموت وقدم الحراك السلمي الجنوبي تضحيات غالية في سبيل إستعادة دولته وحريته وقدم الجنوبيين صورة حضارية رائعة كأول شعب في التاريخ المعاصر يتخذ من النضال السلمي وسيلة وأسلوباً لتحقيق أهدافه المتمثلة في استعادة دولته وحريته .


ثالثا : القضية الجنوبية الخيارات والحلول :

إن القضية الجنوبية كما أشرنا أعلاه هي قضية وطنية حقيقية أصيلة لشعب الجنوب التواق للحرية ولحياة حرة كريمة وهي قضية  وجود وكيان لشعب الجنوب الذي تم إقصاءه وتحويله إلى شعب مستعبد  ولذلك فان القضية الجنوبية لاتهم مكون أو حزب أو فصيل بذاته بقدر ما تهم شعب الجنوب كله وبالتالي فأننا بالقدر الذي نحترم مثل هذه الأطروحات والمعالجات ألا انه ينبغي أن تطرح كلها في أطار الحوار والتوافق الجنوبي الجنوبي وللشعب الجنوبي ليقول كلمته فيها دون فرضها على الأخر ودون مصادرة حق الشعب في تقرير مصيره حتى لا نقع ونكرر أخطاء الأمس في جر هذا الشعب إلى كوارث وفرض عليه واقع لا يريده ومصادرة حقه في تقرير مصيره..

وبرغم عدم أجماع الجنوبيين على رؤية موحدة وتعدد تلك الرؤى الا انه يمكن تلخيص أبرز تلك الخيارات المطروحة للقضية الجنوبية في خيارين رئيسيين .

الأول :...  هو خيار فك الارتباط أو الانفصال الخ .. الذي أجاء ذلك نتيجة لتجربة المعاناة وفشل الوحدة ويهدف هذا الخيار في إستعادة الجنوبيين لدولتهم المستقلة أي العودة إلى ما قبل قيام الوحدة عام 90م  وهذا الخيار يحضى  بتأييد شعبي واسع ألا ان هذا المشروع يصطدم بالكثير من الصعوبات  والعراقيل المتمثلة بدرجة رئيسة بعدم وجود توافق جنوبي والية واضحة لتحقيق هذا الهدف العظيم وينقسم هذا المشروع الى مشروعين محل خلاف مشروع المطالبة بالجنوب العربي ومشروع المطالبة بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

الخيار الأخر :  هناك من يرى انه يمكن حل القضية الجنوبية في أطار الدولة اليمنية الموحدة بعد إسقاط النظام وقيام دولة النظام والقانون أكان من خلال الفدرالية أو أي شكل وصيغة أخرى ترضي الجنوبيين ويرى أصحاب مشروع الفدرالية أن المناخان الجديدة التي وفرتها ثورة الشباب التواقة للحرية والعدالة وبناء دولة المؤسسات قد خلقت إمكانيات جديدة لإعادة بناء الوحدة بعد إسقاط النظام من خلال نظام اتحادي بإقليمين كما أفصح عن ذلك حزب الرابطة رأي ولقاء القاهرة الذي تبني الفدرالية لحسابات ولقراءة لديهم لواقع الحراك وللخريطة الجنوبية وللوضع الإقليمي .

بينما يرى البعض الرافض لمشروع الفدرالية أن هذا المشروع لا يرتقي لتطلعات وتضحيات شعبنا ولا يضمن للجنوبيين حق الاستفتاء كما أن مثل هذه المشاريع هي رمي أوراق وتقديم تنازلات غير مطلوبة وغير مضمونة ومقبولة من الطرف الأخر لان مثل هذا المشروع سيكون عرضة للخصم والشطب والتعديل وسوف يعتبرها الطرف الشمالي سقفنا الأعلى ولذلك يتساءل البعض أذا كان مشروع فك الارتباط يصطدم بالعراقيل والفدرالية بصيغتها المقدمة غير مقبولة لماذا لم يطرح موضوع الكنفدرالية كحل ثالث مثلاً  .

أن  وجود  مشروعين رئيسين في إطار قوى الحراك الجنوبي السلمي لا يعني أنه لا توجد هناك قوى أخرى لم تفصح عن مشاريعها وهي تحضى بثقل كبير تلك القوى الصامتة المراقبة للوضع وبالذات التيار الإسلامي ومن لازالوا يتمسكون بدولة الوحدة وممن لازالوا يشكلون جزء من النظام وتحديداً  من أصحاب أبين وشبوة  ممن حسبوا على الرئيس علي ناصر أصحاب يناير 86م  وغيرهم من الجنوبيين الذين لازالوا في المؤتمر والإصلاح  وبعض التجار وبعض  الشباب الذي خرج يناصر ثورة شباب اليمن وغيرهم .

الحلول  ..

لا توجد هناك حلول جاهزة لدى أي طرف ولا احد يستطيع أن يدعي صواب رؤيته أو تجهيل وتجاهل الأطراف الأخرى وعلينا جميعا أن نقر ونستوعب جيدا أن لا احد وصي على الجنوب أو يمتلك تفويض من شعب الجنوب وان أي رؤى يجب أن تحترم وتطرح للحوار الجنوبي الجنوبي للتوافق حولها والخروج برؤية موحدة .

فتجارب الجنوبيين السابقة المريرة والمكلفة كما اشرنا تجعلنا جمعياً  كجنوبيين أن نتريث وان نتوقف كثيراً من الاندفاع نحو أيّاً من المشاريع دون التمعن والدراسة المستفيضة لكل الخيارات المطروحة بعقل وتروي دون تعصب أو تمترس لايّاً منهما ودون عاطفة وتسرع  ودون وصاية أو فرض أو إلغاء أو تخوين وتكفير لبعضنا البعض  وعلينا أن نقر أن شعب الجنوب هو صاحب القرار وليس أي حزب أو مكون وهو مصدر الشرعية وفوق مشاريع الأحزاب والمكونات وهو صاحب كلمة الفصل أولاً وأخيراً وعلينا أن نستوعب هذا جيداً .

إن المطلوب اليوم هو في أيجاد حلول  تكمن في أخراج الجنوبيين من الوضع القائم إلى وضع أفضل مما هم عليه والذي لا يمكن أن يتحقق ذلك دون ترتيب البيت الجنوبي المتمثل في وحدة وتماسك الجنوبيين هذه الوحدة التي لا يمكن أن تتحقق دون قبول الجنوبيين لبعضهم البعض وبدون الجلوس على طاولة الحوار الجنوبي وطرح مختلف المشاريع والرؤى قبل أن تسوق أي مشاريع أو تطرح للحوار مع أخواننا الشماليين بحيث نخرج برؤية موحدة ونذهب للحوار مع الشماليين ونحن نحمل مشروع واحد موحدين حوله .

ولذلك فان الحل يكمن ،،، أما ان يتوافق الجنوبيين بمختلف نخبهم وتياراتهم السياسية على رؤية موحدة يتبناها ويدافع عنها الجميع ويناضل من اجل تحقيقها ،، وأما ان يطرح الأمر لاستفتاء شعب الجنوب ليقرر مصيره بنفسه في البقاء بالوحدة أو عودتهم كدولة مستقلة .

ولذلك فقد بات من المهم اليوم  الدعوة لعقد مؤتمر جنوبي عاجل لا يستثني احد يقف بمسؤولية إمام هذه التحديات لترتيب البيت الجنوبي والخروج برؤية توافقية تحقق تطلعات وطموحات شعبنا التواق للحرية والسيادة على أرضه .

الخلاصة :

ان التحديات الراهنة تتطلب من الجنوبيين الاتفاق على مبادئ عامة للعمل المشترك ولتأمين المستقبل  والتي يتطلب من المؤتمر الجنوبي إضافة إلى الخروج برؤية موحدة هو إقرار المبادئ العامة للتوافق الجنوبي التي ينبغي ان يتمسك فيها كل الجنوبيين اليوم وغداً ومن أهمها :

-         إن يتمسك الجنوبيين بأسلوب النضال السلمي  الحضاري  كسلاح  فاعل في تحقيق المطالب والأهداف المشروعة القريبة والبعيدة وهو بالإضافة إلى انه سلاح حضاري فانه قد اوجد  ثقافة جديدة ترفض اللجوء إلى العنف والاحتكام للسلاح  وتؤسس لمستقبل أمن وأفضل لذلك فان النضال السلمي سيظل خياراً للجنوب  في نضالهم أكان اليوم أو في المستقبل .

-         الإقرار بان الجنوب ملك لكل أبنائه بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية وعلينا جميعا الإقرار واستيعاب هذا التنوع وقبوله والتعامل والتعايش معه من خلال الشراكة ورفض سياسة وعقلية إلغاء وتخوين الأخر والتفرد والوصاية اخذين بعين الاعتبار تجارب الماضي المريرة  وبالتالي فان حل القضية الجنوبية تتطلب تفهم واستيعاب هذا التنوع في الرؤى لحلها بمشاركة وإشراك الجميع .

-         تعميق ونشر ثقافة التصالح والتسامح وتعزيز القيم النبيلة لديننا الحنيف ورفض التطرف والعنف والإرهاب بكل أشكاله وتغليب المصالح الوطنية على المصالح والنزعات الذاتية.

- أن تظل أبواب الحوار مفتوحة بين الجنوبيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية بأن نؤجل القضايا الخلافية بما فيه اليمن والجنوب العربي  إلى بعد حل القضية الجنوبية لان المهم  ألان  هو الأرض  فنناضل من اجل استعادة أرضنا  وليترك مثل هذا الأمر لقرار الشعب لاحقاً  .

-  أن نقر أن لا احد وصي أو ممثل للجنوب ألا بمقدار حجمه الذي تحدده صناديق الاقتراع  أكان في الانتخابات أو في الاستفتاء وقرارات الأغلبية في الهيئات المنتخبة  ولا يحق لأحد  أن  يقرر باسم الشعب دون استفتاءه أو دون تفويض منه من خلال ممثليه الذين انتخبهم .

-  إن نضال الجنوبيين  يهدف إلى بناء دولة المؤسسات المدنية دولة النظام والقانون التي تؤمن وتحقق للجنوبيين طموحاتهم في الحياة الحرة الكريمة وتوفر لهم العدالة والمساواة في مجتمع أمن مستقر .

-  التمسك بقيم ديننا الحنيف وبأخلاقنا العربية والإسلامية الأصيلة ونبذ التعصب الطائفي والمناطقي والحزبي ومحاربة التطرف بكل أشكاله وانواعه  .

-  التمسك بالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وضمان وحماية حقوق الناس والحريات وتجريم استخدام أجهزة الدولة العسكرية والمدنية والمال العام لصالح أي حزب في الساحة  .
انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــاء  11/6/2011م